أخبار الكويت

الحسينيات ومجالس الذكر أقامت عزاء الإمام الحسين وآل بيته وأصحابه

شهدت مجالس ذكر آل البيت عليهم السلام والحسينيات في العالم اجمع صباح امس حالة من الحزن الشديد من المعزين في فاجعة كربلاء (الطف) التي ألمت بريحانة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وآل بيت النبوة وأصحابه عليهم السلام اجمعين وسط الالتزام التام بتعليمات مجلس الوزراء بشأن تنظيم المجالس الحسينية والتوصيات الخاصة بوزارة الصحة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، حيث قضى المعزون من محبي آل بيت النبوة عليهم السلام ليلة العاشر من شهر محرم 1442هـ في حالة من الحزن، وعند الصباح ضجت الميكروفونات بأصوات الخطباء حال قراءة استشهاد سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام واهله واصحابه عليهم السلام واحدا تلو الآخر دفاعا عن الاسلام واهله، وما حدث لآل البيت عليهم السلام وأصحاب الحسين رضوان الله عليهم من قتل وسبي وحرق خيام وترويع للأطفال.

واعتلى خطباء المنابر الحسينية مرددين «عظم الله الأجر لأمة الإسلام بمصاب ريحانة الهادي البشير نبي الرحمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم»، وكانت الوجوه شاحبة وعابسة والقلوب يملؤها الأسى وتعتصرها الحرقة والأجساد مكتسية بالسواد تعبيرا عن كآبة هذا اليوم في تاريخ البشرية عامة والمسلمين على وجه الخصوص.

وذكر الخطباء أن عمر بن سعد أصبح في ذلك اليوم وخرج بالناس، وجعل على ميمنة العسكر عمرو بن الحجاج الزبيدي، وعلى الميسرة شمر بن ذي الجوشن، وعلى الخيل عروة بن قيس، وعلى الرجالة شبث بن ربعي، وأعطى الراية غلامه دريدا.

خطبة عصماء

ودعا الحسين بفرس رسول الله، صلى الله عليه وآله، المترجز، وعبأ أصحابه، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا، وقيل أكثر من ذلك، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وأعطى رايته أخاه العباس، وجعلوا البيوت والخيم في ظهورهم وأمر بحطب وقصب أن يترك في خندق عملوه في ساعة من الليل، وأشعلوا فيه النار مخافة أن يأتيهم العدو من ورائهم، وجعلوا جبهة القتال جهة واحدة.

فنادى شمر بأعلى صوته: يا حسين أتعجلت النار قبل يوم القيامة؟ وأراد مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين، وقال أكره أن أبدأهم بالقتال.

ثم تقدم الحسين نحو القوم، ثم نادى بأعلى صوته: يا أهل العراق وكلهم يسمعون، فقال أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم علي، وحتى أعذر إليكم، فإن أعطيتموني النصف كنتم بذلك سعداء وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فأجمعوا رأيكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين.

ثم حمد الله، وأثنى عليه وذكره بما هو أهله، وصلى على النبي وآله وعلى الملائكة والأنبياء، فلم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ منه في المنطق.

ثم قال: أما بعد يا أهل الكوفة، فانسبوني فانظروا من أنا، ثم راجعوا أنفسكم فعاتبوها فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟

ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول مصدق لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بما جاء به من عند ربه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار في الجنة بجناحيه عمي؟

أولم يبلغكم ما قال رسول الله لي ولأخي «هذان سيدا شباب أهل الجنة» فإن صدقتموني بما أقول وهو الحق، والله ما تعمدت كذبا منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله، وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن الأرقم، وأنس بن مالك يخبروكم بأنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟

أصحاب الحسين

وخطب فيهم خطبة أخرى، وأتم عليهم الحجة، فما أفاد فيهم الكلام، ثم أناخ راحلته ودعي بفرس رسول الله (صلى الله عليه وآله) المرتجز فركبه، فعند ذلك تقدم عمر بن سعد وقال: يا دريد أدن رايتك، ثم أخذ سهما ووضعه في كبد القوس، وقال: اشهدوا لي عند الأمير فأنا أول من رمى الحسين، فأقبلت السهام من القوم كأنها شآبيب المطر، فقال الحسين لأصحابه: قوموا رحمكم الله فإن هذه السهام رسل القوم إليكم، فاقتتلوا ساعة من النهار حملة وحملة، فلما انجلت الغبرة وإذا بخمسين من أصحاب الحسين صرعى، فعند ذلك ضرب الحسين بيده على لحيته الكريمة وقال: اشتد غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولدا، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتد غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم، أما والله لا أجيبهم إلى شيء مما يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضب بدمي.

ثم جعل أصحاب الحسين يبرزون واحدا بعد واحد، وكل من أراد منهم الخروج ودع الحسين وقال السلام عليك يا أبا عبد الله، فيجيبه الحسين: وعليك السلام ونحن خلفك، ثم يتلو: (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) ولم يزالوا كذلك حتى دخل وقت الظهر، فجاء أبوتمامة الصيداوي وقال: يا أبا عبدالله أنفسنا لنفسك الفداء، هؤلاء اقتربوا منك، لا والله لا تقتل حتى أقتل دونك وأحب أن ألقى الله عز وجل وقد صليت هذه الصلاة معك.

