العجيمي: أتألق بأدوار الشر واستفزاز الجمهور
استطاع الفنان القدير محمد العجيمي ان يسير في طريقين مختلفين لكنه حقق فيهما نجاحا كبيرا، هو كوميديان عاشق المسرح وشرير يستفز الجمهور في التلفزيون، معادلة صعبة حققها على مدار سنوات وهو الوحيد الذي يحتفظ برموزها، العجيمي اطل على الجمهور خلال شهر رمضان الماضي في عملين دراميين هما «كسرة ظهر» و«كأن شيء لم يكن» ورغم اختلاف المسار الدرامي للعملين فان العجيمي اتخذ من الشر اسلوبا مع تباين المبررات التي دفعته لهذا الطريق في كل عمل.
الفنان المخضرم في حديثه لـ القبس توقف عند طبيعة كل دور وكيف استطاع ان يفرق بين الشخصيتين، معربا عن اشتياقه للمسرح واستجر بعض الذكريات، لافتا الى ان جيله حورب في البدايات إلا انهم تسلحوا بالإرادة للمضي قدما.
يقول الفنان محمد العجيمي عن اقتران اسمه بادوار الشر «النجاح في تلك المنطقة يحتاج الى مقومات خاصة، وابلغ دليل عليه هو تفاعل الجمهور بل والكره الذي يتولد داخلهم تجاه الشخصية التي اجسدها، من هنا اعرف انني وصلت الى هدفي وان الدور لامس مشاعرهم، ولاشك ان بعض العبارات التي تصلني خلال وجودي في الاماكن العامة تثلج صدري، ينجح الفنان عندما يحقق المعادلة الصعبة باستفزاز مشاعر الجمهور تجاه الشخصية ويحتفظ في الوقت نفسه بحبه في قلوبهم كممثل».
مكانة الكوميديا ويستطرد: «نعم للكوميديا مكانة خاصة في قلبي، وإلى الآن هي الأقرب، ولكن تغيّر البوصلة قليلاً بدأ مع مسلسل (قلوب مهشمة)، من هنا استهواني الشر وقدمت العديد من الأعمال مثال (الصعود إلى الهاوية)، لأركز بعد ذلك في هذا القالب الدرامي، معتبرا ان عرابه في هذه المنطقة الفنان غانم الصالح، الذي اتقن تلك المدرسة، حيث يقدم الشر وايضا يحتفظ بحب الجمهور».
وحول دوره في «كسرة ظهر»، يقول: «أجسّد شخصية نايف، وهو دور محوري في سياق الأحداث، فهو رجل أعمال ناجح، ويوضع في مواجهة مع صديقه القديم.
ويسلط العمل الضوء على الصراع مع الصديق الغريم سالم، وهي تجربة انطوت على تحد كبير بالنسبة لي، إضافة إلى كون الشخصية ثرية درامياً».
ويردف: «أتمنى أن أكون قد وفقت بتقديمها بطريقة جيدة وان تؤثر في الجمهور». خلاف سابق ويتوقف العجيمي عند تجربته في مسلسل «كأن شيئاً لم يكن»، ليفند الفوارق الدرامية بين دوره في العمل وشخصية نايف في «كسرة ظهر»، موضحا: «اختلفت الشخصية هنا تماما عن (كسرة ظهر)، حيث الإنسان الطيب الذي تدفعه الظروف الى الاتشاح بعباءة الشر، هذه الادوار تستهويني عندما تؤثر ظروف الحياة في شخصية الإنسان، إذ تتدرج الشخصية وتمر بمنحنيات كثيرة حتى تصل الى الذروة، على العكس في (كسرة ظهر) انطلقنا من ارضية الخلاف السابق بيني وبين الفنان عبدالله السدحان، وسارت الأمور في هذا الاتجاه».
مشيداً بالتعاون مع فريق عمل «كسرة ظهر»، لافتا الى ان الفنان عبدالله السدحان كان يسأل عن العديد من التفاصيل، مشيرا الى ان المخرج أحمد المقلة دقيق في جميع توجيهاته، وان فريق العمل كان ملتزما بها.
