السيد حسن نصرالله: لسنا طرفاً في التفاوض حول ترسيم الحدود فهي مسؤولية الدولة

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء الأحد، أن حزب الله ليس طرفاً في التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية جنوب لبنان، مشدداً على أن “المفاوضات مسؤولية الدولة ونقطة على السطر”.

وخلال مراسم الليلة الثالثة من محرم الحرام 1444 هجري في المجلس العاشورائي المركزي الذي ينظمه حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت والذي تنقله إذاعة النور مباشرة، قال السيد حسن نصرالله إن “حزب الله أسس على التقوى من أول يوم وهذه المقاومة منذ البداية كان صدقها وإخلاصها لله، مذكّراً بأن “منذ الأيام الأولى في الاجتياح الاسرائيلي لبيروت التقت مجموعة من المؤمنين وبحثوا في سؤال مركزي: ما هو العمل الذي يجب القيام به والذي فيه رضا وطاعة الله والذي بتركه فيه معصية الله؟ من هنا بدأ التأسيس”، وأضاف أن “أمام هذا التطور التاريخي والسياسي والاستراتيجي الذي طرأ على لبنان نحن مؤمنون بالله وانبيائه ورسله وكتابه…ما هي مسؤوليتنا الشرعية؟… هكذا بدأت المسألة عندنا”.

 ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن “الامام الحسين سنة 61 للهجرة شخّص تكليفه بأنه لا يمكن السكوت على يزيد وأنه لا يمكن أن يبايعه”، وأشار إلى أن “عندما نذهب لأداء التكليف الشرعي نؤديه بإخلاص في عين الله، وعندما نقوم بمقاومتنا يجب ان تكون بعين الله”، وتابع “الامام الحسين(ع) كان دائما يذكر اصحابه اننا نذهب الى الموت الذي لا بد منه، والامام الحسين أظهره ليميز الخبيث من الطيب وليبقى الصادق وليذهب من جاء من اجل حطام هذه الدنيا”، وأضاف “نحن في مسيرتنا شهدنا الكثير من هذا الاخلاص والصدق، في الشهداء والجرحى والمجاهدين وعوائلهم”.

وأوضح السيد حسن نصرالله قائلاً: “لأننا مؤمنون بالله تعالى أسسنا هكذا بهذه الخلفية الثقافية وهذه من أهم دروس كربلاء ومن أهم دروس الإمام الحسين (عليه السلام)”، وأضاف أن “أساس تكليفنا الشرعي أن نكون صادقين مع الله سبحانه وتعالى وأن الجهاد في سبيل الله وأن المقاومة في سبيل الله… وعندما تكون مقاومتنا لله وجهادنا ومسيرتنا في سبيل الله له الكثير من النتائج الدنيوية والاخروية”.

وذكّر الأمين العام لحزب الله بأن “خلال 40 عاماً سددنا الله ولم نتبدل ولم نتغير في أهدافنا الأساسية والله أعطانا قوة الصبر… من أين جاء الصبر لعوائل الشهداء؟”، وأضاف أن “هذه المقاومة منذ البداية كان صدقها وإخلاصها لله”، وأن “”إلى اليوم كل ما كان منا خلال 40 عاماً كان إداءً للتكليف الشرعي لتحرر الأرض وليكون للناس كرامتهم”، و”كل ما كان منا خلال الـ40 عاما لم يكن منافسة في سلطان بل كان كله لله، ونحن ما كنا نأمل كأشخاص ان نعيش كل هذا العمر”، و”كثير من جيلنا لم يكن يتوقع أن يعيش إلى يومنا هذا كنا نتوقع القتل والشهادة الشيخ راغب حرب كان في الـ31 بريعان الشباب والسيد عباس الموسوي كان بالـ40 في شبابه”.

وأعاد السيد حسن نصرالله التأكيد بأن “ثقافتنا التسليم بالقضاء الالهي مع الاخذ بالاسباب والعمل، وهو الذي يختار لنا النصر او البلاء، يسقط شهداء او يرجعوا احياء، نجوع نعطش”، و”ثقافتنا الرضى باختيار الله لأنه يختار لنا ما فيه صلاحنا في الدنيا والآخرة، كما اننا لا نستعجل النتائج، هذا ما رأيناه في سيرة الامام الحسين يوم العاشر من المحرم”، و”ثقافتنا اللجوء الدائم الى الله ونطلب منه العون والتثبيت والصبر والإرشاد والتسديد والنصر فهو ينصر من يشاء”، و”من موقع التجربة خلال 40 عاماً الله تعالى ثبّتنا ولم نتراجع وأعطانا الله قوة الصبر والطمأنينة والسكينة ومرت علينا الصعاب والحروب ومحاولات السحق وعبرنا كل هذه الشدائد والمحن وكنا مع الوقت نزداد حضوراً وتأثيراً بفضل الله تعالى”، و”نطلب من الله تعالى أن يسدد رميتنا وأن يحمينا ويدافع عنا وأن ينصرنا لأن الله ينصر من يشاء ونلوذ بالله في الصغيرة والكبيرة وليس بالشدائد فقط”، و”خلال الـ40 عاما الله ثبتنا وأعطانا قوة الصبر ولم نتراجع ونتنكر لاصولنا واهدافنا”، وتساءل قائلاً: “من أين جاء الصبر لعوائل الشهداء والجرحى والمجاهدين؟ هل من احد يعيطنا التفسير المادي لذلك؟ الله تعالنا اعطانا الصبر مقابل ان قلوب اعدائنا تمتلئ رعبا، الله هو الذي دافع عنا وحرسنا خلال الـ40 عاما، ودفع عنا الكثير من البلاءات والعثرات”.

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن “خدمة الناس وكرامتهم وأمنهم والدفاع عنهم من أعظم القربات من أعظم العبادات من أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله سبحانه وتعالى”، و”هناك فرصة ذهبية لإنقاذ البلد ومساعدة الناس… وكنا وما زلنا حاضرين أن نقدم أرواحنا وفلذات أكبادنا لشعبنا كل شعبنا حاضرون أن نقدم كل ذلك…”، و”كل ما ننوي هو أن نساعد الدولة في التفاوض ونرجع نعيد نحن لسنا طرفاً في التفاوض ولسنا نفاوض ولم نكلف أحداً والمفاوضات مسؤولية الدولة ونقطة على السطر”.

وجزم السيد حسن نصرالله بأن “لن نتدخل في القرار الذي ستتخذه الدولة نحن عنصر قوة للدولة ومن يجد عنصر قوة آخر للدولة نحن لسنا نتزاحم وعلى ضوء النتائج نرى والقرار قرار دولة وعلى ضوء النتائج نحدد كيف سنتصرف”.

Exit mobile version