الشعر الرمادي صيحة هذا العام بسبب فيروس “كورونا”
توقف الناس عن استعمال صبغة الشعر وأصبحوا أكثر تقبلا للشيب الذي بات يغطي اللحية والشعر، ولكن ردود الفعل حول هذا الموضوع كانت متباينة.
في تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” (wsj) الأميركية، قالت الكاتبة كاثلين هيوز إنه في بداية الإغلاق، انقطع الجميع عن زيارة مصففي الشعر، وقرر كثيرون اغتنام الفرصة والإبقاء على الشيب الذي غزا خصلات شعر النساء ولِحى الرجال على حد سواء.
جينين فوجل (50 عامًا) تُقيم في مدينة بلانو، كانت تصبغ شعرها كل بضعة أسابيع منذ كانت مراهقة. ولكنها توقفت عن صبغه خلال تفشي كورونا بسبب تعرضها لإصابة في الكتف شلت حركة ذراعها، وكانت غير قادرة على إجراء عملية جراحية. وحاليا، أصبح الشيب يغطي جذور شعرها الداكن.
قالت فوجل التي تدير شركة خدمات التنظيف، “أنظر للمرآة، وكل يوم هو بمثابة صراع بالنسبة لي”. ورغم أنه بإمكانها الآن صبغ شعرها، فإنها لن تفعل.
وأوضحت “سئمت من الاضطرار لصبغ شعري كل أسبوعين”، ويدعمها زوجها بيل الذي أكد أنه “لا يمر يوم لا يراها فيه فائقة الجمال”، لكن والدتها لا توافقهما الرأي.
ووالدة جينين، واسمها بوني ريزر (74 عامًا)، تسألها “متى ستصبغين شعرك؟ إنه يجعلك تبدين عجوزًا”. وجينين تُجيبها “أنا أحب شعري ولن أصبغه، فقد اعتدت عليه”.
من جهتها، أوضحت ريزر بأنها تعتقد أن شعر ابنتها “ينمو بشكل مضحك”، وأن مظهر ابنتها لم يعد يعجبها. ولا تزال ريزر تصبغ شعرها الأشقر، حيث قالت “لا أريد أن أبدو أكبر من عمري الحقيقي”.
وتوضح النساء أنه بمجرد أن يصبح الشعر رماديا تمامًا، تكثر المجاملات، لكن الوصول لتلك المرحلة صعب. لقد غمرت صيحة الشعر الفضي منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام بالصور المقربة التي تشارك من خلالها النساء انتقادات تعرضن لها من أزواجهن وأصدقائهن وزملائهن في العمل وحتى الجيران، ولذلك يسعين للحصول على المشورة بشأن جعل الانتقال لهذه المرحلة أقل صعوبة.
تقول آن كريمر، مؤلفة كتاب “تحول لون الشعر إلى الرمادي: كيف تتقبل ذاتك الأصيلة بفخر وأناقة” إنه “لا يمكن إنكار التحول الذي يحدث بالتأكيد”. ولتجنب الحصول على “مظهر غير لائق”، توصي كريمر بقص الشعر المصبوغ والتالف حتى الذقن لتسريع نموه.
من جهة أخرى، تلقى الرجال الذين استغلوا الإغلاق وامتنعوا عن حلاقة لحاهم وصبغها بألوان متعددة الكثير من التعليقات غير المرغوب فيها.
يقول المحامي جون لوبوسكو (62 عامًا) الذي يتميز بشعر طويل ولحية رمادية، إن “بعض الناس يعتقدون أنه يبدو مثقفا، مثل الكاتب إرنست همنغواي، لكن البعض الآخر شبهوه بالقاتل المتسلسل المعروف باسم “مفجر الجامعات والطائرات”.
ويتميز نيلسون سانشو، (46 عامًا) مدير صالة ألعاب رياضية في أرلنغتون، بلحية بلونين، داكنة بالقرب من ذقنه ورمادية في الأسفل. ولكنه قال إن “الناس يُخبرونه بأنه يُشبه توم هانكس في فيلم “منبوذ” أو أستاذا يلتمس اللجوء”.
