المؤلفة البحرينية سحاب: أستعد للكوميديا السوداء بـ «مفتاح صول» و«دايم تقولين خيرة»
المؤلف يعاني بين مطرقة الرقابة وسندان الإنتاج
تعتبر المؤلفة البحرينية سحاب، أن تكسير «التابوهات» والخروج من دائرة المألوف، أحد أهم عناصر حُرية الإبداع للمؤلف، مؤكدة ضرورة الحضور في موقع التصوير. وحول ما يواجهه المؤلف من تحديات، وما تستعد له، كان لـ«الجريدة» معها هذا اللقاء، فإلى التفاصيل:
• كيف تلقيت أصداء عملك “وكأن شيئاً لم يكن”؟
– حقق العمل النجاح المطلوب، وتلقيت حوله تعليقات طيبة من الجمهور والزملاء بالمجال الفني، لكن هذا النجاح هو جهد مشترك بين جميع عناصر العمل، بداية من المخرج حسين الحليبي، الذي حقق توازنا كبيرا بين الالتزام بالنص ورؤية الكاتبة، وقدرته على إدارة العمل بحُرية، وتحقيق رؤيته الإخراجية بأعلى مستويات الجودة.
أود الإشارة إلى أن الفنانة زهرة عرفات، ذات الحضور الطاغي، هي فنانة ملتزمة تجيد الإبداع، وتحقيق رؤية التأليف والإخراج بحنكة فنية، كما أن لديها قدرة مميزة على حفظ النصوص الطويلة بدقة شديدة، وهو ليس حال معظم الفنانين الذين لا يلتزمون بالنص.
• هل تقبلين بخروج الفنان عن النص؟ أم تفضلين التقيد به؟
– أنا أبخل بأعمالي، لذلك لديَّ 17 نصا دراميا لم يتم تصوير سوى 4 منها فقط، هي: “وكأن شيئا لم يكن”، و”سامحني خطيت” و”25 دقيقة”، و”9 فبراير”، إضافة إلى عملين مسرحيين مع الفنانة شجون الهاجري، هما: “tomorrow”، و”I wish”، كما أستغرق ما بين عام إلى عامين في كتابة النص الواحد، إلا أن ذلك لا يشجعني لخروجه للنور إلا في ظروف مناسبة تضمن ظهور العمل بالشكل اللائق، وهذا يشترط عدم الخروج عن النص، حتى لا يبدو العمل مهلهلا، كالكثير من المسلسلات التي تُعرض بالسنوات الأخيرة، كما أشترط حضور التصوير كاملا، ومتابعة الفنانين، وهي شروط لا يقبلها الكثيرون، لذلك أعمالي بطيئة بعض الشيء.
• وكيف كانت أجواء تصوير “وكأن شيئا لم يكن”؟
– كانت رائعة، واستمتعت بها كثيرا، ولا أتدخل إلا في حدود ضيقة، طالما أن الأمور طيبة ولا تحتاج أي تدخل. من الضروري جدا أن يتواجد المؤلف بموقع التصوير، حيث يشترط ذلك بالعقد، لكي “لا يغتصب عمله، أو يتم لي عنقه” في بعض المشاهد، وليكون المؤلف عوناً للفنان في أي لحظة، ومساعدته في الإمساك بخيوط الشخصية، أو من أجل إجراء أي تعديل طارئ، بما لا يخل بالحبكة الدرامية، ليخرج العمل متماسكا بالنهاية، ويستمتع المشاهد بعمل جيد يليق بذائقته الفنية. لذلك، أشيد بالفنانة زهرة عرفات، وسأرشحها لأعمالي القادمة، إلى جانب الموهبة الشابة سارة العنزي، التي أجادت اتقان دورها.
تصوير العمل
• وماذا لديك من أعمال جديدة بالفترة المقبلة؟
– انتهيت من نصين؛ أحدهما بعنوان “فردوس”، وهي قصة جريئة، حيث أميل إلى تكسير “التابوهات” والخروج من دائرة المألوف، الأمر الذي لا تتقبله الرقابة في أغلب الوقت، رغم كونه أهم عناصر حُرية الإبداع الفني الضرورية للمؤلف، لذلك ربما ألجأ إلى تصوير العمل بالبحرين، التي تتيح سقفا أوسع للإبداع، فما بين مطرقة الرقابة وسندان الإنتاج يعاني المؤلف، ويجد صعوبات كثيرة.
ويحمل العمل الثاني عنوان “الناي”، وهو عمل يدور في حقبة التسعينيات، تلك الفترة التي يعشقها الجميع تقريبا، والتي شهدت بيوت الطين، وذكريات التحول الكبيرة في حياة عدة أجيال، كما يتميز بعمق فلسفي كباقي أعمالي.
• هل تفكرين في خوض الكوميديا؟
– أعاني غلبة البُعد الفلسفي على أعمالي، لكن حبي فبي الكوميديا جعلني أتجه لكتابة نص يوازن بين الأمرين، وأستعد خلال الفترة المقبلة، بالتعاون مع عادل يحيى، لتقديم عمل بعنوان “مفتاح صول”، نسبة إلى مفتاح صول بالسلم الموسيقي، والذي لا يكتمل بدونه، وهو عمل يحكي عن علاقات إنسانية لا نستطيع الحياة من دونها، لكن في ثوب الكوميديا السوداء. كما أستعد للتعاون مع جمال الدين مصطفى، في قصة واقعية بعنوان “دايم تقولين خيرة”، بها أحداث عايشتها في حياتي، وهو ليس بجديد على أعمالي التي تتأثر بي وأتأثر بها.
نسبة المشاهدة
• كيف وجدتِ تأثير أزمة كورونا على الدراما الرمضانية؟
– وجدته سلبيا بالتأكيد، حيث تأجَّلت العديد من المشروعات القائمة، وبعضها تعرَّض للإلغاء أو التعليق، وربما في المقابل حظيت الأعمال المعروضة بنسبة مشاهدة مرتفعة، وكنت محظوظة بالتواجد هذا العام، من خلال “وكأن شيئا لم يكن”.