الصحة العالمية: الظروف مثالية لظهور متحور جديد من كورونا
حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن إمكانية السيطرة على جائحة كوفيد-19 هذا العام باتت في خطر، فيما تتخلص العديد من الدول تدريجياً من الاجراءات الاحترازية الخاصة بالوباء الذي طغى على العالم لأكثر من عامين.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن “فرصة السيطرة على الوباء بحلول نهاية السنة الحالية، ما زالت موجودة، لكن ثمة خطراً متزايداً في أن العالم على وشك تضييع هذه الفرصة”.
وجاءت هذه التصريحات في رسالة موجهة إلى اللقاء العالمي ضد كوفيد-19 برعاية الولايات المتحدة، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”، حيث نبّه غيبريسوس من أن الارتفاع الكبير في عدد الإصابات الخفيفة في البلدان التي بلغت مستويات عالية من التغطية اللقاحية يدفع إلى شيوع القول بأن الجائحة قد انتهت، في حين لا تزال هناك مناطق كثيرة في العالم تسجّل مستويات متدنية جداً من التغطية اللقاحية والاختبارات “ما يوفّر الظروف المثالية لظهور المزيد من الطفرات الفيروسية”.
وذكّر المدير العام للمنظمة الدولية بأن 116 دولة تواجه خطراً حقيقياً في عدم بلوغ الهدف العالمي لتلقيح 70% من السكان ضد كوفيد بحلول منتصف العام الحالي، وهي النسبة التي حددها الخبراء للوصول إلى المناعة الجماعية على الصعيد العالمي. وأضاف: “نحن في حاجة ماسّة إلى دعم القيادات السياسية لتسريع وتيرة توزيع اللقاحات على جميع بلدان العالم، ومدّها بالقدرات والموارد اللازمة لحملات التمنيع”.
يأتي ذلك فيما دعا المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إلى تعزيز جهود التلقيح في أوروبا الشرقية مؤكدا أن “المد” المرتبط بانتشار المتحور أوميكرون من فيروس كورونا يتقدم نحو الشرق.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة هانس كلوغه إنه في الأسبوعين الماضيين، تضاعفت حالات كوفيد-19 في ست دول (أرمينيا وأذربيجان وبيلاروس وجورجيا وروسيا وأوكرانيا) تقع في الشرق ما يشكل المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة.
وأضاف في بيان أنه “كما هو متوقع، تتقدم موجة أوميكرون شرقا، وقد رصدت عشر دول أعضاء في الشرق حتى الآن هذا المتحور”.
تضم منطقة أوروبا لدى منظمة الصحة العالمية 53 دولة يقع عدد كبير منها في آسيا الوسطى.
وعبر كلوغه عن أسفه لضعف معدلات التلقيح في بعض أقسام هذه المنطقة مع أقل من 40% من الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 عاما اخذوا اللقاح المضاد لكوفيد بالكامل، في البوسنة والهرسك وبلغاريا وقرغيزستان وأوكرانيا وأوزبكستان.
وأوضح أنه في بلغاريا وجورجيا ومقدونيا الشمالية هناك أقل من 49% من موظفي قطاع الصحة تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المضاد لكوفيد-19.
وقال كلوغه: “أدعو الحكومات والهيئات الصحية والشركاء المعنيين الى النظر في الأسباب المحلية لطلب وقبول أقل للقاح والقيام بتدخل مكيف لزيادة معدلات التلقيح بشكل عاجل عملا بمعطيات محددة”.
من جانب آخر وفي مواجهة “مد أوميكرون” ومع “استمرار انتشار دلتا في الشرق إلى حد كبير”، فإن الوضع “مقلق” وهذا “ليس الوقت المناسب لرفع الإجراءات التي نعلم أنها تقلل من انتشار كوفيد -19”.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات تشمل بالإضافة إلى تجنب الأماكن المزدحمة، وضع الكمامات في الداخل وزيادة التهوئة واستخدام الفحوصات السريعة لتحديد الإصابات في وقت مبكر.
وأودى وباء كوفيد رسميا بوفاة أكثر من 5,823,938 شخصا في أنحاء العالم منذ نهاية ديسمبر 2019.
والولايات المتحدة هي الدولة التي سجلت أعلى عدد وفيات (922,473) تليها البرازيل (638,835) والهند (509,358).
أما الدول الأكثر تضررًا من الوباء نسبة إلى عدد السكان، فهي البيرو وبلغاريا والبوسنة والمجر ومقدونيا الشمالية.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن العدد الإجمالي للوفيات قد يكون أعلى بمرّتين إلى ثلاث، آخذة في الاعتبار العدد الزائد للوفيات بسبب كوفيد-19 بصورة مباشرة وغير مباشرة.