تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي غير قادر بعد على الإبداع موسيقياًَ

يتسارع تطور الذكاء الاصطناعي ويتداخل مع مجالات عديدة، مما دفع مهرجان الموسيقى العربية في مصر لمناقشة تأثيره على الفن. ورغم الاعتراف بإمكانية دعمه للفنانين، يحذر البعض من مخاطره ويدعون لتنظيمه قانونياً، خصوصاً في استخدام بصمات صوت الفنانين الراحلين مثل أم كلثوم.

يتطور الذكاء الاصطناعي من دقيقة إلى أخرى ويتداخل مع مختلف المجالات مما دعا مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في مصر إلى إقامة ندوة بعنوان (الموسيقى في عصر الذكاء الاصطناعي.. فرص وتحديات) بمشاركة متخصصين في التكنولوجيا والفن والقانون.

وقال أحمد درويش أستاذ هندسة الحاسبات ووزير الدولة للتنمية الإدارية الأسبق في الندوة التي أُقيمت أمس الثلاثاء بدار الأوبرا المصرية إن الذكاء الاصطناعي بدأ منذ أربعينيات القرن الماضي لكن تسارعت وتيرة تطوره مؤخرا وظهرت آثاره أكثر وضوحا لا سيما في الفن الذي ينتقل وينتشر بشكل واسع ودون قيود.

مقالات ذات صلة

وأضاف درويش أن الذكاء الاصطناعي يحاكي النماذج التي يقدمها له الإنسان ويسير وفق البيانات التي يغذيه بها لا أكثر “لكنه غير قادر على الإبداع مثل البشر حتى الآن.. ولا يعلم أحد ما قد يحدث في المستقبل”.

ويؤيده في وجهة النظر هذه الملحن والمغني عمرو مصطفى الذي قال إنه خاض بالفعل تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة بعض الأغاني وبثها، مشيرا إلى أنها كانت “أكثر تجربة فاشلة خاضها في حياته”.

وأوضح أنه خاض التجربة فقط لاستكشاف هذا العالم وإثبات أن الأمر ممكن وسهل لكنه في الوقت ذاته خطير إذا استخدمه جاهل بقواعد الموسيقى والغناء.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن توظيفه في خدمة الفن والفنانين لكنه ليس بديلا عن الملحن والمغني والعازف على الإطلاق لأنه في النهاية ينتج ما يغذيه به الفنان من بيانات وجمل لحنية وبصمة صوت.

وأضاف مصطفى أن بعض الأغاني التي طرحها فنانون عرب حديثا ولاقت قبولا لدى المستمعين مصنوعة بالذكاء الاصطناعي التوليدي لكنها خرجت بلهجة عربية ركيكة تبدو للمتخصصين وكأن أجنبيا يغني باللغة العربية على غير الحقيقة، مما ينذر بخطورة تأثير الاستعانة بمثل هذه التقنية دون امتلاك العلم والفهم والقدرة على تطويعها لخدمة الموسيقى العربية.

تبعات قانونية

المستشار القانوني حسام لطفي أوضح أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الموسيقى وصنع الأغاني لا يتعلق بمسألة أصالة الإبداع أو تقليده لكن القضية لها تبعات قانونية.

وقال إنه ليس من مصلحة أحد الوقوف أمام التطور التكنولوجي لكن في الوقت نفسه يجب سن التشريعات المناسبة لمواكبة التغيّرات الجارية في مجال الذكاء الاصطناعي خاصة فيما يتعلق باستخدام بصمة صوت بعض المطربين الراحلين.

وضرب مثلا باستخدام صوت المطربة أم كلثوم في الفترة الأخيرة في صنع أغنية جديدة بالذكاء الاصطناعي أثارت حفيظة ورثتها وطرحت أسئلة عديدة حول حقوق الملكية الفكرية للأعمال المنتجة بواسطة هذه التقنية.

وأوضح أنه وفقا للقوانين القائمة فإنه إذا حصل منتج الأغنية الجديدة على موافقة ورثة الفنان الراحل باستخدام بصمة صوته أصبح الأمر قانونيا مئة بالمئة لأن بصمة الصوت حق أصيل للورثة باعتبارها لصيقة بالشخصية.

وتابع لطفي أنه حتى عند الوصول لذلك الشكل القانوني تظهر إشكالية أخرى وهي إذا كانت الأغاني التي ستصنع بصوت الفنان الراحل تناسب ذوقه والصورة المكونة عنه أم لا، وهي مشكلة أخلاقية بحتة.

ولفت إلى أنه إذا كانت تجارب استخدام صوت مثل أم كلثوم اقتصرت حتى الآن على فنانين من داخل مصر فمن يدري ما قد يحدث إذا استخدمتها دولة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى