الفارس: مؤشر إيجابي لرفع مستويات الأداء والتميز في القطاع النفطي
قال وزير النفط وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس ان جائزة التحول الرقمي تعتبر مؤشر إيجابي لرفع مستويات الأداء والتميز في القطاع النفطي والتوجه نحو استخدام التقنيات الحديثة في الصناعة النفطية.
وقال الفارس في كلمته خلال الحفل الختامي لجائزة وزارة النفط للتحول الرقمي (هاكثون 2021)، في نسختها الأولى التي نظمتها وزارة النفط والهادفة إلى إنشاء برنامج نفطي رقمي متطور يتم الاستفادة منه لتنفيذ ومتابعة كافة العمليات النفطية عبر الذكاء الاصطناعي مما يساعد على تعلم مهارات رقمية جديدة في الصناعة النفطية.
وأكد الفارس أن القفزة النوعية التي حققتها الكويت في مجال التحول الرقمي لم تكن وليدة اللحظة، بل هو تتويج لجهود كبيرة ومثمرة قامت بها كافة الجهات الحكومية بالتعاون مع القطاع الخاص ضمن رؤية كويت جديدة 2035، فأصبحت التقنيات الرقمية جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، وسعت البلاد إلى تشجيع الابتكار والبحث والتطوير ليصبح التحول التكنولوجي ركيزة اساسية في مسيرة البلاد التنموية والاقتصادية.
وأوضح الفارس أن وزارة النفط دأبت على تحويل كافة أعمالها إلى إلكترونية كاملة ضمن برنامج مُحكم تم تنفيذه خلال العامين الماضيين، حيث نجحت في التحول إلى وزارة إلكترونية منذ فبراير 2020، من خلال تحويل جميع أنواع المحتوى المتداول إلى الكتروني بالكامل، وهو الأمر الذي ساهم في رفع مستويات الاعمال وزيادة كفاءة الأداء التشغيلي وتوثيق إجراءات العمل داخل الوزارة.
وأشار الفارس إلى أن أهمية جائزة وزارة النفط للتحول الرقمي في نسختها الأولى، تأتي كون القطاع النفطي الكويتي هو الركيزة الأساسية للصناعة الوطنية، والرافد الرئيسي للاقتصاد المحلي، وفي ظل استراتيجية القطاع النفطي لعام 2040 فإن الكويت مقبلة على تطوير عدة مشاريع حيوية واستراتيجية تستهدف النهوض بصناعة النفط والغاز في مختلف المجالات، وهنا يأتي دور الابتكار والتقنيات الرقمية الحديثة التي ستساعد الصناعة النفطية على مواكبة المنافسة والدقة البالغة في التشغيل وتعزيز مستويات الأمن والسلامة.
وقال الفارس:«نفخر بإقامة مثل هذه الجوائز دائماً، لأنها فرصة لاجتماع نخبة من أهل الاختصاص والخبرة من مختلف المجالات التكنولوجية، يمثلون الشركات النفطية وطلبة الجامعة والأكاديميين، بالإضافة إلى القطاع الخاص، للاستفادة من هذا الحدث في الوصول إلى إنشاء برنامج نفطي رقمي يساعد شركاتنا النفطية على التحول الرقمي، حيث أن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أصبحتا من المكونات الأساسية لنجاح المؤسسات في تحولاتها الرقمية».
ودعا الفارس إلى ضرورة رفع مستوى التعلم والمهارات الحديثة لموظفي القطاع النفطي وتشجيع الأجيال الكويتية الشابة على استخدام التقنيات الحديثة والارتقاء بمستوى الإنتاج الإلكتروني في شركاتنا النفطية لخلق بيئة عمل رقمية تشجع على الإبداع والتميز وخلق فرص وظيفية جديدة للشباب الكويتي المبدع.
دعم الابتكار
من جانبه قال وكيل وزارة النفط الشيخ الدكتور نمر المالك أن وزارة النفط تدعم كافة المبادرات التكنولوجية التي من شأنها دعم الابتكار وتسهيل الأعمال ودمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الصناعة النفطية، حيث يعتبر التحول الرقمي الذكي بوابة التغيير الحقيقي لقطاع النفط والغاز، وتحقيق أقصى قيمة مضافة منها وبأقل تكلفة مالية فضلاً عن تحسين وتعزيز أداء العمليات، وقد خطت وزارة النفط خطوات كبيرة نحو تعزيز الابتكار والتحول الرقمي، تماشياً مع توجيهات الحكومة الرشيدة في تطبيق التحول الرقمي وتحسين جودة الحياة لجميع افراد المجتمع وفق الرؤية التنموية السامية.