فقال الحسين لزهير بن القين وسعيد بن عبدالله: تقدما أمامي حتى أصلي الظهر فتقدما أمامه في نحو نصف من أصحابه حتى صلى بهم صلاة الخوف، وسعيد تقدم أمام الحسين فاستهدف لهم فجعلوا يرمونه بالنبال كلما أخذ الحسين يمينا وشمالا قام بين يديه فمازال يرمى إليه حتى سقط على الأرض وهو يقول: اللهم أبلغ نبيك عني السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإنني أردت بذلك نصرة ذرية نبيك، ثم مات رحمه الله، وبعدما قتل أصحاب الحسين رضوان الله عليهم، فعند ذلك وصلت النوبة إلى بني هاشم، وأول من قتل منهم علي بن الحسين الأكبر، وكان من أصبح الناس وجها وأحسنهم خَلقا وخُلقا، ثم نادى الحسين: هل من ذائب يذب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟ فارتفعت أصوات النساء بالبكاء والعويل فتقدم إلى باب الخيمة وقال لزينب: ناوليني ولدي الرضيع لأودعه فناولته ولده الرضيع فحمله نحو القوم وهو ينادي يا قوم قتلتم أنصاري وأولادي، وما بقي غير هذا الطفل، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل، لقد جف اللبن في صدر أمه، فرماه حرملة بسهم فوقع في نحره فذبحه، فوضع الحسين كفيه تحت نحر الطفل فلما امتلأتا دما رمى به إلى السماء، وقال: هون علي ما نزل بي أنه بعين الله، اللهم لا يكونن طفلي هذا أهون عليك من فصيل ناقة صالح ولما قتل أصحابه وأهل بيته ولم يبق أحد عزم على لقاء الله، فدعا ببردة رسول الله فالتحف بها فأفرغ عليها درعه، وتقلد سيفه واستوى على متن جواده ثم توجه نحو القوم وقال: ويلكم علامَ تقاتلونني؟ على حق تركته؟ أم على شريعة بدلتها؟ أم على سنة غيرتها؟

وفي نهاية المجالس الحسينية توجه الجميع بالدعاء الى الله عز وجل ان يمن بالامن والامان والاستقرار على كل الامة الاسلامية وان يرفع الله عز وجل هذا الوباء عن امة الاسلام والمسلمين وان يمن الله تعالى على صاحب السمو الأمير بموفور الصحة والعافية ويعود الى ارض الوطن سالما معافى.

جولة وزير الداخلية

هذا، وقام نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح بجولة تفقدية للاطلاع على الوضع الامني والإجراءات في مجلس مسجد أبي الفضل العباس الواقع في منطقة صباح السالم بحضور النائب خالد الشطي وعدد من القيادات الامنية، حيث اطمأن الصالح على كل الاستعدادات لاستقبال يوم العاشر من محرم وعمل التنظيمات اللازمة لتسهيل حركة مرور المعزين بالمركبات وايضا سيرا على الاقدام خلال عملية الولوج الى مبنى الحسينية مرورا بالنقطة الامنية للتفتيش حتى لا يتسبب الامر بأي تزاحم امام المدخل تطبيقا لاجراءات وزارة الصحة الاحترازية الواجب الالتزام بها لمكافحة «كوفيد ـ 19».

وقد احيا مجلس مسجد ابي الفضل العباس عليه السلام يوم العاشر من شهر محرم بنعي ذكرى استشهاد الحسين الامام الحسين عليه السلام وآل بيته من فرسان بني هاشم واصحابه عليهم السلام اجمعين حيث اعتلى المنبر الشيخ علي العيسى ساردا خبر تضحيات شهداء واقعة الطف الاليمة واحدا تلو الآخر وصولا الى الامام الحسين عليه السلام حينما بقي وحيدا بعد استشهاد كل اصحابه وآل بيته مناديا «الا من ناصر ينصرنا»، وبعدها توجه الى الميدان وحيدا لملاقاة العدو، حيث حمل عليهم وقتل العديد منهم الى ان اصابه سهم مثلث مسموم في كبده ثم طعنه صالح بن وهب على خاصرته وبعدها حاول الحسين النهوض لمتابعة القتال الا انهم واصلوا رميه بالسهام والنبال حتى سقط على الارض وصاح عمر بن سعد بأصحابه حزوا رأسه فأقبل عمرو بن الحجاج، فلما دنا ولى راجعا مدبرا، فسألوه عن رجوعه فقال: نظرت إلى عينيه كأنهما عينا رسول الله، وأقبل شبث بن ربعي فارتعدت يده ورمى السيف هاربا، فعند ذلك أقبل شمر وجلس على صدر الحسين عليه السلام وحز رأس ريحانة رسول الله وسيد شباب اهل الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى