القارة القطبية الجنوبية أكثر اخضراراً بمقدار 10 مرات منذ 35 عامًا
تسجل صور الأقمار الصناعية الأخيرة تحولًا بيئيًا ملحوظًا في القارة القطبية الجنوبية.
أظهرت بيانات جديدة أن هذه المنطقة أصبحت أكثر اخضراراً بعشرة أضعاف عما كانت عليه قبل 35 عامًا. هذا التغيير يأتي نتيجة لتأثيرات التغير المناخي، الذي أسهم في انتشار النباتات على سطح القارة الباردة بشكل تدريجي.
وتستند هذه النتائج إلى دراسة نُشرت في مجلة Nature Geoscience، والتي استخدمت بيانات من أقمار صناعية تابعة لوكالة ناسا والمسح الجيولوجي الأمريكي على مدار 35 عامًا. وتعتبر هذه البيانات، التي تم جمعها بواسطة أقمار لاندسات، مرجعًا مهمًا لفهم التغيرات المناخية وتأثيراتها على كوكب الأرض.
تتضح هذه التغيرات في ازدياد المساحات المغطاة بالنباتات على شبه جزيرة أنتاركتيكا. فمنذ عام 1986، ارتفعت المساحة المغطاة بالنباتات من 0.86 كيلومتر مربع إلى 11.95 كيلومتر مربع في 2021. ويركز هذا الانتشار النباتي على أطراف شبه الجزيرة الأكثر دفئًا، حيث تنمو الطحالب والأشنات كأنواع أولية في المنطقة. وتعتبر هذه النباتات غير الوعائية من أولى الكائنات الحية التي تصل إلى بيئات جديدة، لتبدأ في خلق التربة وتسهيل نمو الأنواع الأخرى.
وأكد العلماء الذين قادوا البحث أن هذه التغيرات تثير تساؤلات حول كيفية تأثير هذا التوسع النباتي على الأنواع المحلية. فعلى الرغم من أن القارة القطبية الجنوبية تحتوي على العديد من الأنواع المحلية مثل الطحالب والأشنات، إلا أن دخول أنواع غير محلية قد يهدد التنوع البيولوجي في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، تشير البيانات إلى أن شبه جزيرة أنتاركتيكا تتعرض لارتفاع حرارة أسرع من باقي مناطق كوكب الأرض، ما يساهم في ذوبان الأنهار الجليدية وتقلص المساحات الجليدية في المنطقة. ورغم أن هذا يشكل تهديدًا لبعض الأنواع، إلا أن البحث يفتح الباب لفهم أعمق حول التغيرات البيئية التي تشهدها القارة القطبية الجنوبية.
مع استمرار تراجع الجليد وازدياد المساحات المغطاة بالنباتات، سيبقى السؤال مفتوحًا حول تأثير هذا التحول على الحياة البرية والتنوع البيولوجي في المنطقة.