أخبار العالم

الكويت تعرب عن دعمها لتحسين أساليب عمل مجلس الأمن الدولي

 كونا – أعربت دولة الكويت عن دعمها لتحسين أساليب عمل مجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحدة وصولا لمجلس أكثر شفافية وكفاءة وخضوعا للمساءلة من خلال جهود أعضائه معربة عن استعدادها التام لدعم هذه الجهود بأي طريقة ممكنة.
جاء ذلك خلال كلمة مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي بمناسبة المناقشة المفتوحة المرئية لمجلس الأمن حول “أساليب عمل مجلس الأمن”.
وقال العتيبي “إن مجلس الأمن إلى جانب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره يواجه أزمة صحية عالمية غير مسبوقة من خلال معركته ضد وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) ومع ظروف غير مسبوقة تأتي أساليب عمل غير مسبوقة”.
وأثنى على جمهورية الصين الشعبية وجمهورية الدومينيكان وجمهورية إستونيا حيث ترأست تلك الدول مجلس الامن على التوالي منذ تصاعد تفشي وباء فيروس كورونا (كوفيد 19) في منتصف مارس الماضي لما بذلته من جهود ملحوظة في ضمان قدرة المجلس على الاجتماع.
كما اشاد العتيبي بادارة تلك الدول لاعمال المجلس بشكل مرئي بعدا ارغم هذا الوباء الأمم المتحدة وموظفيها والدول الأعضاء والمدينة بأكملها على الإغلاق والعمل عن بعد مؤقتاً للمساعدة في كبح انتشار هذا الفيروس.
واعرب عن سعادته برؤية جمهورية الدومينيكان وقد تمكنت من عقد جلسة ختامية غير رسمية عبر الاتصال المرئي في نهاية فترة رئاستها للمجلس شاكرا كل من جمهورية الدومينيكان وإستونيا على تعميم أوراق غير رسمية حول أساليب عمل مجلس الأمن تتضمن إرشادات توجيهية تحدد كيف يعتزم وفديهما تصريف أعمال المجلس عن بعد خلال فترة رئاستهما.
وأشار العتيبي إلى أن هذا الاجتماع يمثل المرة الأولى التي تشارك فيها دولة الكويت في مناقشة مفتوحة للمجلس حول أساليب عمله منذ انتهاء عضويتها غير الدائمة للفترة 2018-2019 بعد أن ترأست الفريق العامل غير الرسمي المعني بالوثائق والمسائل الإجرائية الأخرى خلال تلك الفترة.
وأضاف ان تلك التجربة أسفرت عن اعتماد ثماني مذكرات من رئيس مجلس الأمن بتاريخ 27 ديسمبر 2019 حيث تضمنت هذه المذكرات مقترحات وتحسينات عديدة حول الكثير من القضايا والمواضيع التي تهدف إلى زيادة شفافية المجلس وكفاءته.
وذكر العتيبي ان من ذلك زيادة الشفافية فيما يتعلق بجلسات وأنشطة المجلس غير الرسمية وعملية اختيار رؤساء الهيئات الفرعية والبعثات الزائرة للمجلس والجدول الزمني لاعتماد تقرير المجلس السنوي بالإضافة إلى بعض المقترحات الإضافية لتحسين استعداد أعضاء المجلس الجدد من بين قضايا أخرى.
واوضح انه خلال الفترة من 17 إلى 19 يناير 2020 نظمت دولة الكويت ورشة عمل غير رسمية حول مسألة أساليب عمل مجلس الأمن بشكل مشترك مع سانت فنسنت وجزر والغرينادين الرئيس الحالي للمجموعة.
وبين العتيبي انه تم الاجتماع مع جميع أعضاء المجلس لمناقشة برنامج عمل المجموعة للعام الجاري وسبل تحقيق التوازن بين الشفافية والكفاءة في عمل المجلس علما بأنه تم إعداد ملخص غير رسمي لهذه الورشة.
وقال ” من خلال تجربتي الشخصية كرئيس سابق للمجموعة واستنادا إلى المناقشات التي دارت خلال ورشة العمل المذكورة يمكنني أن أشهد على وجه اليقين أن التغيير الملموس والفعال في أساليب عمل المجلس لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التعاون ووجود رغبة حقيقية من جميع أعضائه”.