ندي أوكوي (45 عامًا) طبيب أطفال في مدينة فورت سميث، حلق لحيته آخر مرة في 17 يوليو/تموز. وفي اليوم التالي، تم تشخيص إصابته هو وزوجته جيس روبرتس بحالة شديدة من فيروس كورونا والتزما الحجر الصحي في المنزل لمدة أسبوعين مع طفليهما.
وصرح الدكتور أوكوي -الذي تعافى مع زوجته- منذ ذلك الحين بأنه “لم يكن يملك الطاقة الكافية للحلاقة”، لكنه قرر الامتناع عن حلاقة لحيته أثناء الحجر ولأجل غير مسمى.
وأوضح “أخبرتني زوجتي أنني أبدو جذابا مع العلم أنها لا تستخدم هذه الكلمة كثيرا. وأعتقد أن اللون الرمادي الذي يغطي لحيتي يبدو رائعا، إنه مثير للإعجاب”.
وألغت إيمي زيرينغ (57 عامًا) مخرجة أفلام وثائقية في مدينة برينتود بكاليفورنيا، آخر موعد لها لصبغ شعرها في مارس/آذار. فقد كانت مشغولة بالترويج لفيلمها الجديد “أون ذي ريكورد” وحضرت اجتماعات كبيرة على تطبيق (زوم) بخصلات الشعر البيضاء التي تتخلل شعرها البني.
وأكّدت زيرينغ أن “الأمر كان رائعا”، وقالت إن أحد زملائها أخبرها بأنها تبدو كبطلة خارقة في الكتب الهزلية. مثل روغ في فيلم إكس مان.
وعندما ذهبت زيرينغ لمنزل إحدى صديقاتها لتسلم طرد من الشرفة، ظلت صديقتها في الداخل ولكنها نظرت عبر النافذة ولاحظت مظهرها الجديد وصرخت قائلة “أوه، لا، لا، لا، لا…”. ونوّهت زيرينغ بأنها تتجاهل الأمر وتخطط حاليا للإبقاء على هذا المظهر.
ريتا كاستيلو (50 عاما) صاحبة شركة صغيرة في واشنطن، تركت الشيب ينمو بمقدار اثنين إلى ثلاث بوصات قبل اجتماع على تطبيق “زوم” في أوائل أبريل/نيسان. ولكن شقيقتها إيلونكا كاستيلو (48 سنة) وسيطة عقارات في ميامي، أخبرتها بأنها “لا تستطيع أن تدعمها بهذا الأمر”.
وقالت كاستيلو إن الجميع سخروا منها، لهذا سارعت للحصول على قَصة شعر قصيرة جدا في مايو/أيار عندما فتحت الصالونات لفترة وجيزة، لكنها قالت إن قَصة الشعر كانت كارثية.
وأوضحت شقيقتها أنها “عزباء، وليس من الجيد أن يكون لديها شعر رمادي، فعمرها 50 عاما إلا أنها كانت تبدو في الثلاثين، والآن تبدو بسن 40 عاما”.
بيد أن كاستيلو حافظت على مظهرها، مشيرة إلى أن “هذه التعليقات جزء من انتقالها لمظهرها الجديد”، وترى أنها مثالية تمامًا بشعرها الرمادي.
أما باتريشيا شولتز، مؤلفة كتاب “1000 مكان يجب رؤيتها قبل أن تموت”، فاضطرت للبقاء بمنزلها في نيويورك خلال انتشار كورونا.
وكانت تذهب لصبغ شعرها كل ثلاثة أسابيع على امتداد الـ 15 عاما الماضية. ولكن الشيب طغى حاليا على ثلاث بوصات من جذور شعرها.
وقالت “أنا في الحقيقة متحمسة لذلك، ولا يمكنني جعله ينمو بالسرعة الكافية”. ورغم أن زوجها كان يدعمها، فإن مظهرها الجديد أثار الدهشة في المبنى الذي تقيم فيه.
المصدر: الجزيرة نت