السيسي بالاكاديمية العسكرية.. مكاشفة ورسائل طمأنة
أرسل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رسائل هامة لشعبه، في تصريحاته خلال جولة تفقدية في الأكاديمية العسكرية، صباح اليوم السبت، وتناول خلال حديثه الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، إلى جانب التحديات السياسية والإقليمية التي تمر بها المنطقة ودول الجوار، وموقف القاهرة منها.
وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، أن السيسي “يقوم بدور هام جداً من خلال المكاشفة والمصارحة أمام الشعب المصري، وشرح تفاصيل كثيرة لفهم الصورة كاملة، وتوجيه العديد من الرسائل”.
الجيش المصري درع الأمة العربية
وقال بيومي: “من الرسائل الهامة التي وجهها الرئيس السيسي، حديثه عن الجيش المصري، وأنه درع الأمة العربية، فهذه مسألة مهمة جداً يجب علينا أن نفهمها جميعاً”.
وتابع مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، “الوحدة العربية الكثير من الناس يتساءلون حولها الآن، فتصريحات الرئيس السيسي تؤكد أن الوحدة العربية قائمة، وأن الجيش المصري سيظل درع الأمة، كما أن علاقة مصر بجميع الدول العربية على أفضل ما يكون”.
لا تدخل بشؤون الغير
وأضاف “من النقاط الهامة أيضاً في تصريحات الرئيس السيسي، حديثه عن أن مصر دائماً ما تتبنى سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، إلا إذا طلبت منا القوى السياسية في أي دولة شقيقة للقيام بدور الوساطة”، مشيراً بذلك إلى ليبيا والسودان وفلسطين وغيرها من الدول.
آفة الاقتصاد المصري
من جهته، قال أستاذ الاقتصاد الدولي، الدكتور كريم العمدة، إن تصريحات الرئيس السيسي عن الملف الاقتصادي في مصر، تأتي في إطار الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً، بسبب الأزمة العالمية والظروف الدولية غير المستقرة والحرب الروسية الأوكرانية، والتأثير الأكبر لهذه الأزمة تعاني منه الدول الناشئة والدول النامية.
وأضاف العمدة لـ24 “هذا لا يمنع أن هناك بعض التقصير في الأداء الاقتصادي المصري، فهناك آفة يعاني منها منذ أمد بعيد، وهي عدم سرعة اتخاذ القرارات”. وقال “نعلم جميعاً أن تأثير الأزمة العالمية على مصر كبير جداً، فرغم أن الدول الأوروبية تعاني من الأزمة، إلا أن معدل التضخم في مصر أعلى”.
وتابع أستاذ الاقتصاد الدولي “كما أن ما يعاني منه الاقتصاد المصري حالياً بسبب أزمات من الأنظمة السابقة والسياسات الاقتصادية لهذه الأنظمة، خاصة المشاكل الهيكلية مثل عجز نظام المدفوعات، وضعف الجنيه المصري، والقوة الشرائية، كل هذه المشاكل والأزمات موجودة منذ سبعينيات القرن الماضي، فلم تقم أي إدارة اقتصادية بتقديم علاج نهائي لها، إلى أن جاء الرئيس السيسي وأعلن أن الدولة ستعمل على تحقيق علاج نهائي لهذه الأزمات”.
نظام اقتصادي عالمي غير عادل
ووصف العمدة النظام الاقتصادي العالمي بـ “غير العادل”، محيلاً ذلك إلى “هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي ومقدراته”. وتابع “المستفيد الوحيد من هذا النظام هي الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تتضرر كل دول العالم”، مشدداً على أن ذلك ما دفع روسيا والصين للتعامل بالعملات المحلية مع بعض الدول في التبادل التجاري، لإنهاء هيمنة وسيطرة الدولار.
رسائل طمأنة
من جانبها، قالت أستاذ الاقتصاد والطاقة الدكتورة وفاء علي: “لا شك أن الرئيس السيسي أرسى نوعاً من الابتكار السياسي الخاص به، والذي يمثل زخماً أساسياً في المتابعة اللحظية، والالتقاء بشباب مصر أو المواطن المصري بطل قصة هذا الوطن”.
وأضافت قائلة “بعث الرئيس برسائل طمأنة للشعب المصري بخصوص وضع الاقتصاد في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم، ولم يفرق بين دولة كبيرة أو دولة صغيرة، نامية أو ناشئة، وإنما كان الوضع صعباً على الجميع”.
ورأت أن “الدولة المصرية قادرة على تخطي التحديات ووضع حلول نهائية، وأن الاهتمام ليس كلاماً، وإنما وفق منهجية قائمة على تقليل عمليات الاستيراد من الخارج لتوفير العملة الصعبة”.
وتابعت أستاذ الاقتصاد والطاقة “لدينا في مصر خطة طموحة لإدارة هذه الأزمة، والحكومة تعمل جاهدة على مجموعة من الإجراءات لتخفيف الآثار الاقتصادية عن المواطنين، وهذا يعني أنها لن تتركهم في مهب الريح”.
أما عن المخزون السلعي، فأوضحت أن الدولة المصرية لديها خطة استباقية لتوافر المخزون لمدة 6 أشهر، وتحاول زيادة الرقعة الزراعية لتوفير احتياجات القمح.