ويعتز الفنان المخضرم بالمكانة التي وصلت إليها الدراما الكويتية، واضاف «نحن في موقع متميز، نأتي بعد مصر من حيث الكم والكيف في ما نقدم من أعمال، وانا ابن مرحلة مهمة، حيث تعلمت من الكبار واتخذت قراري بالسير على خطاهم والاستفادة من تجربتهم، في الخليج نحن رواد الفن، جميع من مر على الساحة الفنية قدموا الكثير وضحوا بالكثير وواجهوا تحديات عدة، ولعلنا لو تحدثنا عن اسماء، فلن يتسع المقام لذكرهم، وعندما وصلنا الى الجيل الثالث الذي انتمي إليه تربينا في مدرسة محمد الرشود، ونشأنا كمجموعة بفكر جديد، ورغم ما واجهنا من حروب لأننا غردنا خارج السرب وقدمنا قضايا عدة في قالب جديد، فإننا تسلحنا بالإصرار.
الاشتياق للمسرح وعبّر العجيمي عن اشتياقه للمسرح، وقال «هو الحياة، حبنا للمسرح لم يكن بسبب المادة، وإنما لعشقنا لما نقدم من أعمال، وتعلّقنا بالجمهور، وآخر وقوف لي على الخشبة كان بمسرحية «بالغلط» مع رفاق الدرب داود حسين وعبدالرحمن العقل وانتصار الشراح، وكان عملا مميزا، ولاقى استحسان الجمهور، واتمنى ان ترى المسرحية النور للعرض التلفزيوني قريبا».
وكان لأبي عيسى كلمة للفنانين الشباب وطلب منهم دراسة أي عمل قبل أن يقدموه، مؤكداً أن كل فنان يجني ثمار ما غرس على مدار سنوات عندما يواجه الجمهور في الأماكن العامة، وقال «من زرع قيماً وأعمالاً جيدة فسوف يحصدها محبة من الجمهور عندما تمر السنوات وسوف يجني نظرات الإعجاب وعبارات الثناء».
ويرى العجيمي أن نظرته لمفهوم ضيف الشرف تتوقف على القصة التي يكتبها المؤلف، موضحاً «عندما يكتب المؤلف قد يحتاج إلى شخصية مساحتها صغيرة ولكنها مؤثرة في السياق الدرامي للأحداث، وهنا تكون المشاركة فعالة ولها مردود جيد عند الجمهور، بينما هناك شخصيات أخرى عابرة وليست مؤثرة ولكن يطلق عليها ضيف شرف تقديراً للفنان الذي يجسدها ليس أكثر، لذلك أنا لا أمانع في التواجد كضيف شرف شرط أن تكون الشخصية مؤثرة».
تأثير «كورونا» وأكد العجيمي أن الفترة المقبلة ستشهد تأثيراً مباشراً لـ «كورونا» على الإنتاج الفني، سواء التلفزيوني أو المسرحي أو السينمائي، متمنياً أن تعود الأوضاع إلى سابق عهدها.
وشدد العجيمي على ضرورة أن يلتزم الجميع بالتدابير الاحترازية التي وضعتها الدولة ومساندة مختلف الأجهزة التي تعمل على مدار الساعة لاحتواء هذه الأزمة التي تمر بها البلاد والعالم أجمع، داعياً إلى استغلال الوقت في القراءة أو توطيد علاقتنا مع الأهل في نطاق الأسرة الواحدة أو تنمية مداركنا لذلك هي فرصة لتطوير قدراتنا.
وكشف أنه تلقى العديد من العروض الدرامية خلال الفترة الماضية، غير أنه ما زال يدرسها. وأضاف «أدرس ما عرض علي.. هناك موافقة مبدئية على بعض الأعمال، ولكن لم نصل إلى التوقيع النهائي للعقود».
المصدر: القبس الإلكتروني