الرومانسية تتراجع بـ «Last Christmas» في شباك التذاكر
مباشرة وعقب انتهائها من مسلسل «Game of Thrones»، تعود إيميليا كلارك مع فيلم «LastChristmas»، ويمكن القول بأنها العمود الفقري الذي يجعل عناصر الفيلم تتماسك معاً، وتتميز بشخصية تنضح بالحماس والكاريزما الطبيعية لدرجة أنها قد تصبح وريثة ريز ويذرسبون، وربما يأتي هذا الشعور فحسب بسبب الإحساس العام بأن هذا الفيلم يبدو أنه قد أنتج قبل 15 عاما، عندما كانت الأفلام الرومانسية الكوميدية المسرحية في أوجها (هل تذكرون فيلم ويذرسبون «Just like Heaven» الذي تسكن فيه روحها منزل مارك روفالو؟).
يلتزم «Last Christmas» خلال معظم فترة عرضه الممتدة إلى 100 دقيقة بعناصر أفلام عيد الميلاد الرومانسية الكوميدية التقليدية، ويستغل سحر كلارك الكبير حتى آخر لحظة فيه.
تلعب إيمليا دور «كايت» التي تبلغ 26 عاما، وهي مطربة وممثلة طموحة في لندن تعمل في متجر خاص بعيد الميلاد يفتح طيلة العام مع مديرتها الصارمة، والتي تسمي نفسها «سانتا» (ميشيل يوه).
لكن اسم «كايت» هو اختصار لـ «كاتارينا»، وعائلتها التقليدية التي كانت تتصارع معها في بداية الفيلم تنحدر من يوغوسلافيا، حيث تعاني «كايت» من مشكلة في شرب الكحول ومن حياة فوضوية للغاية، وعلى استعداد لتجربة أي شيء.
تلتقي «كايت» عن طريق الصدفة بـ «توم» (هينري غولدينغ) خارج عملها، ويلتقيان على مضض مرة أخرى وتتوالى المواقف التقليدية لهذا النوع من الأفلام.
يحاول المخرج فيغ جاهدا توصيل المشاعر هنا لدرجة تبدو مصطنعة أحيانا، حيث تفتقر المشاهد المطولة للدقة في التحرير لدرجة أن الجمهور يسبق الحبكة دائما بخطوة.
ومما لا يساعد أيضا هو أن غولدينغ يفتقر للسحر الطبيعي الذي تتميز به «كلارك»، فلا يبدو أن قصة «Last Christmas» تتقدم فعليا بطريقة ذات معنى إلا بالمشاهد التي لا يكونان بها معاً، لكن يبدو أن هذا الأمر كان خيارا مقصودا، حيث إن قصة «كايت» تتمحور حول عثورها على نفسها أكثر من مجرد لقائها برجل، فيبقى الفيلم عالقا في مشاهد مضللة لا داعي لها ولا تجلب شيئا جديدا.
لو تحدثنا بشكل أكثر عن قصة «Last Christmas» فسنبدأ بالحرق، لكن يمكننا القول إنه يحتوي على تحول مفاجئ بالأحداث يجعل إرث أفلام عيد الميلاد الرومانسية الكوميدية يشعر بالفخر، لكن حتى هذا التحول المفاجئ يمكنك التنبؤ به باستثناء أنك لن تعتقد في الواقع أن الفيلم قد يستمر به لتلك الدرجة، لحسن الحظ فإن سيناريو إيما تومبسون وإخراج بول فيغ يتمكنان من الحفاظ على تقدم العمل بسلاسة لدرجة كافية كي لا يحيد عن الطريق.
بعد سرد ما سبق، يحق القول بأنه في حين لا يتمكن حس الفكاهة في الفيلم من تحقيق المطلوب منه دائما بالقدر الكافي، إلا أن هناك حبكة فرعية حول رهاب الأجانب في المملكة المتحدة حاليا، والثقافة التي أوجدها تهديد خروجها من الاتحاد الأوروبي الذي يحوم بالأجواء.
تلعب إيما تومبسون دور والدة «كايت» (بالإضافة للمشاركة في كتابة السيناريو)، وهي تقدم أفضل أداء عميق ودقيق في العمل، بالنسبة لفيلم من نوع رومانسي كوميدي، هناك شعور منعش وجديد باستكشاف تجارب الأسر التي جعلها المجتمع تشعر بأنها غريبة في بلد تسميه موطنها، ويبدو أن هذا الموضوع الدسم والغني قد يكون سببا غير مباشر لمشاركة تومبسون الموهوبة بالتأليف بكتابة سيناريو رومانسي مليء بالعواطف.
تعتبر لندن من المواقع المثالية لتصوير فيلم حول أعياد الميلاد مع كل الأضواء والزينة التي تملأ شوارعها، فنشعر بروح المرح التي تشتهر بها هذه الأعياد التي تملأ كل مشهد في «Last Christmas»، وستسمع أغنية جورج مايكل التي يحمل الفيلم اسمها عدة مرات.
لكن في الحقيقة يبقى «Last Christmas» فيلما رومانسيا كوميديا يلتزم إلى حد كبير بعناصر هذا النوع من الأعمال السينمائية.
تم تصميم قصة تحقيق الذات الخاصة بـ «كايت» بشكل جيد، لكن الابتذال هنا يخرب ما كان يمكن أن يكون أكثر عمقا وإنسانية، إلا أن الفيلم بدلا من ذلك يريد أن يكون تقليديا، لذا إذا كنت ممن يحبون هذا النوع من الأفلام، فستستمتع بالمشاهدة، لكن إن لم تكن كذلك، فلربما لن يتمكن «Last Christmas» من استحضار الكثير من بهجة الأعياد إليك.
إيرادات الفيلم
وصلت إجمالي إلى 52 مليون و 731 ألف دولار، وانقسمت الإيرادات بين 28 مليون و 231 ألف دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، و 24 مليون و 500 ألف دولار حول العالم، ووصلت تكلفة ميزانية الفيلم إلى 25 مليون دولار أمريكى.