الشيخة فادية سعد العبدالله: المسؤولية الاجتماعية منهاج عمل والتزام مؤسسي وجزء لا يتجزأ من جهود الجمعية التطوعية النسائية لخدمة وتنمية المجتمع
أكدت رئيس مجلس ادارة الجمعية التطوعية النسائية لخدمة وتنمية المجتمع الشيخة فادية سعد العبد الله السالم الصباح على أهمية دور جمعيات النفع العام في نشر التوعية الصحية بين أفراد المجتمع، مشيرة الى ان التصدي لعوامل الخطورة المتعلقة بالأمراض المزمنة غير المعدية بما فيها مرض السرطان، هو ما تهدف اليه الحملات التوعوية في برامجها وخططها واستراتيجياتها للوقاية من تلك الأمراض.
وقالت الشيخة فادية في تصريح للصحفيين على هامش الحلقة النقاشية التوعية التي عقدتها الجمعية بالتعاون مع الحملة الوطنية للوقاية من السرطان “كان” تحت عنوان “بدي نفسج” ان الجمعية تعمل على إنجاح الشركة مع الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان “كان” من خلال اطلاق حملات توعية مختلفة ومنها حملة هذا العام التي تحمل شعار “صحتك تاج” وتهدف إلى مكافحة سرطان الثدي والتوعية من مخاطر هذا المرض الذي يعد أحد أكثر السرطانات شيوعا بين النساء، وتشجيع النساء على القيام بالفحص المبكر.
وأوضحت انه ايمانا بأن المسؤولية الاجتماعية هي منهاج عمل والتزام نحو تعزيز المواطنة والتنمية المستدامة، أخذت الجمعية على عاتقها زمام المبادرة بوضع البرامج والأنشطة المتنوعة للمسؤولية الاجتماعية ضمن الخطط الاستراتيجية لها، لتعود بالنفع على أفراد المجتمع وهو ما يؤكد من جديد التزامها بالقيم المجتمعية التي أرساها ديننا الحنيف ودستور دولة الكويت.
وأكدت حرص الجمعية على عقد ورش عمل عن سرطان الثدي وأسبابه وأعراضه والوقاية منه، وإعداد برامج توعوية، وتنظيم احتفالات لبث روح الأمل بين مرضى سرطان الثدي من خلال مشاركة قصص المتعافيات من سرطان الثدي، فضلا عن توعية النساء بأهمية الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي حتى يساهم الاكتشاف المبكر في التعافي بشكل أسرع.
الدعم النفسي
من جانبها قالت استشاري العلاج النفسي ورئيسة لجنة المرأة بالاتحاد العام لعمال الكويت الدكتور سناء العصفور أن الدعم النفسي والاجتماعي مهم جدا للمرأة بشكل خاص والمريض بشكل عام حيث يعاني مريض السرطان من أمراض نفسية مثل القلق والتوتر والاجهاد بسبب رحلة العلاج، ولذلك فهو يحتاج إلى دعم الأسرة والأصدقاء ودعم المجتمع المدني، إن المريض يحتاج للتعبير عن مشاعره وكل أحزانه وعدم كبتها.
وأشارت العصفور إلى أهمية جماعات الدعم النفسي الذين يتشابهون في المرض، “هؤلاء يكون لهم تأثير أكبر وأقوى”، لافتة إلى أن مجموعات الدعم النفسي مهمة أثناء العلاج وبعد التشافي حيث يتبادلون الخبرات في التصدي للمرض ويخرجون معا في رحلات جماعية، ما يحقق لديهم روح جديدة تشعر بالنجاح وتخطي المعاناه والمرض، ومثل هذه الرحلات مفيد أيضا إذا حدث انتكاسة لاسمح الله بعد التعافي، حيث يكون المريض قادرا على دعم نفسه.
ودعت كل سيدة إلى أن تحب نفسها وتقدرها وتتعلم مهارات تستطيع من خلالها تجاوز جميع الصعاب والمشاكل سواء صحية أو غير صحية.
وثالت يعتبر الإصابة بمرض السرطان من أكثر المواقف الصعبة التى قد يمر بها الإنسان، فهى تؤثرعلى الشخص المصاب وعلى عائلته وأحبائه، حيث يمر مريض السرطان بسلسلة من التغيرات في جميع جوانب حياته كالجوانب الإجتماعية والعاطفية والجسدية والنفسية.
