الحرب في أوكرانيا ترفع أسعار “التاكوس” المكسيكي
يصطف بشكل يومي الزبائن في مكسيكو سيتي مثلاً أمام المطاعم أو مخابز التورتيا؛ وهي رقاق مصنوع غالباً من الذرة تشكل العنصر الأساسي في الكثير من الأطباق الوطنية كشطائر التاكوس، إلا أن شيئاً ما في المشهد تغير مؤخراً.
إنها الأسعار. ففي الوقت الذي لا يزال فيه إنتاج التورتيا ممكناً ومتاحاً أصبحت المكونات اللازمة لإعدادها أكثر كلفة. في مكسيكو سيتي، ارتفعت تكلفة كيلوغرام التورتيا من 18 بيزو في ديسمبر 2021 إلى 22 بيزو في سبتمبر 2022، بحسب “يورونيوز”.
وشهدت الولايات المكسيكية الأخرى قفزة أكبر في الأسعار إذ وصلت إلى 25 بيزو. ارتفعت أسعار التورتيا ما يقرب من ثلاث مرات على الأقل خلال هذا العام.
ولأوكرانيا، التي تبعد آلاف الأميال عن المكسيك، دخل في هذه الارتفاعات الجنونية في الأسعار، حيث تعتبر الدولة الأوروبية منتجاً رئيساً للحبوب، بما في ذلك الذرة، المكون الرئيسي لرقاق التورتيا. لذا عطّل الصراع في هذا البلد الأوروبي سلسلة التوريد، في وقت يواجه فيه مصدرون آخرون مشاكل في توفير كميات كافية من الذرة.
يقول هوميرو لوبيز، رئيس مجلس التورتيا الوطني، إن الكثير من المحاصيل ضاع في البرازيل وأجزاء من أمريكا الجنوبية فلم تنتج الكمية الكافية، كذلك حصل في الولايات المتحدة، بسبب الجفاف. وفي الوقت الذي تمكنت دول أخرى من شراء وتخزين الذرة في بعض أنحاء العالم، فإن المكسيك لم تفعل وفقاً للوبيز.
يتلقى بعض أصحاب المطاعم أو مخابز التورتيا شكاوى تتعلق بارتفاع الأسعار، ويتخوفون من انهيار أعمالهم، فلذة الشطائر وحدها غير كافية لضمان الاستمرارية في ظل غياب القدرة المادية لدى الزبائن، كما يقولون.
سابقاً كان من الممكن لشخص أن يتناول ثلاث شطائر تاكوس بما قيمته 50 بيزوس، أما اليوم فيستطيع الحصول على شطيرتين فقط بالمبلغ نفسه. رقاق التورتيا يعتبر أيضاً عنصراً أساسياً في طبق الكيساديا الشهير.
ويقول لوبيز إن أسعار التورتيا الباهظة ليست سوى عرض لمشكلة أكبر، فالمزيد والمزيد من المكسيكيين يكافحون لدفع تكاليف احتياجاتهم الأساسية. وفي الوقت الحالي لا تلوح في الأفق نهاية لارتفاع الأسعار، لذا قد تصبح هذه الأطعمة الأساسية والتقليدية، والتي عادة ما تكون في متناول الجميع، رفاهية لا يقدر على تحمل تكاليفها كثيرون.