أخبار العالم

الدنمارك .. اليمن المتطرف يقترب من السلطة

تقام في الدنمارك اليوم الثلاثاء انتخابات تشريعية تسعى فيها رئيسة الوزراء الاشتراكية الديموقراطية ميته فريدريكس للتمسك بالسلطة في مواجهة اليمين واليمين المتطرف، لكن النتائج تغير محسومة ويرجح أن تكون رهن حزب “المعتدلين” الخارج عن المتنافسين الرئيسيين.

وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها في الثامنة صباحاً لمدة 12 ساعة، ويتوقع أن تظهر النتائج الأولية بعد ساعتين من إقفال الصناديق.

وتفيد آخر استطلاعات الرأي بأن “التكتل الأحمر” اليساري بقيادة حزب فريدريكسن الاشتراكي الديموقراطي يحظى بما بين 47.1 و49.1 %من نوايا التصويت، مقارنة مع 40.9 % و43.6 % لتكتل الأحزاب اليمينية “الأزرق”.

ووفق الاستطلاعات، لن تتمكن أي كتلة من انتزاع الغالبية الكافية للحكم دون المعتدلين، الحزب الذي أسسه هذا العام رئيس الوزراء الليبرالي السابق لارس لوكه راسموسن.

وتشير الاستطلاعات الى أنه الحزب القادر على حصد ما يصل الى 10 % من الأصوات.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة آرهوس رون ستوباغر: “إذا لم ينل التكتلان على الغالبية، وهو المرجح، لن يكونا في غنى عن المعتدلين لتشكيل حكومة”.

ويسعى الطرفان الى استمالة الناخبين، وحزب المعتدلين.

وكررت رئيسة الوزراء في الآونة الأخيرة التحدث عن قيادة حكومة بتحالف بين اليمين واليسار، وأبدت استعدادها لإصلاح النظام الصحي ليلقى قبول المعتدلين.

من جهته، دعا زعيم الليبراليين إلى عودة لوكه راسموسن إلى حزبه السابق. وقال ياكوب إيلمان ينسن في مناظرة تلفزيونية: “اذا أردتم الأمور التي تحلمون بها، والتي نمت في حديقتنا المشتركة السابقة، عودوا إلى المنزل”.

وبعد حملة انتخابية هيمنت عليها قضايا المناخ، والتضخم، ونظام الرعاية الصحية، لم يحسم زهاء ربع الناخبين أمره.

ويقول أستاذ العلوم السياسية ستوباغر: “ثمة تذبذب كبير بين الناخبين الدنماركيين، نحو 40 % يغيرون حزبهم”.

ويعكس بعض الناخبين هذا الرأي حتى بين من يدلون بأصواتهم للمرة الأولى، مثل أنتيسا ينسن
التي تقول: “لا أعرف بعد لمن سأصوت، ربما الخيار البديل، أو الراديكاليين”.

وتشير هذه الأربعينية الى أن “مسألة الهجرة منفرة” في برامج المرشحين.

ونالت هذه الأمريكية الجنسية الدنماركية بعد مسار مضنٍ يعكس السياسة التقييدية للبلد الإسكندنافي ضد المهاجرين.

وشكّلت الدنمارك التي تتباهى بنموها وتماسك مجتمعها، مثالاً للمعايير الصارمة للهجرة منذ أكثر من 20 عاما، بصرف النظر عن التكتل السياسي الحاكم.

وانطلاقا من سياسة “صفر لاجئين”، تعمل الحكومة الاشتراكية الديموقراطية على اتباع النموذج البريطاني، واعتماد مركز لإدارة طلبات اللجوء، في رواندا، لكن تركيز الدنماركيين، 5.9 ملايين نسمة، يبدو منصباً على المناخ.

ويهدف البلد الاسكندنافي إلى تقليص انبعاثاته 70 % بحلول 2030، بما يفوق 55 % في الاتحاد الأوروبي، وبلوغ الحياد الكربوني في 2050.

وشارك 50 ألفاً بينهم رئيسة الوزراء، في “مسيرة المناخ” الأحد.

وقالت الطالبة استر رون، على هامش المسيرة: “هذه الانتخابات مهمة جداً لما سيحصل بالكرة الأرضية في المستقبل. وأعتقد أن من المهم أن يكون المناخ على رأس أولويات السياسيين والناخبين”.

ووعد اليسار بقوانين للتنوع البيولوجي، ويعتزم الاشتراكيون الديموقراطيون إدراج ضريبة كربون على الزراعة، في إجراء يلقى تأييد غالبية التشكيلات السياسية الأخرى.

وفي الأوساط اليمينية، يركز الحزب الليبرالي على حلول “خضراء”، في حين يبدي “اليمين الجديد” المتطرف انفتاحه على محطات للطاقة النووية.

وقدّم ما لا يقل عن 14 حزبا لوائح للتنافس على مقاعد مجلس النواب البالغة 179، بينها 4 مخصصة للأراضي الدنماركية ما وراء البحار، أي غرينلاند وجزر فارو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى