الطفل الكويتي ضاري الهملان يتماثل للشفاء التام بعد عملية ناجحة بكوادر وطنية
بخواتيم الأمل وتمام الصحة دون الطفل الكويتي ضاري خالد الهملان ذو ال11 ربيعا حكايته المليئة بالعبر والإيمان بعطايا الرحمن بعد معاناة استمرت عاما مستعيدا عافيته ومتماثلا للشفاء التام بعد استئصال اكثر من 50 في المئة من البنكرياس في عملية نادرة وبسواعد كويتية في (مستشفى ابن سينا) بإنجاز آخر يضاف الى انجازات وزارة الصحة.
وبطريقته العفوية يروي ضاري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاحد بداية محنته عندما تعرض لحادث انقلاب مركبة (البيتش باجي) قبل عام تقريبا قائلا “فقدت اثر الحادث جزءا كبيرا من البنكرياس الامر الذي لم اكن استوعبه لصغر سني اذ شعرت في البداية بالم خفيف في خاصرتي لكنه تفاقم بشكل سريع مع ارتفاع حاد بالحرارة حيث تم نقلي الى المستشفى فورا”.
واستذكر ضاري اللحظات الصعبة التي مر بها واجواء الرهبة التي رافقته بقوله “تم نقلي بسيارة اسعاف بوقت قياسي وسط حالة من الخوف وعند وصولي المستشفى سرعان ما احاطني جيش ابيض من الاطباء والممرضين تعالت صيحاتهم وتداخلت اصواتهم بعضها ببعض ولم أعد اسمع سوى نبضات قلبي في اذني وحينها ادركت خطورة وضعي الصحي فاصابتني حالة من القلق والهلع ثم تلاشت كل اجزاء المشهد امامي”.
وتابع “تولى الطاقم الطبي تهدئتي ثم تهيئتي نفسيا لإجراء العملية اذ طلبوا مني التحدث عبر مكالمات الفيديو مع ابي وامي اللذين كانا في غرفة مجاورة مما ترك لدي كبير الاثر في تقليل مخاوفي”.
ومن جانبه قال خالد الهملان والد الطفل ضاري ل(كونا) ان طفله عانى كثيرا طوال هذه الفترة لكن بحمد الله تم التأكد من شفائه التام بعد انقضاء المدة المقررة له بعد اجراء العملية.
واستذكر الاب خالد الاوقات العصيبة التي مر بها عندما تم ابلاغه بخطورة حالة نجله ضاري قائلا “أخبرني الطاقم الطبي بضرورة اجراء عملية مستعجلة لطفلي بسبب وجود التهابات حادة وتجمعات دموية نتيجه تهتك انسجة البنكرياس ووجود قطع بالقناة الرئيسية للبنكرياس الذي يهدد حياته”.
واضاف “بالرغم من مرور عام فإنني لا انسى تلك الليلة الليلاء فهي حاضرة في كل تفاصيلها فقد كان فقدان فلذة كبدي قاب قوسين أو أدنى حيث استغرقت عمليته اكثر من 9 ساعات قضيتها امام باب غرفة العمليات وكانها 9 سنوات تتباطأ وتتكاسل فيها عقارب الساعة كنت اخشى السؤال عند خروج اي شخص من الغرفة خشية سماع نبأ فقدانه فأصبح داخلي صامتا ياالله كم بدت لي هذه اللحظات موحشة لكنني أوكلت امر ابني الى الرحمن الرحيم ولم يخيب ظني”.
واشاد والد ضاري “بالاهتمام والرعاية التي تلقاها نجله اثناء وجوده في مستشفى ابن سينا سواء من الكادر الطبي او الهيئة التمريضية اضافة الى المتابعة الدقيقة والدورية لحالة ضاري بعد خروجه وحتى الان “مثمنا ما تقوم به وزارة الصحة من جهود وخدمات تقدمها للمواطنين”.
بدوره قال رئيس قسم جراحة الاطفال في مستشفى ابن سينا الدكتور اسماعيل تقي ل(كونا) ان حالة ضاري كانت حرجة جدا نتيجة وجود التهابات حادة وشديدة في تجويف البطن وحول الامعاء الدقيقة.
واضاف الدكتور تقي ان صورة الاشعة اظهرت كدمات وتهتكا في منطقة الجسم من البنكرياس شملت القناة الرئيسية فيه فقررنا اجراء عملية جراحية دقيقة بعد العمل على استقرار حالته اذ تم استئصال الجزء المتضرر من البنكرياس والذي مثل تقريبا 50 في المئة من حجمه والحفاظ على الطحال حيث يتغذي العضوان من شرايين مشتركة يجب فصلها بعناية حتى لا يتاثر سريان الدم المغذي للطحال رغم وجود التهابات حادة وشديدة بمنطقة العملية.
واوضح انه تم اجراء العملية بعد منتصف الليل بواسطة فريق كويتي من استشاريي جراحة الاطفال وطاقم تخدير متكامل فضلا عن جهوزية وحدة الكبد في (المستشفى الاميري) لمد يد العون اذا اقتضت الظروف ذلك.
وأفاد الدكتور تقي انه بعد اجتياز المدة المطلوبة للتأكد من نجاح العملية ومتابعة حالته بشكل دوري ودقيق من الله على ضاري بالشفاء التام دون حصول اي مضاعفات سواء بعد العملية مباشرة او اثناء المتابعة بعد مغادرته المستشفى حيث يعمل ما تبقى من البنكرياس بكفاءة سواء فيما يخص عملية تنظيم السكر او عملية الهضم وذلك بفضل الله وجهود الاطباء المتابعين والهيئة التمريضية.