السباحة في الماء البارد.. هل تفيد الصحة؟

إن للماء البارد خصائص علاجية قديمة جداً، ففي عام 400 قبل الميلاد، أوصى أبقراط بالعلاج بالماء البارد للتخفيف من الإرهاق.
وهناك أدلة مثيرة للاهتمام تشير إلى أن السباحة في الماء البارد قد تكون لها تأثيرات مضادة للاكتئاب، هذا ما يؤكده الدكتور ريتشارد فريدمان أستاذ الطب النفسي السريري ومدير عيادة علم الأدوية النفسية في كلية طب وايل كورنيل. وقد وجد تقرير حالة منفصل أن امرأة تعاني من اكتئاب مقاوم للعلاج شهدت تحسناً ملحوظاً في أعراض الاكتئاب لديها بعد السباحة في مياه البحر الباردة مرة واحدة في الأسبوع، وفق «واشنطن بوست».
لكن الدراسات حول فوائد الصحة العقلية للسباحة في الماء البارد تميل إلى السباحة مع أشخاص آخرين، لذلك من الصعب معرفة ما إذا كان التواصل الاجتماعي مع الآخرين -أو السباحة نفسها- هو الذي يوفر معظم التأثير الملحوظ المضاد للاكتئاب.
ومع ذلك، فإن التعرض للماء البارد له تأثيرات مثيرة ومحفزة، ويبدو أنه يزيد من العديد من المواد التي نعرف أنها تشارك في تنظيم الحالة المزاجية.
على سبيل المثال، تظهر نتائج الدراسات التي غمر خلالها الأشخاص الأصحاء في الماء البارد ارتفاعاً كبيراً في هرمونات التوتر الكورتيزول والنورإبينفرين. كما أن التعرض للماء البارد يؤدي إلى إطلاق هرموني الإندورفين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان ينقلان الشعور بالمتعة.