الحسينيات استذكرت مآثر «قمر بني هاشم»
خصصت الحسينيات ليلتها السابعة مساء أول من أمس، في استذكار تضحيات وخصال «قمر بني هاشم» أبوالفضل العباس بن علي عليهما السلام.
ففي حسينية دار الزهراء، تحدث الشيخ ابراهيم النصيراوي عن الملاكات المقومة للشخصية والمزايا التي يتحلى بها العباس، لافتاً إلى ان شخصيته تميزت بصفات الايثار والمواساة.
وقال النصيراوي «إن العباس لم يتمكن من إيصال الماء للامام الحسين ومن معه، لكنه واسى الإمام ولم يشرب الماء وتحمل العطش، وهذا يدل على الخلق الرفيع والقيم المثلى، التي كان يتحلى بها قمر العشيرة»، موضحا أن العباس كان يتمتع بصفة البصيرة، كما وصفه الامام الصادق عليه السلام، بأنه «نافذ البصيرة»، والبصيرة هنا تختلف عن البصر، الذي يرى ظاهر الأشياء ويكون محدوداً، أما البصيرة فتمكن صاحبها من رؤية باطن الأمور بشكل واضح وجلي.
وتابع «في يوم عاشوراء وقبله، أثبت أبوالفضل العباس، أنه نافذ البصيرة، لأنه كان يتصرف بدقة عالية ومسؤولية كاملة، لم يخضع لإغراءات الاعداء، ولم يترك الجهاد، بل واصل عمله ومسيرته، رغم ما ألم به من جراح وقطع الأيدي، ليؤدي دوره ومسؤوليته».
وفي حسينية نور فاطمة الزهراء، تحدث خطيب المنبر الحسيني مهدي النواب، عن بطولة العباس، وقال «كان أعلم أصحاب الحسين وأشجعهم كما يصفه المؤرخون، وكان بطلاً فارساً وبين عينيه أثر السجود، جميل الطلعة وسيماً في محيّاه، ولذا لُقِّبَ بقمر بني هاشم».
وأضاف النواب «في يوم عاشوراء أذن الإمام الحسين لأبي الفضل أن ينطلق إلى المعركة ليستقي الماء للعطاشى والأطفال ولذا سُمِّيَ السقاء، ولم يقصّر العبّاس في كلّ مهمّاته… حرَسَ الخيام حمَلَ راية الحرب في وسط الأصحاب، وكان هو السّقاء لعطاشى كربلاء، استسقى الماء مع جملة من أصحاب الحسين، وسقوا العطاشى من الأطفال والنساء، ثمّ كان الحصار والتشديد على منع وصول الحسين وأصحابه إلى الماء».
وتابع «قبل استشهاده وقف الإمام الحسين عند رأس أخيه، وقال (الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدوي)، وحاول حمله، إلا أن العباس رفض، معللا أنه يستحي من الأطفال، ومن سكينة بنت الحسين، لأنه لم يحضر الماء، وكذلك قام بمواساة أخيه الحسين، حيث قال (أنت تمسح الدم والتراب عني وتواسيني، وتنقلني إلى الخيم بعد ساعة، وعند سقوطك من سيمسح الدم والتراب عن وجهك؟)».