وقد تؤدى المشاكل النفسية والإجتماعية إلى عدة أضطرابات فى السلوك كالرغبة فى الابتعاد عن العائلة والأصدقاء، والشعور بصعوبة فى أتخاذ القرارات، وصعوبة فى الأستمتاع بالحياه وعدم القدرة على مواصلة العمل، والتقلبات المزاجيه كالقلق والأكتئاب والضيق، والشعور بالخوف من إنتهاء الحياة أو عودة السرطان مرة أخرى.
وأكدت أن الدعم النفسي والاجتماعي يساعد مريض السرطان على التعامل مع الاجهاد النفسي، والتقليل من مستويات الاكتئاب والقلق والأعراض المرتبطة بالمرض كتدهور صورته الذاتية وثقتهم بنفسه، ولذلك يحتاج مريض السرطان الى مشاعر دعم خارجي من الأسرة والطبيب النفسي وكل من هم فى دائرة المريض لمساعدته وتشجيعه أثناء مراحل العلاج، عن طريق إظهار التفاؤل الواقعي.
الوقاية والعلاج
وتحت عنوان “مابين الوقاية والعلاح” قالت استشاري باطنة في مستشقة الصباح الدكتورة نجلاء السيد ان السرطان مرض قابل للعلاج، وان الاكتشاف المبكر في مراحل المرض الأولى يؤدي الى شفاء أكثر من 97 %.
وقالت ان السرطان هو نمو غير طبيعي للخلايا التي تنقسم بدون رقابة ولديها القدرة على اختراق الأنسجة وتدمير أنسجة سليمة في الجسم، وهو قادر على الانتشار في جميع أنحاء الجسم، وهو أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في العالم، لكن احتمالات الشفاء من مرض السرطان آخذة في التحسن باستمرار في معظم الأنواع، بسبب التقدم في أساليب الكشف المبكر وخيارات علاج السرطان.
وأوصت الدكتورة السيد النساء بضرورة إجراء فحص الثدي الذاتي مرة كل شهر، لملاحظة وتحسس أي تغييرات قد تطرأ على الثدي، حيث يعتبر ذلك جزء ضروري وأساسي من الفحوصات الدورية للثدي، لمساعدتك على اكتشاف أي تغيرات قد تكون غير طبيعية، لافتة الى أن إجراء الفحص الذاتي بصورة دورية منتظمة يساعد في زيادة الوعي حول حالة الثديين وملاحظة أي تغييرات غير طبيعية.
وقالت ينبغي القيام بالفحص الذاتي للثدي مرة واحدة كل شهر في نفس الوقت، ويجب القيام بالفحص الذاتي للثدي بعد أيام من انتهاء فترة الدورة الشهرية، أما بعد انقطاع الدورة الشهرية وبالنسبة للنساء اللواتي يعانين من عدم انتظام في الدورة الشهرية ينبغي عمل الفحص الذاتي للثدي في موعد محدد من كل شهر.
وقالت ان الفحص الذاتي للثدي لا يمكن أن يحل محل فحوصات الثدي الدورية االأخرى مثل الماموجرام (تصوير الثدي الشعاعي)، إلا أنه يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن السرطان عندما تكون فرص العلاج أكثر سهولة ونجاحا، لافتة الى انه قد لا تشير معظم التغييرات التي يتم اكتشافها إلى الإصابة بسرطان الثدي، لذلك فإنه من الضروري التحدث مع الطبيب بشأن ذلك لإجراء المزيد من الفحوصات.
وشهدت الحلقة النقاشية مشاركة من صاحبات الصلابة والعزيمة ممن قهرن المرض وتغلبن عليه وكانت البداية مع المتعافية زهراء فقيه التي تحدثت عن تجربتها مع المرض ورحلة العلاج التي استمرت على مدى أربع سنوات، منوهة بدور الأهل الداعم لها على تخطي تلك المرحلة الحرجة.
وكانت البطلة الثانية هي المتعافية صونيا حسن التي قهرت المرض بعد ان تجاهلته لفترة من الزمن لخوفها منه، الا انها خضعت للجراحة والعلاج، وكونت مجموعة من المتعافيات من أجل الدعم النفسي، وتطوعت في حملة “كان” لدعم المريضات الجدد.