السعودية: أولوية «الأمن الإنساني» وتوظيف «الرقمنة» لخدمة الحجاج

واصلت المملكة العربية السعودية بكل أجهزتها ومؤسساتها العمل من أجل توفير أعلى درجات الأمن لحجاج بيت الله الحرام وضمان سلامتهم وتوفير أفضل الخدمات لهم تيسيرا لأدائهم المناسك بطمأنينة وخشوع، وذلك عبر تبني مفهوم «الأمن الإنساني» للحج وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، فقد أكد مساعد وزير الصحة السعودي محمد العبدالعالي، امس أن السعودية بذلت جهودا واسعة لتقديم أفضل الخدمات الصحية لضيوف الرحمن بأعلى المستويات وبأحدث التقنيات، بمتابعة واهتمام القيادة الرشيدة، منها تخصيص 23 مستشفى لخدمة الحجاج، إضافة إلى 147 مركزا صحيا، و16 مركزا للطوارئ على جسر الجمرات، وأكثر من 25 ألفا من الكوادر الطبية، وتخصيص مراكز للمراقبة والتحكم.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن العبدالعالي قوله خلال جلسة بعنوان: «الأمن الإنساني في الحج»، ضمن فعالية «ندوة الحج الكبرى» السنوية، توافر المستشفيات المتخصصة لخدمة الحجاج والمراكز الطبية، إضافة إلى أهمية السلامة الغذائية والدوائية للحاج.

من جانبه، لفت الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء هشام الجضعي، إلى جهود الهيئة لحفظ سلامة الغذاء المقدم للحجاج من خلال وضع اللوائح، والمتابعة الميدانية لنقل الأغذية حتى تصل للمشاعر المقدسة بالشكل السليم.

وفي سياق متصل، أنهت الإدارة العامة للخدمات الصحية ب‍وزارة الدفاع السعودية، استعدادها لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة ببعثة متكاملة، من خلال توفير الكوادر الطبية والصحية.

وأشارت الإدارة العامة بالوزارة وفقا لوكالة «واس» إلى أن مستشفياتها الثابتة والميدانية ومراكزها الإسعافية ومراكز الإجهاد الحراري والفرق الطبية والإسعافية المتنقلة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة طاقتها الاستيعابية تتجاوز (400) سرير، بالإضافة إلى تواجد طائرات الإخلاء الطبي الجوي العمودية والنفاثة والتي تعمل على مدار الساعة، لنقل من تتطلب حالاتهم الصحية للمستشفيات المساندة في كل من جدة والطائف.

وأطلقت وزارة الصحة السعودية دليلا توعويا يتضمن الإرشادات الصحية للحاج، يتضمن إرشادات صحية للحاج، أثناء الحج، منها إرشادات عامة للنظافة الشخصية، ورسائل توعوية للوقاية من الإجهاد الحراري والعدوى، والإجهاد العضلي والتسلخات الجلدية، والجفاف والسقوط والتسمم الغذائي وغيرها من الحالات.

من جهتها، أطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كتيبات رقمية بلغات عالمية، تهدف إلى تعريف الحاج بطريقة أدائه للنسك بالطريقة الصحيحة.

ونفذت رئاسة شؤون الحرمين مبادرة (الكتيبات الرقمية باللغات العالمية) حيث وظفت التقانة في خدماتها لضيوف الرحمن بالمسجد الحرام، حيث قامت بعمل منشورات للكتيبات الرقمية يتم أخذها بالماسح الضوئي عبر باركودات بعدة لغات عالمية من أهمها (الإنجليزية، الأوردية) يمكن الاستفادة منها من خلال الهواتف الذكية بالقارئ الإلكتروني (QR) كما تم توزيع ملصقات على جميع المواقع المخصصة للمترجمين مصممة بباركودات لتحميلها، وذلك مواكبة للتحول الرقمي بتفعيل التقنية في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

كذلك، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين عن نجاحها في محاكاة تجربة الواقع الافتراضي الحاسوبي ضمن عالم ثلاثي الأبعاد، بما يمكن الزائرين من مشاهدة الكعبة المشرفة والحجر الأسود، وذلك ضمن خطة الرئاسة العامة للحرمين، لمواكبة التحول الرقمي وفق رؤية المملكة 2030.

وأكد وكيل الرئيس العام لشؤون لمعارض والمتاحف بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي م. ماهر بن منسي الزهراني في تصريح أوردته وكالة «واس» – حرص الرئاسة على تفعيل الواقع الافتراضي في عدد من المجالات المتمثلة في ركن الحجر الأسود الافتراضي الذي يتيح لمستخدميه مشاهدة الكعبة المشرفة بمجرد ارتداء النظارة الخاصة بالجهاز، ليكون المستخدم افتراضيا واقفا أمام الركن اليماني ونظره إلى اتجاه الحجر الأسود.

وأشار إلى أنه يمكن مشاهدة التفاصيل ورؤية «الشذروان» وبلاط الحرم والأجواء المحيطة بالكعبة بشكل عام، بهدف أن يستمتع الزائر ويعيش التجربة بمشاهدة جمال الكعبة المشرفة افتراضيا.

من جانبه، نوه مدير عام المعارض الرقمية بالرئاسة العامة ريان بن محمد المسعودي، بما يتميز به الركن من خلال التصميم بنفس الأبعاد الواقعية للحجر الأسود، وبالدقة العالية في التفاصيل من خلال استخدام تقنية الواقع الافتراضي السعودي (vr) للمحاكاة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، لافتا الانتباه إلى إمكانية استخدام هذا النموذج في العديد من التطبيقات التقنية الأخرى والاستفادة منها في توعية وتثقيف قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي.

من ناحية أخرى، أطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مجموعة من المعارض المتخصصة والمبادرات الإثرائية في المشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام، بهدف إثراء تجربة الحجاج منذ وصولهم إلى الديار المقدسة حتى مغادرتهم ولتخليد هذه الرحلة الإيمانية في ذاكرة الحجاج.

وتتضمن المبادرات ثلاثة معارض إثرائية، الأول «معرض العهد»، الذي يقام في مشعر عرفات بهدف تعريف الحاج بأبرز خصائص البلد الحرام وساكنيه وذلك بالتعاون مع مشروع تعظيم البلد الحرام.

ويحمل المعرض الثاني عنوان «معرض حكاية الماء» في مشعر عرفات ويتناول تاريخ السقايا في الحج، فيما يأتي الثالث «معرض كسوة الكعبة المشرفة» بمشعر منى.