رياضة

الركض الأخير في رحلة الأساطير.. رونالدو يفتح الباب وميسي الحلم المنتظر على «العشب الخليجي»

باتت الأندية الخليجية الجهة الأولى لنجوم الكرة العالمية، بعد أن يضيق بهم الحال مع أنديتهم الكبرى، التى تتركهم يرحلون مجانًا عقب تزايد أعمارهم، لكن لم يتوقع أحد أن يكون النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، ضمن هذه القائمة، فقد خالف كل التوقعات بانتقاله إلى نادى النصر السعودى فى صفقة تاريخية، لكرة القدم فى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، فانتقال «الدون» لنادى النصر ليس مجرد خبر رياضى لانتقال لاعب من فريق لآخر، بل من المتوقع أن تجنى رابطة أندية الدورى السعودى للمحترفين عوائد مادية ضخمة، ولم تقتصر العوائد المادية على نادى النصر فقط، من خلال بيع حقوق رعاية المسابقة والبث التليفزيونى، سواء داخل أو خارج المملكة، كما أفادت تقارير بأن رونالدو سيقوم أيضا بدور كبير فى الترويج لملف استضافة بطولة كأس العالم 2030، التى تسعى السعودية إلى تنظيمها بجانب مصر واليونان.

قبل ساعات على نهاية عام 2022، أعلن نادى النصر السعودى التعاقد مع النجم البرتغالى، كريستيانو رونالدو، الفائز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب فى العالم 5 مرات، وحقق النصر مكاسب عديدة من هذه الصفقة، لما يتمتع به اللاعب من سجل كروى يضعه بين كبرى الأسماء فى عالم كرة القدم عبر التاريخ، وكذلك حضور إعلامى واسع ومتابعة جماهيرية عالمية لا يفوقه فيها أى رياضى آخر، حيث ارتفعت القيمة السوقية لنادى النصر بنسبة ٪34، حيث وصلت إلى 79.10 مليون يورو، وبفارق يصل إلى 30 مليونا عن أقرب منافسيه ليتربع على عرش الأندية السعودية الأعلى قيمة سوقية، وذلك حسب موقع “ترانسفير ماركت” الشهير والمختص فى قيمة وأسعار اللاعبين والأندية.

ولا يمكن إغفال الحرص على متابعة نجم عالمى، بحجم رونالدو من المدرجات، أى أن عدد الحضور الجماهيرى سيرتفع سواء من جماهير النصر أم جماهير الفريق المنافس، وبالتالى تزداد إيرادات بيع التذاكر، وإلى جانب ذلك، ستتهافت شركات الرعاية على التعاقد مع “العالمى” لقب نادى النصر، وذلك بسبب وجود لاعب مثل رونالدو بين صفوفه.

ومن المتوقع أن تكون هذه الصفقة سببًا فى ارتفاع شعبية الكرة السعودية ككل، خصوصا أن عشاق النجم البرتغالى موزعون حول العالم، الأمر الذى يعنى ارتفاع نسبة الاهتمام الإعلامى العالمى بالدورى السعودى، وبالنظر إلى أن رونالدو، لديه مليار متابع فى حساباته بمواقع التواصل الاجتماعى، فقد تجنى بطولة الدورى السعودى أعدادا كبيرة من المتابعين الجدد، مما يزيد من القيمة التسويقية لمسابقة الدورى السعودى للمحترفين.

وقد يفتح انضمام رونالدو الباب أمام صفقات أخرى كبيرة، إذ تردد بالفعل فى الساعات الماضية، أن هناك محادثات من أجل ضم نجوم كبار مثل، ليونيل ميسى وسيرجيو راموس ولوكا مودريتش، وسيرجيو بوسكيتس لأندية سعودية، ما يزيد من قوة وتنافسية مسابقة الدورى السعودى ويجعلها محط أنظار العالم.

وقد أكد الأمير عبد العزيز بن تركى الفيصل، وزير الرياضة السعودى، أن هناك خطة تتمثل فى دعم أندية الدورى السعودى، لإبرام صفقات مع نجوم عالمية قريباً، وقال: “سندعم بقية أنديتنا لإبرام صفقات نوعية مع نجوم عالمية قريباً، وأهلاً بكريستيانو فى بيته الجديد، أهلاً به فى الدورى السعودى للمحترفين.