وذكر المالك أنه بالتزامن مع رؤية الكويت لعام 2035 للتحول التكنولوجي وتسريع التحول الرقمي، وابتكار الحلول القائمة على تكنولوجيا المستقبل لضمان تقديم أفضل الخدمات للمتعاملين، وضعت وزارة النفط على عاتقها تنظيم جائزة التحول الرقمي الاولى، بالتعاون مع شركة شلمبرجير، والتي لاحظنا فيها تقديم العديد من المشاريع الرقمية المميزة القابلة للتطبيق، والتي ستساهم في تنفيذ العديد من العمليات النفطية المستقبلية عبر الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن وزارة النفط حرصت عند التفكير في إطلاق جائزة التحول الرقمي أن توافر العديد من الفرص الوظيفية للشباب الكويتي للعمل في القطاع النفطي، فضلاً عن اكتساب مهارات فنية جديدة لكوادرنا البشرية، إضافةً إلى توفير قدرات تقنية متقدمة عبر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها من التكنولوجيا الحديثة التي تعمل على تحول شامل لكافة العمليات الحياتية إلى المنظومة الرقمية دون حواجز مادية أو زمنية أو مكانية.
وقال المالك نختتم اليوم فعاليات جائزة التحول الرقمي، وكلنا أمل في استمرار هذه المنافسة الفريدة بصفة دورية خلال الاعوام المقبلة، باعتبار الجائزة فرصة كبيرة لاكتشاف تكنولوجيا جديدة للتعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه الصناعة النفطية”.
استراتيجية طموحة
من جانبه قال الوكيل المساعد للشؤون الفنية في وزارة النفط المهندس خالد الديين أن وزارة النفط وضعت استراتيجية طموحة للتحول الرقمي، وذلك تماشياً مع رؤية كويت جديدة 2035، حيث نجحت الوزارة خلال العامين الماضيين ومنذ تدشين خطة التحول الرقمي في شهر فبراير 2020 من تحقيق قفزات نوعية في التحول نحو الخدمات الذكية، وباتت الوزارة من الجهات الحكومية القليلة السباقة والرائدة في طرح الخدمات الإلكترونية الجديدة، وذلك بهدف تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة والارتقاء بجودتها وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد بما يرتقي بثقة المتعاملين بالوزارة ويرفع من جودة الخدمات المقدمة.
وأشار إلى ان خطوات التحول الرقمي في وزارة النفط جاءت تنفيذاً لتوجيهات الحكومة في ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لإيجاد وتسريع النمو في الاقتصاد الرقمي لدعم قطاعات الدولة وتنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص عمل للشباب وذلك ضمن توجهات الدولة لتمكين التحول الرقمي بالبلاد.
وأضاف الديين أنه من منطلق حرص وزارة النفط الدائم على تعزيز دور التحول الرقمي والتكنولوجي في صناعة النفط والغاز، جاءت فكرة جائزة وزارة النفط للتحول الرقمي، وبالتعاون مع شركة شلمبرجير الكويت، حيث أن الجائزة تعتبر منافسة فريدة لتطوير حلول مبتكرة للتحول الرقمي لتحديات صناعة النفط والغاز في دولة الكويت باستخدام بوابة IIOT Edge الرائدة في الصناعة –Agora، وتهدف في النهاية إلى تحول شامل لكافة العمليات إلى المنظومة الرقمية.
وأشار إلى أن جائزة التحول الرقمي في نسختها الأولى باتت حدثاً استثنائياً بالقطاع النفطي، وشهدنا مشاركات كبيرة من مختلف التخصصات، فاليوم نتحدث عن مشاركة أكثر من 140 مشترك و45 فريق، ومشاركة العديد من الموظفين من وزارة النفط والشركات النفطية التابعة لمؤسسة البترول الكويتية، بالإضافة إلى الأكاديميين والطلبة من مختلف الجامعات.
وقال إن المشاريع المقدمة إلى الجائزة على مدار الأشهر الماضية تعتبر مفخرة لدولة الكويت في استخدام علوم صناعة النفط في تعزيز القيمة المضافة، كما تؤكد أن الجيل الجديد مسلح بأحدث التكنولوجيا لإدارة منشآت النفط والغاز عبر الذكاء الاصطناعي.
وذكر أن التطور التكنولوجي يحمل فرصاً واعدة لقطاع النفط والغاز في دولة الكويت، حيث إن الابتكارات الرقمية تتيح إمكانات هائلة وغير مسبوقة لتحقيق التقدم والازدهار وإحداث تحولاً ونقلة واسعة في العمليات الخاصة بالشركات النفطية وبأقل تكلفة مالية وتحسين وتعزيز أداء العمليات، ولذلك قررت وزارة النفط تنظيم جائزة التحول الرقمي بصفة سنوية.
وقال الديين لدينا ثقة غير محدودة في كفاءة وقدرة شبابنا الكويتي لأخذ مســـؤوليات وأدوار أكبر في مواجهة تحديات المستقبل للصناعة النفطية، وتحمل جائزة وزارة النفط للتحول الرقمي في طياتها العديد من الفرص الوظيفية للشباب للعمل في القطاع النفطي وتأهيلهم بالخبرات العلمية والفنية اللازمة لرفع كفاءة العمل ودعم قدرات العاملين ومهاراتهم الفنية والتنظيمية والإدارية.