الدببة القطبية تتكيف بمهارة مع تغير المناخ.. كيف فعلتها؟!
تكيف قطيع منعزل من الدببة القطبية في جرينلاند بمهارة مع تراجع الغطاء الجليدي الذي تعتمد عليه في صيد فرائسها من الفقمة، مما يترك لهذه الأنواع بصيص أمل في البقاء على الأقل في مناطق من القطب الشمالي مع ارتفاع درجات الحرارة فيه.
وقال باحثون إن هذا القطيع المؤلف من بضع مئات من الدببة، والتي تقطن جزءا من الساحل الجنوبي الشرقي لجرينلاند على مضيق الدنمرك، بقت على قيد الحياة رغم قلة الجليد المتكون من مياه البحر المتجمدة، وذلك عن طريق الصيد من كتل جليد المياه العذبة المنفصلة عن اللوح الجليدي الضخم في جرينلاند.
وقالت كريستين ليدر، العالمة بجامعة واشنطن ورئيسة فريق البحث المنشور في مجلة ساينس، “إنهم يعيشون في المضائق التي تكون خالية من الجليد البحري لأكثر من ثمانية أشهر في السنة لأن لديهم إمكان الوصول إلى الأنهار المتجمدة (المتكونة من) مياه عذبة حيث يمكنهم الصيد. ومثل هذا الموطن… غير شائع في معظم أنحاء القطب الشمالي”.
وجرى اكتشاف أن هذا القطيع من الدببة القطبية هو الأكثر عزلة وراثيا في العالم، وهو متميز عن الأنواع المعروفة الأخرى، وعددها 19. ويكاد أن تكون هذه الدببة قد انعزلت تماما عن الدببة القطبية الأخرى لعدة مئات من السنين على الأقل إذ لا يوجد دليل على مغادرة أي منها، رغم وجود أدلة على وصول بعضها عرضا من مكان آخر.
وقالت بيث شابيرو، عالمة الأحياء المشاركة في هذه الدراسة من جامعة كاليفورنيا ومعهد هوارد هيوز الطبي، إن هذه الدببة “تعيش بالكاد بما نعتقد أنه ممكن من الناحية الفسيولوجية”.
وأضافت “هذه الدببة… تتكاثر ببطء أكثر، وهي أصغر حجما. ولكن، الأهم من ذلك، أنها تعيش. من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه الاختلافات مدفوعة بالتكيف الجيني أو ببساطة عن طريق استجابة مختلفة من الدببة القطبية لمناخ وموطن مختلفين جدا”.
“على طريق الانقراض”
والدببة القطبية، التي يبلغ إجمالي عددها نحو 26 ألفا، معرضة للخطر بشكل خاص بسبب تغير المناخ في الوقت الذي يعيد فيه ارتفاع درجات الحرارة تشكيل المشهد في القطب الشمالي ويحرم تلك الحيوانات من غطاء الجليد البحري الذي تعتمد عليه في صيد فرائسها الرئيسية من الفقمة.
وأوضحت ليدر أن “فقدان الجليد البحري في القطب الشمالي لا يزال التهديد الرئيسي لجميع الدببة القطبية. وهذه الدراسة لا تغير ذلك”.
جمع الباحثون البيانات عن جينات هذه الدببة وتحركاتها وعددها من خلال التتبع الأقمار الصناعية ومراقبتها من طائرة هليكوبتر.
وقال شابيرو إن النتائج قد تقدم لمحة عن كيفية بقاء الدببة القطبية على قيد الحياة في فترات الدفء السابقة على مدار ما يقرب من 500 ألف عام منذ انفصالها من حيث التطور عن الدببة البنية.
وأضافت شابيرو “الدببة القطبية في مأزق.. من الواضح أنه إذا لم نتمكن من إبطاء معدل الاحتباس الحراري، فإن الدببة القطبية تسير على طريق الانقراض. وكلما تمكنا من معرفة المزيد عن هذه الأنواع الرائعة، كان من الأفضل مساعدتها على البقاء على قيد الحياة خلال الخمسين إلى المئة عام المقبلة”.