الذكرى الأولى لزراعة أول قلب بأيادٍ كويتية.. إنجاز يضاهي العالمية
بعد مرور عام كامل على عملية زراعة أول قلب لمريض تكللت بالنجاح وفي الذكرى السنوية الأولى لهذا الإنجاز الطبي الذي تم بأياد كويتية بمركز سلمان الدبوس لأمراض القلب فى مستشفى العدان أثبت فيها الأطباء الكويتيون أنهم قادرون على صنع الإنجازات الطبية التي تضاهي نظيراتها العالمية.
في هذا السياق قال رئيس قسم جراحة القلب في مركز سلمان الدبوس لأمراض القلب البروفيسور رياض الطرزي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المريض الآن وبعد مرور عام كامل على عملية زراعة القلب يتمتع بصحة جيدة ويمارس حياته بشكل طبيعي.
وأضاف الطرزي أن المريض كان قد نقل إلينا من مستشفى الجهراء بتاريخ 12/11/2019 شاكيا من ضعف عضلة القلب الحاد وتوقف في القلب مستمر فاحتاج إلى صعقات كهربائية متعددة مبينا أنه احتاج كذلك إلى أدوية مساندة وتركيب جهاز “ECMO” لمساندة الدورةالدموية.
وذكر ان المريض “كان محددا له تركيب قلب صناعي ولكن قبل التجهيز لعملية القلب الصناعي راجعنا مركز حمد العيسى لزراعة الأعضاء وعرفنا أن هناك قلبا يتطابق في مواصفاته مع المريض”.
واشار الطرزي إلى أن المستشفى وقتها كان يجهز من خلال تشكيل لجنة لزراعة القلب في غضون 6 أشهر “إلا أننا سارعنا لإنقاذ حياة هذا المريض وبالتعاون مع فريق ألماني جهزنا كل شيء للعملية التي تمت بنجاح”.
واوضح ان هذا النوع من العمليات يحتاج إلى غرفتي عمليات واحدة منهما لاستئصال القلب والأخرى لزراعته موضحا أن العملية استمرت ثلاث ساعات متواصلة تحسن بعدها المريض بعد متابعة دقيقة حتى غادر المستشفى.
وافاد الطرزي أن السواعد الكويتية تطمح إلى جعل الكويت مركزا لزراعة القلب للمرضى الكويتيين مبينا أن هناك عمليات زراعة أخرى ناجحة بالكويت مثل زراعة الكلى والكبد اذ قام الفريق الطبي حتى الآن بتركيب 3 قلوب صناعية ونحو 40 مضخة قلب صناعي.
من جهته قال استشاري أمراض القلب ورئيس وحدة فشل القلب المتقدم وزراعة القلب في مركز سلمان الدبوس الدكتور خلدون الحمود في تصريح مماثل ل(كونا) ان المريض كان يبلغ من العمر 28 عاما وتواصل مع الطبيب المعالج له وأكد لي أنه يعاني من ضعف شديد بعضلة القلب ولا يستجيب للعلاج منوها إلى أن المريض اتضح لاحقا أنه يعاني من مرض نادر يسمى Giant Cell Myocarditis “GCM”.
وأضاف الحمود “اننا حاولنا علاجه بعلاجات القلب المتقدمة إلا أنه لم يستجب فلجأنا إلى المضخات الخارجية” موضحا ان خطة زراعة القلب كانت لدى مركز الدبوس ويجهز لها من قبل هذه العملية وتم تفعيلها لما لزم الأمر وفي وقت قياسي بعد التأكد من تطابق الأنسجة وتحضير الأدوية الخاصة بالنظام المناعي لمنع رفض العضو المزروع.
وذكر ان العملية التي قام بها فريق طبي كويتي متكامل تمت بنجاح حيث شارك في اجرائها كل من رئيس مركز القلب في مركز سلمان الدبوس لأمراض القلب الدكتور يوسف القلاف واستشاري التخدير والعناية الحرجة الدكتور محمد شمساه وأطباء الجراحة الدكتور رياض الطرزي والدكتور محمد البنا والدكتور محمد عبدالرحمن اضافة الى البروفيسور يان شميتو من جامعة هانوفر في ألمانيا.
واعرب عن شكره وتقديره للجهات المساندة وهم أستشاري الأمراض المعدية الدكتور واصل العدساني والدكتور كيلي شارب ورئيسة التمريض المترون معصومة السبتي واخصائية الصيدلة الإكلينيكية الدكتور تهاني البناي ومن التأهيل الأخصائية آلاء السعيد والسيد برلين وكذلك رئيس قسم المناعة الدكتور ندى الشطي.
ولفت الى ان المريض من بعد اجراء العملية وهو يتابع بصفة دورية حتى اليوم للتأكد من حالته الصحية مشيرا إلى أن المريض أصيب مؤخرا بفيروس كورونا (كوفيد-19) وتم إدخاله إلى المستشفى وتقديم العلاج اللازم له حتى شفي من الإصابة.
وقال الحمود ان إنشاء برنامج زراعة القلب كان حلم وتحقق بفضل من الله منوها إلى أهمية التبرع بالأعضاء لانقاذ حياة مرضى آخرين اذ ان كل واهب للأعضاء من الممكن أن يساعد لغاية سبعة أشخاص.
من ناحيته قال علي الشمري صاحب عملية زراعة القلب في تصريح مماثل أنه يعيش حياة طبيعية كأي إنسان آخر ولا يشعر بأنه مختلف عن الآخرين معربا عن شكره وامتنانه لكل الفريق الطبي الذي شارك في عملية زراعة القلب.
واضاف الشمري إنه يمارس بعض الرياضات الخفيفة وهو مصمم على الرجوع إلى لياقته قبل الإصابة بهذا المرض مبينا أنه أصيب بفيروس كورونا المستجد منذ فترة وتعافى تماما من هذا المرض.
وعلى صعيد متصل توجه الفريق الطبي الذي أجرى العملية بالشكر إلى وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح ووكيل وزارة الصحةالدكتور رضا مصطفى على جهودهما التي تتمثل بإمداد وزارة الصحة بكل التقنيات الحديثة التي تحتاجها لخدمة المرضى وإنقاذ حياتهم.