وهو ما جعل الجماهير السعودية، تطمع فى جلب العديد من النجوم وعلى رأسهم النجم الأرجنتينى ليونيل ميسى، وقد كشفت تقارير صحفية أن نادى الهلال، فتح خطوط اتصال لضم النجم الأرجنتينى بعد انتهاء عقده مع فريق باريس سان جيرمان، الفرنسى فى الصيف المقبل.

وقد نجحت أندية الخليج، من قبل فى جذب العديد من النجوم العالمية فى خريف مسيرتها الكروية، وتعد الأندية السعودية أول من فتحت أبواب النجوم العالميين إلى الخليج، من خلال تعاقد نادى الهلال عام 1978 مع النجم البرازيلى روبرتو ريفيلينو بطل العالم 1970، وحول انتقال ريفيلينو لمدة 3 مواسم، أنظار العالم إلى الخليج، وترك ريفيلينو، بصمة لافتة للنظر بحصده لقب الدورى السعودى، وتسجيله 39 هدفًا.

وباغت النصر، الجميع عام 1998، بالتعاقد مع البلغارى خريستو ستويشكوف صاحب الكرة الذهبية عام 1994، فى صفقة قصيرة قاده خلالها لإحراز بطولة الأندية الآسيوية لأبطال الكؤوس.

وكانت الملاعب السعودية شاهدة على بعض التجارب القصيرة، مثل البرازيلى بيبيتو، أحد أبرز أساطير الكرة البرازيلية ونجومها فى العصر الذهبى، حيث انضم إلى صفوف الاتحاد السعودى عام 2002 فى واحدة من أبرز صفقات العصر فى السعودية، خصوصا بعد فوزه مع المنتخب البرازيلى بكأس العالم 1994 وكوبا أمريكا 1989 وكأس القارات 1997، فيما اكتفى مواطنه دنيلسون، أغلى لاعب فى العالم عام 1998 مع ريال بيتيس، بتجربة لم تتجاوز شهرين مع النصر فى موسم 2007، فيما انضم أحد أبرز لاعبى الكرة الغانية على مر تاريخها سولى مونتارى، والذى يمتلك مسيرة احترافية كبيرة كان أبرز محطاتها إنتر ميلان وميلان وديبورتيفو لاكرونيا، إلى نادى الاتحاد موسم (2015-2016) حيث لعب معه 18 مباراة أحرز خلالها هدفين.

كما نجح اتحاد جدة فى ضم لاعب عالمى آخر صيف 2018، بالتعاقد مع رومارينيو المتوج بكأس ليبرتادوريس، وكأس العالم للأندية عام 2012 وأحد أبرز لاعبى البرازيل فى ذلك الوقت، وكان النيجيرى أحمد موسى نجم ليستر سيتى الإنجليزى السابق، أحد النجوم الذين مروا على السعودية فى رحلتهم مع كرة القدم العالمية، عندما انتقل إلى النصر عام 2018 ليستمر لمدة موسمين مع الفريق.

ومع مطلع الألفية الثالثة، تجاوز استقطاب النجوم العالميين الحدود السعودية إلى الإمارات، وترك العديد من النجوم العالميين بصمات كبيرة لا تنسى مع الأندية الإماراتية، سواء بتحقيق الألقاب والإنجازات، أو المساهمة بشكل كبير فى الترويج عالميا للمسابقة.

ويعد النجم جورج ويا، الحاصل على جائزة أفضل لاعب فى العالم لعام 1995، ورئيس جمهورية ليبيريا الحالى، أحد أبرز النجوم العالميين الذين مروا على ملاعب الإمارات، وسبق أن لعب لنادى الجزيرة فى نهاية مسيرته (2001-2003)، وكذلك الإيطالى فابيو كانافارو، قائد منتخب إيطاليا الفائز بكأس العالم 2006، فقد لعب لشباب الأهلى فى عام 2010.

ولن تنسى ذاكرة الكرة الإماراتية الأسطورة عبيدى بيليه، الذى دافع عن قميص نادى العين، وتوج معه بلقبى الدورى وكأس رئيس دولة الإمارات، أما الغانى أسامواه جيان، فقد كان واحدا من أبرز النجوم الذين مروا على مسابقة الدورى الإماراتى خلال الفترة الماضية، حيث استطاع أن يحقق مع العين لقب الدورى 3 مرات، وكأس رئيس الدولة والسوبر المحلى مرة واحدة، خلال فترته معه (2011-2015)، قبل أن يعود لشباب الأهلى بتجربة قصيرة فى 2016-2017.

