المبعوثة الأممية في العراق: الفشل في تشكيل حكومة لا يبعث على التفاؤل ويزيد من حالة عدم اليقين
حذرت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس-بلاسخارت، من أن الخلافات وغياب القرار السياسي الذي يقود إلى المزيد من الشلل في اتخاذ القرارات، لا يبعث على التفاؤل على حدّ تعبيرها، ويواصل دفع العراق وشعبه نحو المجهول.
ودعت المسؤولة الأممية في إحاطة أمام مجلس الأمن في نيويورك، الثلاثاء، الأطراف العراقية إلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية من أجل النهوض بالبلد وقيام الحكومة بوظائفها كدولة طبيعية.
ويأتي انعقاد الجلسة حول العراق تزامنا مع فشل رئيس الوزراء المكلف، محمد توفيق علاوي، في تشكيل حكومة. كما أعلن قبل أيام رئيس حكومة تصريف الأعمال، عادل عبد المهدي، انسحابه من دوره قائلا إنه لن يقوم بواجباته، وداعيا البرلمان إلى الإعداد لانتخابات مبكرة في كانون الأول/ديسمبر 2020.
مفوضية الانتخابات الجديدة ستحتاج لأن تمتثل لمبادئ الشفافية والمحاسبة والاستقلالية والمهنية — جينين هينيس-بلاسخارت
وأرجعت المسؤولة الأممية فشل رئيس الوزراء في تشكيل الحكومة إلى انعدام الثقة والتفكك. وقالت: “بحسب القانون لدى الرئيس الآن 15 يوما لترشيح رئيس وزراء جديد وستكون حكومته وبرنامجه بحاجة إلى دعم البرلمان. وفي حين تتواصل المشاورات السياسية، يبقى السؤال المطروح هل ستتمكن الأحزاب السياسية من إيجاد مرشح متفق عليه في هذه المدة المحدودة؟”
وأضافت أن كل ذلك يطيل أمد عدم اليقين ويشكل تحديات كبيرة وبذلك تتراجع ثقة الجمهور في الدولة أكثر فأكثر. وشددت على الحاجة إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، مشيرة إلى أن مفوضية الانتخابات الجديدة ستحتاج لأن تمتثل لمبادئ الشفافية والمحاسبة والاستقلالية والمهنية.
5 أشهر على المظاهرات
وعرضت السيّدة هينيس-بلاسخارت آخر المستجدات المتعلقة بالمظاهرات المناهضة للفساد والمطالبة بالإصلاحات مع دخول الاحتجاجات في العراق شهرها السادس. وقالت: “أود أن أبدأ بإشارات تبعث على الأمل، فهناك أمل شعب بقي متحدا من أجل مستقبل أكثر عدالة وازدهارا. وأمل في بناء دولة ذات سيادة ترفض أن تكون ساحة حرب لصراعات لا تخصّها. وأمل في أن يجد العراق نفسه بشكل جيد في أنسب اللحظات من أجل إصلاح سياسي حقيقي ودائم منذ عقود.”
وأضافت: “من المهم بمكان عدم تجميل الواقع القاسي، فالكثير من العراقيين الشجعان يواصلون دفع ثمن لا يمكن تخيّله كي تُسمع أصواتهم. هؤلاء يستحقون أن نعترف بالإساءات التي لا تطاق التي تعرضوا لها.”
لا يمكن لأي رئيس وزراء القيام بذلك بمفرده. كل طرف وقيادي سياسي مسؤول بالكامل عن استعادة ثقة الشعب — جينين هينيس-بلاسخارت
وتطرقت جينين هينيس-بلاسخارت إلى القتل والاختطاف والعنف والترهيب والتهديدات، مشيرة إلى أن تلك تُعد انتهاكات لحقوق الإنسان، وشددت على مسؤولية الدولة عن سلامة وأمن مواطنيها. وأشادت بمشاركة المرأة العرقية في الحراك الشعبي، مشيرة إلى أنه أمر غير مسبوق، ويفتح فصلا جديدا في تاريخ نضال المرأة العراقية.
وقالت مسؤولة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق، يونامي، إن تلبية مطالب الشعب تتطلب جهودا جماعية. “أشدد مرة أخرى على أنه لا يمكن لأي رئيس وزراء أن يسير بمفرده، كل طرف وقيادي سياسي مسؤول بالكامل عن استعادة ثقة الشعب في الحكومة ومؤسساتها.”
المسؤولية والمحاسبة
وركزت المسؤولة الأممية على أهمية مثول مرتكبي الانتهاكات أمام العدالة، مشددة على أن الإفلات من العقاب ينتهي عندما تبدأ المساءلة.
وقالت: “دعوني أشدد على أن العدالة والمساءلة مهمّتان بمكان خاصّة للعراقيين الذين فقدوا أحباءهم بسبب تعبيرهم عن سخطهم على الوضع الاقتصادي الصعب ومطالبتهم بتحسين الحيّز الاجتماعي والسياسي.”
وقالت: “إن أوقات الأزمات تشكل فرص، وأنا فعلا آمل في أن يغتنم القادة العراقيون هذه الفرصة في هذه اللحظة التي نقف فيها على مفترق طرق. إما أن يقفوا مكتوفي الأيدي أو يضعوا أنفسهم في خدمة أبناء وبنات بلدهم. ولكن يجب أن أقول إن نافذة الفرصة الحرجة تضيق بسرعة.”