ذكر موقع سي نيت الإخباري أن طائرات الدرون انتقلت في السنوات الأخيرة من كونها نادرة الاستخدام في عمليات تفتيش البنية التحتية إلى شائعة؛ إذ تحتاج السدود والجسور والهياكل الأخرى إلى معاينات دورية لضمان عدم وجود تشققات خطيرة أو أضرار أخرى. كانت تتطلب هذه العمليات من العمال قديماً الانزلاق عبر الحبال إلى أسفل.
وفي حال تزويدهم بطائرات الدرون، فإن عمليات المعاينة تصبح أكثر أماناً ودقة وبكلفة معقولة، ما يعني تمكين الفرق من أداء المزيد من المهام.
ذكر كاميرون شايفر، رئيس قسم تحصيل بيانات النقل في شركة إتش دي آر HDR، الشركة المتخصصة في خدمات الهندسة والعمارة والبيئة والبناء والتي استخدمت طائرات الدرون على مدى السنوات الثلاث الماضية، أنّ: «طائرات الدرون يمكنها رؤية الأشياء والوصول إلى مناطق معينة لا يسمح بها فحص الحبال التقليدي». وقد تطور البرنامج من 5 طيارين إلى أكثر من 20 طياراً مدرباً على التعامل مع مواقف استثنائية مثل الرياح العاتية أو الهبوط الاضطراري.
تتطلب العملية التخطيط وتوفير معدات معينة. وربما تكون الأجهزة الاستهلاكية البسيطة كافية في بعض العمليات، بينما يتطلب البعض الآخر معدات متخصصة. سيوفر التقاط 8000 صورة دقة أعلى من 2000 صورة، وبعض طائرات الدرون مناسبة تماماً لمناطق معينة ولكنها محدودة الفائدة للغاية في مناطق أخرى.
والمثال الأهم على أهمية هذه التقنية هو تفتيش سدّ ديابلو شمال ولاية واشنطن، حيث أخذت شركة إتش دي آر طائراتها لتكمل تقييم هذا الهيكل البالغ ارتفاعه 389 قدماً، والذي يمد سياتل بالكهرباء. وكانت النتيجة التقاط أكثر من 82 مليون نقطة بيانات لتجسد تمثيلاً ثلاثي الأبعاد، وتوثق حالة السد والمناطق التي تحتاج إلى صيانة.
ربط الفريق الصور التي التقطها الدرون ببيانات التحكم الأرضي والرسومات الهندسية لإنشاء نموذج افتراضي للسد يمكن تحديثه لاحقاً ببيانات إضافية مستمدة من تقنيات أخرى مثل رادار مسح باطن الأرض. بهذه الطريقة يمكن أن يصبح النموذج أكثر فعالية مع مرور الوقت، ويمكن للفريق توقع الإصلاحات الهيكلية المطلوبة باستخدام التعلم الآلي والتحليل التنبؤي.
والنتيجة حسب ما ذكر شايفر ليست مجرد زيادة في السلامة بل زيادة في الجودة وزيادة في الدقة وارتقاء بمستوى المراقبة عبر الزمن.