الغيص: توقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن الطلب على النفط غير واقعية.. وستؤثر سلبًا في الاقتصاد العالمي
استبعدت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وصول حجم الطلب على الخام إلى الذروة في توقعاتها على المدى الطويل، مرجحة أن ينمو إلى 116 مليون برميل يوميًا بحلول 2045، وفق قول الأمين العام للمنظمة هيثم الغيص.
وبأتي ذلك بعد ما توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقرير، وصول حجم الطلب على النفط إلى ذروته بحلول 2029 قبل الاستقرار عند نحو 106 ملايين برميل يوميا بالقرب من نهاية العِقد.
ووصف هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تعليق لشركة (إنرجي أسبيكتس) تقرير الوكالة بأنه “تعليق خطير، لا سيما للمستهلكين، ولن يؤدي إلا إلى عدم استقرار في قطاع الطاقة على نطاق غير مسبوق على الأرجح”.
وارتفع سعر برميل خام برنت، وقت إعداد هذا التقرير، 0.29% إلى 82.48 دولار، كما ارتفع سعر برميل الخام الأميركي 0.23% إلى 78.68 دولار.
يجري تحالف أوبك+، ويتألف من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بقيادة روسيا، سلسلة تخفيضات كبيرة في الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق.
وتخفض الدول الأعضاء في أوبك+ إنتاجها بإجمالي 5.86 مليون برميل يوميا، أو نحو 5.7% من حجم الطلب العالمي.
كما يتضمن ذلك تخفيضات بواقع 3.66 مليون برميل يوميا وافق التحالف في الثاني من يونيو على تمديدها لعام حتى نهاية 2025، بالإضافة إلى أخرى حجمها 2.2 مليون سيقلصها أوبك+ تدريجيا على مدى عام بدءا من أكتوبر .
وقدّمت الوكالة الدولية للطاقة موعد وصول الطلب على النفط إلى ذروته بعد أن كانت قد قالت في أكتوبر تشرين الأول إنها ستتحقق بحلول 2030. وأضافت أن الطلب على النفط سيبدأ في الانكماش في 2030 في الوقت الذي ستزيد فيه الولايات المتحدة ودول غير أعضاء في أوبك من الإمدادات. وتتخذ الوكالة من باريس مقرا لها وتقدم المشورة للدول الصناعية.
وقال الغيص إنه قد ثبت عدم صحة روايات مشابهة فيما سبق، مثل إشارة الوكالة إلى أن الطلب على البنزين وصل إلى ذروته في 2019 أو أن الطلب على الفحم وصل إلى ذروته في 2014.
وأضاف: “في أوبك، نتوقع نمو الطلب على النفط بواقع 4 ملايين برميل يوميا على مدى العامين 2024 و2025، مع توقع جهات أخرى أيضا نموا يتجاوز 3 ملايين برميل يوميا. بل إن وكالة الطاقة الدولية تتوقع حدوث نمو بواقع مليوني برميل يوميا على مدى هذه الفترة وبواقع 800 ألف في 2026. ثم سيهبط حجم الطلب هبوطا حادا مع عدم تسجيل نمو تقريبا على مدى الأربع سنوات التالية حتى 2030”.
وتابع: “هذا سيناريو غير واقعي، وسيؤثر بالسلب على الاقتصادات حول العالم. إنه ببساطة استمرار للرواية المناهضة للنفط من وكالة الطاقة الدولية”.