تقدم سفير الكويت لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ ورئيس بعثتيها لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي ( الناتو) السفير جاسم البديوي بالأصالة عن نفسه وبالإنابة عن أعضاء البعثة في بروكسل ومكاتبها الملحقة، إلى سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وإلى الشعب الكويتي بأسمى آيات التعازي بوفاة فقيد الوطن المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد، موضحاً أنه مما لا شك فيه أن رحيل هذا القائد ترك فراغاً كبيراً على المستوى الوطني والخليجي والعربي والعالمي لما كان للمغفور له من حضور ودور كبيرين ساهما في حفظ أمن ولستقرار ورفعة شأن وطننا الغالي الكويت ومساهمات عديدة وجلية أيضاً في دفع مسيرة العمل الخليجي والعربي العالمي المشترك، مضيفا أن الوقت لا يسمح لنا لذكر طيب وكرم أفعاله ولا لسرد خير مناقبه سواء على المستوى الوطني أو المستوى الإقليمي والعالمي.
وتطرق السفير البديوي إلى الصدى الكبير لوفاة المغفور له بإذن الله في بروكسل وفي أروقة المؤسسات الأوروبية، تلك العاصمة التي تعتبر قلب أوروبا النابض لما تحتويه من مؤسسات إقليمية ودولية هامة كالإتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الناتو، فإن كبار المسؤولين في هذه المؤسسات وفي الحكومة البلجيكية ودوقية لكسمبورغ سارعوا بإصدار بيانات التعازي وإرسال رسائل المواسات للقيادة السياسية في الكويت، مفيداً بأنه ما يتوجب أن نستوقف عنده في هذا الصدد هو البيان المشترك الذي أصدره قادة الاتحاد الأوروبي الثلاثة وهم تشارلز ميشيل رئيس المجلس الأوربي، وأورسيلا فاندر لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، وجوسيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون السياسية والسياسة الأمنية الأوروبي، في رثاء الشيخ صباح الأحمد.
واوضح السفير البديوي أن هذا البيان يعد من بين فئة قليلة جداً من بين البيانات التي تصدر في وفاة الزعماء والقادة الدوليين الراحلين الذين أصدرت بحقهم تصريحات معبرة جداً في شأن إنجازاتهم ودورهم المحلي والإقليمي والدولي، وهو الأمر الذي يؤكد على ما كان يحظى به المغفور له من مكانة دولية مرموقة، وما تحظى به الكويت من احترام وتقدير دوليين.
وشدد السفير البديوي على أن هذا البيان تضمن ثلاثة عناصر رئيسية هي:
أولها، نقل تعازي كافة قادة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي الخالصة لسمو الأمير ولشعب وحكومة الكويت.
ثانيها، التوضيح أن الكويت كانت في ظل قيادة المغفور له بإذن الله، شريكاً دولياً ووسيطاً إقليمياً محترماً، مؤكدين على أن المغفور له كان ينظر إليه الجميع على انه مهندس السياسية الخارجية الحديثة للكويت، وأن رؤيته قادت إلى سياسية خارجية وضعت الكويت في مصاف الدول الشريكة المقربة للإتحاد الأوروبي، وأن الاتحاد الأوروبي كان يدعم بقوة المساعي الحثيثة المبذولة من قبل سموه لتشجيع الحوار نحو تسوية النزاعات في منطقة الخليج، مستذكرين بكل تقدير نيل المغفور له بإذن الله، بإخلاصه وتكريس جهوده للإغاثة الإنسانية على الصعيد الدولي، اعترافا دوليا مستحقا كقائد إنساني دولي من قبل الأمم المتحدة، مشددين على أن الحزن على فقدانه وخسارته سيستمر لسنوات عديدة قادمة.
أما ثالث عناصر البيان الأوروبي المشترك فقد ركز على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل من أجل تعزيز شراكة قوية ودائمة مع الكويت وشعبها.
من جانب آخر، ذكر السفير البديوي بأن كل من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ( الناتو)، رئيس البرلمان الأوروبي، وزير خارجية مملكة بلجيكا، ووزير خارجية دوقية لوكسمبورغ، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء في البرلمان الأوروبي أصدروا بيانات تعازي ترحموا فيها على الأمير الراحل، وتذكروا فيها مناقب سموه، ودوره في ضمان استقرار وأمن المنطقة والجهود التي كان يقوم فيها بشكل كبير من أجل تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لكافة الدول المحتاجة في شتى بقاع العالم.
وأكد السفير البديوي أن «هذا البيان غير المسبوق والمميز والمنصف قد صدر بحق قائد وزعيم غير مسبوق ومميز ومنصف فنال المغفور له بإذن الله رثئاء يليق بمقامه وإعترافاً بجهده ودوره يرقى بما قدمه من جهود وأدوار مخلصه وتعاطفاً بقدر مع تعاطف المغفور له مع الشعوب والدول المستضعفة التي ساهم بمساعدتها وسعى نحو مساندتها ورفعتها».
وأوضح السفير البديوي أن خلال فترة حكم الأمير الراحل، شهدت العلاقات الكويتية الأوروبية تطوراً ملحوظاً على كافة الأصعدة السياسية، الاقتصادية، التعليمية، الأمنية، والصحية، مستطرداً الحديث بالإشارة إلى أن هذه العلاقات المتميزة تم تتويجها من خلال افتتاح بعثة الإتحاد الأوروبي لدى الكويت في عام 2019.
واختتم السفير البديوي تصريحه بالابتهال إلى المولى عز وجل بأن يغفر للأمير الراحل،، وأن يسكنه الجنان العليا، وداعياً الله العلي القدير أن يمد سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، بوافر الصحة والعافية وأن يلهمه الحكمة والسداد ليستكمل مسيرة العطاء وأرث الخير وطريق البنان الذي تركه المغفور بإذن الله الشيخ صباح الأحمد.