الكويت تحيي غداً الذكرى الثالثة لتولي صاحب السمو مقاليد الحكم
لم يكن الـ 29 من سبتمبر عام 2020 يوما كسائر الأيام في البلاد إذ شهدت فيه صفحة جديدة من السجل الناصع لتاريخ حكامها الكرام بتولي سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، مقاليد الحكم قائدا لمسيرة نهضتها وازدهارها وتطورها وللعام الثالث تمر هذه الذكرى المباركة التي يستذكرها أهل الكويت ويحيونها غدا.
وأدى سموه في اليوم التالي (30 سبتمبر 2020) اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة أميرا للبلاد ليكون الحاكم السادس عشر للكويت وفقا للمواد التي نص عليها دستور البلاد وأحكام قانون توارث الإمارة.
ولدى تولي سموه مقاليد الحكم في البلاد تعهد بالسير على نهج الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله بالحفاظ على الوحدة الوطنية ورفعة الكويت وعزتها وحماية أمنها واستقرارها وضمان كرامة شعبها ورفاهيته.
واستهل سموه عهده الميمون بإكمال مسيرة الوساطة الكويتية التي بدأها الأمير الراحل طيب الله ثراه للم الشمل الخليجي وتعزيز الحوار والتضامن بين دول مجلس التعاون في القمة الخليجية الـ (41) التي استضافتها مدينة العلا السعودية.
وعلى الصعيد الداخلي حرص سموه على المحافظة على سلامة البلاد ودفع عملية التنمية فيها في ضوء التحديات التي كانت تعيشها في تلك المرحلة لاسيما انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد وتراجع أسعار النفط.
وكان سمو أمير البلاد رعاه الله خير خلف لخير سلف بعد ملازمته الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه مدة 14 عاما قضاها سموه وليا للعهد بكل إخلاص وتفان بعد أن صدر الأمر الأميري في السابع من فبراير عام 2006 بذلك ومبايعة سموه بإجماع أعضاء مجلس الأمة وأدائه اليمين الدستورية حينها وليا للعهد في 20 فبراير من ذات العام.
وولد سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح رعاه الله في 25 يونيو عام 1937 وهو الابن السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي حكم البلاد في الفترة بين عامي 1921 و1950 وتلقى تعليمه في مدارس حمادة وشرق والنقرة ثم في المدرسة الشرقية فالمدرسة المباركية.
وتميز سموه منذ شبابه بشخصية هادئة وحازمة ومتزنة محبة للعمل والإنجاز وأسهم في تحقيق النجاح في جميع المناصب التي تولاها خلال مسيرته في مختلف الجهات التي امتدت نحو ستة عقود بذل خلالها جهودا جبارة في تطوير العمل فيها إضافة إلى تعزيز مكانة الكويت إقليميا ودوليا.
وعلى مستوى العلاقات الإنسانية يحظى سموه باحترام ومحبة الجميع إذ دائما تعايش مع المواطنين بكل بساطة وتواضع ومحبة مشاركا إياهم أفراحهم ومعزيا لهم في فواجعهم ومصائبهم ومتلمسا لحاجاتهم ومتطلباتهم.
وتزخر مسيرة عطاء سمو أمير البلاد بالعديد من المناصب استهلها في 21 فبراير عام 1961 حين تولى أول منصب له محافظا لمحافظة حولي في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح واستمر به حتى 19 مارس عام 1978.
وتبوأ بعدها منصبا أكبر حين ولاه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وزارة الداخلية التي استمر فيها حتى 26 يناير عام 1988 نجح خلالها في التغلب على كل مظاهر الإرهاب التي عصفت بالمنطقة آنذاك كما استقطب الشباب للانخراط في سلك الشرطة مخرجا دفعات من الضباط المنوط بهم حماية الأمن والأمان في البلاد.
ثم تقلد سموه منصب وزير الدفاع في 26 يناير عام 1988 إذ قام بتطوير العمل بشقيه العسكري والمدني وعمل على تحديث وتطوير معسكرات الوزارة ومدها بالأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية.
وفي الغزو العراقي لدولة الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 الذي استمر قرابة سبعة أشهر تجلى الدور الكبير لسموه إذ عمل على تجنيد كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير البلاد وأدى دورا بارزا في قيادة المقاومة وتأمين وصول القيادة الكويتية الشرعية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب قيادته للجيش.
وعند تشكيل أول حكومة بعد حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الآثم في 26 فبراير عام 1991 تولى حينها سموه حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 20 أبريل 1991 واستمر فيها حتى 17 أكتوبر 1992.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى سموه منصب نائب رئيس الحرس الوطني وقضى فيه تسعة أعوام متتالية حتى 13 يوليو 2003 أسهم خلالها في تطوير أداء فرق الحرس الوطني من خلال تدريبها على أحدث أساليب الأمن والوقاية وتعزيز الأمن والأمان في البلاد.
ثم عاد سموه ليتولى حقيبة وزارة الداخلية حتى صدر المرسوم الأميري في 16 أكتوبر عام 2003 القاضي بتعيين سموه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية واستمر بهذا المنصب حتى تعيينه وليا للعهد في عام 2006.
وحصل سمو أمير البلاد رعاه الله على احترام ومحبة وثقة العالم كونه رجل دولة من الطراز الرفيع ففي 23 مايو 2008 قلدت إسبانيا سموه (وسام طوق الاستحقاق المدني) كما قلده الرئيس الفلسطيني محمود عباس (قلادة الكنعانيين الكبرى) عام 2018 وفي 1 أغسطس 2011 قلدت الأرجنتين سموه (وسام المحرر الجنرال سان مارتين).