واكد العتيبي ان اجتماع اليوم وتنظيمه بشكل مشترك من قبل إستونيا بصفتها رئيس المجلس لهذا الشهر ونائب رئيس الفريق العامل غير الرسمي المعني بالوثائق والمسائل الإجرائية الأخرى وسانت فنسنت وجزر والغرينادين بصفتها رئيس المجموعة سابقة فريدة ومثال إيجابي لما يمكن تحقيقه من خلال تعاون أعضاء المجلس.
وتطرق للتقدم الذي أحرزته الصين وجمهورية الدومينيكان وإستونيا حتى الآن في التعامل مع آثار هذا الوباء على عمل المجلس وتكييف انعكاساته لتلائم الظروف الحالية بما في ذلك الاتفاق على عملية لإجراء التصويت على مشاريع القرارات إلكترونيا على سبيل المثال وليس الحصر مؤكدا ان هذه كلها أمثلة على ضمان المجلس لكفاءة عمله مع تحسين شفافيته في نفس الوقت.
وتابع العتيبي ” بينما أحرز المجلس تقدما ملحوظا في تعزيز شفافيته وكفاءته خلال السنوات الأخيرة لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان ألا يقوض التقدم التي تم تحقيقه حتى الآن”.
واكد على ضرورة ضمان تنفيذ جميع الأحكام الواردة في المذكرة 507 بالإضافة إلى تلك التي تم الاتفاق عليها في المذكرات الرئاسية الثمانية التي اعتمدت في ديسمبر 2019 ففي حين أن الابتكار والتقدم مهمان من الضروري أيضا ضمان عدم نسيان القرارات الموجودة والتي تم الاتفاق عليها بالفعل.
وتابع العتيبي ” من المهم مواصلة المناقشات حول مسألة “حامل القلم” وتطوير عملية توزيع المسؤوليات بين أعضاء مجلس الأمن حيث لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لضمان المشاركة النشطة والمتساوية لجميع أعضاء المجلس في عملية صنع القرار.
واشار الى ان هذه قضية نوقشت كثيرا في سياق عمل المجموعة خلال السنوات الأخيرة بما في ذلك أثناء عضوية دولة الكويت غير الدائمة في المجلس املا رؤية نتائج ملموسة حول هذا الموضوع في المستقبل القريب.
وبين العتيبي ان من المواضيع الأخرى المهمة مسألة الإجراءات القانونية الواجبة في سياق عمل لجان الجزاءات التابعة لمجلس الأمن بما في ذلك دور أمين المظالم في هذا الصدد خاصة وأن هذه قضية ذات أهمية كبيرة للعديد من الدول الأعضاء خارج المجلس.
وحث أعضاء المجلس على ضمان اعتماد تقرير المجلس السنوي وفقا للفترة الزمنية المحددة في المذكرة 507 حتى تتمكن الجمعية العامة من النظر فيه ومناقشته في الوقت المناسب.
واستذكر العتيبي المادة 24 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص بوضوح على أن مجلس الأمن ينفذ أنشطته نيابة عن جميع أعضاء الأمم المتحدة مؤكدا على أن مسؤولية ضمان مساءلة المجلس عن أفعاله وعمله بشكل مناسب بما يتماشى مع ولايته بما في ذلك من خلال أساليب عمله تقع على عاتق بقية أعضاء الأمم المتحدة.
وحث جميع أعضاء مجلس الأمن على مواصلة تكييف أساليب عمل المجلس حسب الحاجة بناءا على تطور الأوضاع الحالية مع الحفاظ على معايير الشفافية والمساءلة العالية بما في ذلك من خلال مواصلة الجهود للاتفاق على البيانات الصحفية بعد الاجتماعات المرئية.
ودعا العتيبي الى ضمان مشاركة الدول والمنظمات المعنية في اجتماعات المجلس ذات الصلة بها والاستمرار في ضمان إصدار وتوافر جميع وثائق المجلس الرسمية لبقية أعضاء الأمم المتحدة في الوقت المناسب بالإضافة إلى أي وثائق تتعلق بأساليب عمل المجلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى