ترندهاشتاقات بلس

القطار ملهم الأعمال الفنية من تولستوي إلى جيمس بوند

شكلت القطارات منذ القدم مصدر إلهام للفنانين وأعمالهم في كل زمان ومكان، من مونيه إلى جيمس بوند، مرورا بأغاثا كريستي وهيتشكوك وكات ستيفنز، ومنها القطارات الليلية التي أُهملت خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنها بدأت تعود تدريجيا إلى القارة الأوروبية، مع إعادة افتتاح قطار باريس – برلين ذي الدلالة الرمزية اليوم.

فبعد تسعة أعوام من وقف العمل بالخط الذي يربط العاصمتين الفرنسية والألمانية، أُعيد افتتاح قطار باريس – برلين من خلال إطلاق أول رحلة مسائية من محطة برلين إلى باريس بحضور وزراء فرنسيين وألمان وعدد كبير من المسؤولين.
وراهنا، سيشهد الخط ثلاث رحلات أسبوعيا تنطلق من باريس أيام الثلاثاء والخميس والسبت، ومن برلين الإثنين والأربعاء والجمعة. ويُفترض أن تصبح الخدمة يومية اعتبارا من أكتوبر 2024.

وتوفر القطارات خيارات كثيرة للركاب، إذ بإمكانهم الاستلقاء على فراش أو الجلوس على مقعد أو الحصول على غرفة خاصة لشخص أو شخصين أو ثلاثة أشخاص.

وجسّد الرسامان البريطاني وليام تيرنر والفرنسي كلود مونيه في أعمالهما القطارات منذ ظهورها في أوروبا، ومن أشهرها قطار الشرق السريع الذي تناولته كاتبة الروايات البوليسية الشهيرة أغاثا كريستي في كتابها “جريمة في قطار الشرق السريع”.

وفي رواية “أنا كارنينا” لليون تولستوي، يكون القطار نذير شؤم وموت بينما يظهر في رواية “الوحش البشري” لإميل زولا كآلة ترافق نزول البطل إلى الجحيم.

واستخدم معلم التشويق ألفردِ هيتشكوك هو الآخر القطارات في أفلامه، ليهيئ مشاهد مثالية إما لمؤامرة (كما في “سترينجرز أون ايه ترين”) أو لاختفاء (“ذي ليدي فانيشز”) أو لقصة حب (“نورث باي نورثويست”).
وفي الهند أيضا، صُوّر أحد أبرز المشاهد في تاريخ السينما داخل مجسم لقطار وكان في فيلم “أرادهانا” عام 1969. ويظهر في المشهد نجم بوليوود راجيش خانا وهو يغازل حبيبته.

– زنزانة وجسر

وأتاحت سرعة القطارات وضيقها تصوير مشاهد سينمائية لا تُنسى، كمشهد توم كروز وهو يقفز بين مروحية وقطار في الجزء الأول من “ميشن إمبوسيبل” أو يتسلق عربات قطار الشرق السريع في الجزء الأخير من السلسلة.

ويبرز القطار في أفلام جيمس بوند أيضا، ففي “من روسيا مع الحب” تدور داخل قطار مشاجرة مميتة بطلها شون كونري، بينما يقفز الممثل دانييل كريغ على سقف قطار في فيلم “سكاي فول”، ويظهر روجر مور في فيلم “أكتوبوسي” متنكرا بزي غوريلا داخل قطار ينقل سيركا.

وقليلون هم من وصلوا إلى جرأة باستر كيتون الذي قاد بنفسه قطارا فوق جسر ينهار في “ذي جنرال” (1926)، وهو الفيلم الأكثر تكلفة في تاريخ السينما الصامتة.

وأبرز مؤلفو الأغاني وملحّنوها القطارات أيضا، إذ كان جوني كاش يحلم بقطار يبعده عن زنزانته في أغنية “فولسوم بريزن بلوز”، بينما كان القطار مرادفا للاكتئاب في أغنية “رَن واي ترين” لفرقة “سول أسايلم” في منتصف تسعينات القرن العشرين. أما كات ستيفنز، فدعا إلى “قطار سلام” (الاسم الأصلي للأغنية “بيس ترين”) لإنهاء حرب فيتنام.

وفي فيلم “تشيرا أونا فولتا إل ويست” (“C’era una volta il West”) للمخرج سيرجيو ليونيه، ينبئ وصول أحد القطارات بقدوم الأشرار ويشكل نهاية أسلوب حياة. أما في “سنووبيرسر”، وهي رواية حُوّلت إلى فيلم ومسلسل تلفزيوني، فيمثل القطار فرصة أخيرة لناجين من نهاية العالم لأسباب مناخية.

زر الذهاب إلى الأعلى