كما انضم النجم الهولندى فيليب كوكو، لاعب برشلونة الإسبانى السابق، إلى صفوف الجزيرة لمدة موسم واحد وحقق معه لقب كأس الأندية الخليجية، والهولندى ريان بابل، لاعب ليفربول الإنجليزى السابق، لعب لفريق العين وحقق معه كأس السوبر، كما يعد البرتغالى ريكاردو كواريزما، الفائز بالثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان الإيطالى فى 2010، والمتوج بلقب أمم أوروبا مع منتخب بلاده فى 2016، من بين أبرز اللاعبين الذين انضموا للدورى الإماراتى، حيث لعب لشباب الأهلى وتوج معه فى 2013 بكأس رئيس الدولة.

ومن بين أبرز النجوم الذين انضموا لدورى الإمارات، أيضا الفرنسى ديفيد تريزيجيه بطل كأس العالم 1998 ويورو 2000 مع منتخب الديوك، حيث لعب لفريق بنى ياس فى عام 2011، وكذلك نجمنا المصرى محمد زيدان نجم بروسيا دورتموند، والحاصل على الدورى الألمانى مرتين مع الفريق وبطل إفريقيا 2008 و2010، والذى لعب أيضا لصفوف بنى ياس، كما لعب أيضا النجم الإيطالى لوكا تونى بطل العالم فى 2006 مع نادى النصر فى عام 2010، وكذلك النجم الإسبانى ألفارو نيجريدو والذى انضم للنصر فى صيف عام 2018 فى صفقة انتقال حر قادمًا من بشيكتاش التركى، شارك الإسبانى مع العميد الإماراتى فى 37 مباراة، وسجل 26 هدفًا، وصنع ثمانية آخرين، وقد حصل ألفارو على بطولة أمم أوروبا مع منتخب بلاده 2012، والدورى الإنجليزى على الدورى الإنجليزى مع مانشستر سيتى، وكأس إسبانيا مع أشبيلية.

كما تعد التجربة القطرية الأبرز فى جلب أساطير اللعبة، حيث تحول جذب النجوم إستراتيجية، تمثلت بإطلاق ما وصِف بـ “دورى النجوم”، فى موسم (2003-2004)، حين استقطب أكثر من نجم عالمى فى الدورى القطرى، أبرزهم جابرييل باتيستوتا واحد من أشهر الهدافين للمنتخب الأرجنتينى، الذى انضم لصفوف العربى عام 2003، حيث لعب موسمين قبل أن يعلن اعتزاله اللعب نهائيا عام 2005، كما نجح نادى العربى فى ضم الألمانى ستيفان إيفنبرج، الحاصل على لقب دورى أبطال أوروبا مع بايرن ميونخ موسم (2000-2001).

وكذلك النجم البرازيلى روماريو أفضل لاعب فى العالم 1994، حيث لعب لنادى السد فترة قصيرة خلال عام 2003، وجاء بشكل أساسى لدعم الزعيم فى بطولة دورى أبطال آسيا، لكن المهاجم الأسطورى لمنتخب “السيليساو”، خاض 3 مباريات فقط مع السد ولم ينجح فى إحراز أى هدف، وقد أنضم مواطنه أنطونيو ريس جونيور الشهير باسم جونينيو، لنادى الغرافة عام 2009، لمدة موسمين، ولعب 40 مباراة، ليصبح أحد أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات فى دورى نجوم قطر.

أما أسطورة عالم التدريب الإسبانى، والمدرب السابق لبرشلونة، والحالى لفريق مانشستر سيتى الإنجليزى، بيب جواديولا، فقد انتقل للعب فى الدورى القطرى، بعد أن أنهى مسيرته فى برشلونة الإسبانى وفى ناديى روما وبريشيا بإيطاليا، قبل أن يقرر الانتقال للعب فى الدورى القطرى مع الأهلى منذ عام 2003 حتى عام 2005، وفى نفس العام نجح فريق الريان فى التعاقد مع فرناندو هييرو قائد فريق ريال مدريد، ومنتخب إسبانيا، الذى لعب 14 عامًا لريال مدريد وتوج بطلًا لدورى أبطال أوروبا.

