العلماء يسابقون الزمن لحماية الحيوانات من كورونا
يسابق أطباء بيطريون وعلماء حول العالم الزمن من أجل تأمين الحماية لبعض أنواع الحيوانات المهددة بالإصابة بفيروس كورونا، مستخدمين الأساليب نفسها التي فرضت على الناس من تباعد وفحوصات روتينية وأحياناً تلقيح.
ففي سان دييغو الأمريكية، كانت كارن أوّل قردة من فصيلة “أورانغ أوتان” (إنسان الغاب) تتلقى لقاحاً في كانون الثاني/يناير الماضي. اللقاح كان من صناعة “زوتيس” وهي شركة أدوية مختصة بصناعة الدواء للحيوانات.
ومنذ ذلك الحين تلقت 9 حيوانات أخرى في حديقة حيوان سان دييغو لقاحات ضدّ كورونا بعدما وافقت وزارة الزراعة الأمريكية على إعطائها التراخيص المطلوبة على أن يبقى استخدام اللقاح محصوراً في إطار التجربة الطبية.
وكان الدافع وراء حملة التطعيم المحدودة إصابة 8 قردة من فصيلة إنسان الغاب بفيروس كورونا، ما دفع بالمسؤولين إلى البحث عن حل طبي سريع يضاف إلى إغلاق حدائق الحيوانات أمام الزوار.
وبدا، بحسب ما يقوله مسؤولون في الحديقة، أن حارساً يعمل في الحديقة كان مصاباً بالفيروس ولكن العوارض لم تظهر عليه، وهو الذي نقل الفيروس للحيوانات.
وطلبت نحو 30 حديقة حيوانات في الولايات المتحدة اللقاح من شركة “زوتيس”. ولكن يجب على وزارة الزراعة الموافقة على تلك الطلبات في كل مرّة.
ومع أن الإنسان يبقى من بين أكثر الأصناف الحية إصابة بالفيروس إلا أصنافاً حيوانية مثل الغوريلا معرضة بشكل كبير للإصابة به، خصوصاً بسبب تشابه حمضها النووي مع الإنسان.
وسجلت إصابات بكورونا الذي يعتقد أن مصدره حيواني لدى الأحصنة والمنك والكلاب والنمور والأسود والهررة. ويتخوف العلماء من أن ينتشر الفيروس وسط تجمعات حيوانية برية مهددة بالانقراض.
ففي رواندا مثلاً، تقول ميرستن غيلاردي، الطبيبة المسؤولة عن “غوريلا دوكتورز” أن هناك نحو 1000 قردة غوريلا برية فقط، وقد يؤدي انتشار الفيروس بينها إلى انقراضها تماماً.
وفي نهاية الثمانينيات، تم تطعيم بعض قردة الغوريلا البرية ضدّ مرض الحصبة، ولكن ليس هناك الآن من مشاريع لتطعيمها ضدّ كوفيد-19 بحسب ما تقوله غيلاري.
وتبدو في هذا السياق حيوانات الحدائق معرضة أكثر للفيروس ولكن يتمّ الاعتناء بها بشكل أفضل، بينما هناك خطر كبير محدق بالحيوانات البرية التي، في حال وصل الفيروس تجمّعاتها، قد تنقرض.