تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي الجديد يمكنه إدارة الحواسيب دون تدخل بشري

أعلنت شركة “أنثروبيك Anthropic” عن إطلاق نموذج جديد من ذكاءها الاصطناعي، يمنح المستخدمين نظرة مستقبلية على ما يُعرف بـ”النماذج الوكيلة” (Agent Models)، التي تتمتع بقدرة كاملة على إدارة المهام بصورة مستقلة. وهو ما يأتي مع تقديم ميزة جديدة تمكّن النموذج من التحكم المباشر بالحواسيب، ويشير إلى تحول نوعي في قدرات الذكاء الاصطناعي، وفق تقرير بموقع “New Atlas“.

One minute around the Atlantis – The Palm – Dubai
00:00
% Buffered
00:02 / 01:31
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player
مستويات الذكاء الاصطناعي كما يراها سام ألتمان

وفقًا لرؤية سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، يتدرج الذكاء الاصطناعي عبر خمس مراحل رئيسية. تبدأ المرحلة الأولى بالروبوتات المحادثة، تليها مرحلة “المستنتجين” التي يمثلها النموذج o1. أما المرحلة الثالثة فهي “الوكلاء”، والتي ستتيح للذكاء الاصطناعي اتخاذ قرارات وإتمام المهام دون تدخل بشري مباشر.

مقالات ذات صلة

وأشار ألتمان إلى أن المرحلة الرابعة ستكون “المبتكرين”، الذين يتمكنون من توليد معرفة جديدة، فيما تتضمن المرحلة الخامسة إدارة مؤسسات كاملة دون تدخل بشري يُذكر، وهو ما كان يعتبر خيالًا في الماضي، لكنه أصبح الآن واقعًا ممكنًا.
نقلة في تفاعل الذكاء الاصطناعي مع الحواسيب

ومع إطلاق النموذج الجديد Claude 3.5 Haiku، قدمت “أنثروبيك Anthropic” ميزة “استخدام الحاسوب”، وهي قفزة في تطوير الذكاء الاصطناعي، تتيح للنموذج التفاعل مع واجهات الحاسوب كما يفعل البشر؛ حيث يمكنه تحريك المؤشر، والنقر على الأزرار، وكتابة النصوص.

وأوضحت الشركة أن الهدف هو جعل النموذج يتلاءم مع البيئات الرقمية المتاحة، بدلًا من تهيئة أدوات مخصصة له. وكمثال، تمكن Claude من تنظيم رحلة للمستخدم Pujaa Rajan عند جسر Golden Gate، من خلال البحث عن مواعيد شروق الشمس وإعداد إدخال في التقويم لتوقيت المغادرة.
أداء واختبارات مبكرة

ورغم أن الأداء الحالي للنموذج لا يزال محدودًا، إذ يعتمد على قراءة شاشات الحواسيب عبر لقطات (Screenshots) ويحقق نسبة 14.9% في اختبارات OSWorld مقارنة بـ70-75% للبشر، إلا أن هذا الرقم يظل ضعف أداء أقرب منافسيه من الذكاء الاصطناعي.
مخاطر الأمان وخطوات حذرة

ونبّهت “أنثروبيك Anthropic” إلى المخاطر المحتملة لهذه التقنية الجديدة، موضحةً أنها أتاحت الميزة في صيغة تجريبية محدودة لضمان التعامل مع أي تحديات أمنية قبل التوسع في استخدامها. وأكدت الشركة أن توفير هذه القدرات للمطورين يهدف إلى تحسين الأمان مع تطور النموذج تدريجيًا.
التوقعات المستقبلية وتأثيرها على سوق العمل

ويشير مراقبون إلى أن هذه التقنية قد تحدث تغييرات جذرية في سوق العمل، حيث ستتولى النماذج الوكيلة تنفيذ مهام تتطلب خطوات عديدة بشكل مستقل، مما قد يزيد من الإنتاجية، ولكنه سيعزز أيضًا من خسائر الوظائف المرتبطة بالمهام الروتينية.

ومع استمرار تسارع وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن يصبح استخدام هذه النماذج الوكيلة أمرًا شائعًا خلال السنوات المقبلة، مما سيغير جذريًا الطريقة التي نؤدي بها المهام في العالم الرقمي.

زر الذهاب إلى الأعلى