الجيش السوداني يرفض لقاء وفد حميدتي
تواصلت الاشتباكات في عدة مناطق من العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، رغم إعلان الهدنة، في وقت قال فيه الجيش إنه لن يلتقي مع مبعوث قوات الدعم السريع، بينما طالبت فيه الأمم المتحدة بضمانات لوصول المساعدات الإنسانية.
وقالت بي بي سي إن الجيش قصف مقرات للدعم السريع في الخرطوم وبحري، خاصة في جنوب العاصمة حيث معسكرات قوات الدعم السريع، التي استهدفت بدورها الطائرات الحربية بمضادات الطائرات، وذلك بعد إعلان جنوب السودان أن طرفي النزاع وافقا على هدنة جديدة مدتها سبعة أيام، من المقرر أن تبدأ الخميس، على الرغم من الانتهاكات المتكررة للهدنات السابقة.
وقال مبعوث الجيش السوداني في القاهرة نفع الله الحاج الأربعاء، إن الجيش قبل مبادرة الهدنة السعودية الأمريكية وليس وساطة لحل النزاع، مؤكداً أن الوفد لن يلتقي وجها لوجه مع مبعوث قوات الدعم السريع وأوضح أن التواصل سيكون عبر الوسطاء.
في الأثناء، تواصلت الدعوات العربية والدولية، لأطراف الصراع في السودان للتوصل لحل سياسي، وصت مخاوف من انتشار الأزمة خارج حدود البلاد.
وبحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير ، اليوم الاربعاء مع أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الجهود المبذولة لوقف التصعيد في السودان.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”أن بن فرحان أجرى اتصالاً هاتفياً بأبو الغيط حيث بحثاً “الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاه السودان وشعبه الشقيق”.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، تعرُّض مبنى الملحقية الثقافية السعودية في السودان لاقتحام من قبل مجموعة مسلحة قامت بتخريب الأجهزة والكاميرات والاستيلاء على بعض ممتلكات الملحقية.
وأعلن أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء أنه “من الضروري للغاية” ألا تنتشر الأزمة في السودان خارج حدوده وتهدد عمليات التحول الديموقراطي ومسار السلام في دول الجوار.
وقال غوتيريش للصحافيين في نيروبي “الوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق. يجب التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
وبالتزامن مع ذلك، طالبت الأمم المتحدة بضمانات أمنية “على أعلى مستوى” لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية.
وقال مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيث متحدثا من بورتسودان في مؤتمر عبر الفيديو مع صحافيين في جنيف، “هذه الالتزامات شرط أساسي للعمل الإنساني على نطاق واسع”.
وزار المسؤول الأممي الأربعاء بورتسودان المدينة الساحلية السودانية التي انسحبت منها الأمم المتحدة بسبب صراع على السلطة بين جنرالين متنافسين يمزق البلاد منذ 15 أبريل (نيسان)، للاجتماع خصوصاً مع مسؤولي وكالات الإغاثة الإنسانية الرئيسية.
وتسود حالة من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 أبريل (نيسان) بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.