الكويت تودِّع أحمد المطير..ناقل الصناعة النفطية الكويتية إلى العالمية
فقدت الكويت واحداً من أبرز قياداتها النفطية السابقة، وأحد علاماتها المضيئة على مر تاريخ القطاع النفطي، المغفور له بإذن الله، العم أحمد عبدالمحسن المطير، الذي كان مساهماً مؤثراً في قيادة نهضة الصناعة النفطية، ووضع الكويت في مصاف الدول المتقدمة بالصناعة النفطية.
ويعتبر الفقيد، أحد مؤسسي شركة البترول الوطنية، إذ رأس مجلس إدارتها وكان العضو المنتدب فيها على مدار نحو 27 عاماً، وذلك خلال الفترة من عام 1971 إلى 1998، وعُرف بسياسته المتوازنة لدى رئاسته للشركة، التي تعد الأبرز بين شركات القطاع النفطي، منذ كانت تتبع القطاع الخاص وبعد تأميمها.
وشهدت «البترول الوطنية» في فترة قيادته لها نقلة نوعية، وهو ما دعا أهل القطاع إلى أن يصفوا الراحل، بقائد النهضة الكبيرة للصناعة النفطية، ففي عهده تم إنشاء وتشغيل مصفاة الشعيبة بطاقة 95 ألف برميل يومياً، ومن ثم توسعتها وتطويرها لتصبح بطاقة 195 ألف برميل يومياً.
ويشهد المتابعون لتطورات القطاع النفطي الكويتي للعم المطير ببصماته الواضحة في شتى مناحي الصناعة النفطية، حيث أنجز تطوير وتوسعة مصافي الأحمدي وميناء عبدالله لتصبح مصافي تكرير كاملة حديثة ومعقدة، وليتم تشغيلها في العام 1988 وتقفز سعتها التكريرية لتُحدث طفرة، نقلت الصناعة النفطية الكويتية لمصاف الدول المتقدمة في هذه الصناعة، ومن إنجازاته في هذا الجانب تشغيل مصنع الأحمدي لتصنيع الغاز المنتج من الحقول النفطية، كما نُقلت في عهده مسؤولية مصفاة الأحمدي من شركة نفط الكويت، التي كانت تعمل بطاقة تكريرية 250 ألف برميل حينها، لتتوسع المصفاة تحت قيادته وترتفع طاقتها التكريرية إلى 466 ألف برميل يومياً.
وفيما استمر عطاء فقيد الكويت كعضو مؤثر في مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية والمجلس الأعلى للبترول، كان للراحل دوراً مشهوداً في تطوير القطاع النفطي ورسم السياسات النفطية المستقبلية، ما دفع القطاع لتحقيق المزيد من النجاح والتميز، عبر تحقيق طفرة نفطية كبيرة على مستوى العديد من المشاريع النفطية العملاقة، التي نشهد نجاحاتها حالياً، والتي رست بالكويت لتكون من الدول الرئيسية ضمن خارطة النفط عالمياً.
ورغم رحيل العم المطير، فإن عزاءنا أن مآثره باقية في شتى مجالات الصناعة النفطية، عبر مساهمته في رسم العديد من السياسات النفطية التي استمر تنفيذها حتى الآن.