كما لعب مواطنه راؤول جونزاليس، أسطورة ريال مدريد والمنتخب الإسبانى، هو الآخر فى قطر بصحبة نادى السد عام 2012، ولعب موسمين كاملين، وخاض خلالهما 39 مواجهة، وسجل 11 هدفا، واستطاع إحراز لقب دورى نجوم قطر، وكأس سمو الأمير مع السد، قبل أن يقرر الرحيل عام 2014، واستكمالًا للتجارب الإسبانية المثمرة فى الملاعب القطرية، تعاقد نادى السد مع نجم وسط منتخب إسبانيا تشافى هيرنانديز، مدرب برشلونة الحالى، وأحد أبرز نجوم منتخب إسبانيا، حيث انتقل لنادى السد عام 2015، وحقق العديد من الألقاب مع الفريق، قبل أن يعتزل عام 2019، ويبدأ رحلته سريعا فى عالم التدريب مع الزعيم أيضا.

وأثناء وجوده مع الفريق نجح السد فى ضم مواطنه، جابى فيرنانديز فى صيف 2018، فى صفقة انتقال حر، بعد نهاية عقده مع اتلتيكو مدريد، كما تعاقد الفريق مع مواطنه سانتى كازورلا، بعد رحيله عن فريق فياريال فى صفقة انتقال حر فى صيف 2020، وقد حصد كازورلا على لقبى أوروبا مع إسبانيا عامى 2008 و2012، وصاحب لقب أفضل لاعب فى بلاده عام 2007، بجانب حصده أربع بطولات مع آرسنال الإنجليزى، بواقع لقبى كأس الاتحاد ولقبى سوبر محلى.

كما تعد صفقة انتقال الإسبانى الدولى خافيير مارتينيز، لاعب فريق باير ميونخ الألمانى، إلى نادى قطر القطرى، هى آخر ظهور للأساطير الإسبانية فى الملاعب القطرية حتى الآن، حيث انضم النجم المتوج ببطولة أمم أوروبا فى 2012 مع المنتخب الإسبانى، والحاصل على 23 بطولة برفقة نادى بايرن ميونخ، إلى الفريق القطرى فى صيف 2021 بعد انتهاء عقده مع العملاق الألمانى.

وبجانب النجوم السابقين، ضم الدورى القطرى العديد من النجوم أبرزهم، مارسيل ديساييه واحد من أفضل المواهب العالمية فى تاريخ الكرة الفرنسية، ونجم خط الوسط مع فرق مارسيليا وميلان وتشيلسى، الذى انتقل للعب فى نادى الغرافة عام 2004، ثم انتقل للعب فى نادى قطر عام 2005، قبل أن يقرر الاعتزال بشكل نهائى فى قطر، والكاميرونى صامويل إيتو المهاجم، الذى ارتدى قميص قطر القطرى عام 2018 ولعب بصحبته 17 مباراة، قبل إعلان اعتزاله رسمياً من قلب الدوحة.

وكذلك الكرواتى ماريو ماندجوكيتش، وصيف العالم مع منتخب بلاده فى 2018، والذى حقق عديد البطولات مع يوفنتوس الإيطالى وبايرن ميونخ الألمانى، منها دورى أبطال أوروبا موسم 2012-2013، أنضم ماندجوكيتش إلى الدحيل القطرى، بعد أن أغلق اليوفى أبوابه أمامه فى يناير2020، لكنه أعلن أخيرا فسخ التعاقد بين الطرفين بالتراضى، فلم يشارك معه سوى فى سبع مباريات، وسجل هدفًا وحيدًا.

بالإضافة للدولى الهولندى ديسلى شنايدر، لاعب خط الوسط الهولندى، الذى أحرز لقب دورى أبطال أوروبا مع إنتر ميلان الإيطالى، عام 2010، انتقل هو الآخر لدورى نجوم قطر ولعب فى صفوف الغرافة عام 2018، فى تجربة قصيرة، حيث خاض 5 مباريات فقط، قبل أن يعلن اعتزاله بصورة نهائية فى قطر عام 2019، وكذلك مواطنه رونالد دى بور نجم أياكس الهولندى وبرشلونة الإسبانى الأسبق، والذى لعب لناديى الريان والشمال القطريين، بداية من صيف 2004 وحتى مارس 2008، أعلن بعدها اعتزاله نهائيًا.

كما يعد خاميس رودريجيز هداف كاس العالم 2014، آخر النجوم الذين انتقلوا للدورى القطرى، كان رودريجيز، لاعب ريال مدريد السابق، ومنتخب كولومبيا، الذى انتقل لنادى الريان فى عام 2021، فإن مسيرة اللاعب انتهت فى عام 2022، مع الريان.

المصدر.. بوابة الأهرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى