المركز الإسلامي في روما يعاود نشاطه الثقافي بحضور سفير الكويت
عاود المركز الثقافي الإسلامي في مسجد روما الكبير اليوم السبت نشاطه الثقافي لأول مرة بعد الاغلاق الطويل بسبب جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) وذلك بتنظيم (المهرجان الثقافي العربي الثالث) بعنوان «الثقافة مصدر أساسي للحوار من أجل السلام».
وتقدم سفير الكويت لدى إيطاليا الشيخ عزام الصباح الحضور في فعاليات المهرجان الذي نظمته جمعية (عرب ايطاليا) والمركز الثقافي الاسلامي وبرعاية رئيس اقليم لاتسيو نيكولا زينغاريتي وعمدة العاصمة روبرتو غوالتييري ومشاركة وحضور ممثلي الديبلوماسية العربية والإسلامية في روما ولفيف من المثقفين والإعلاميين والفنانين الإيطاليين والعرب.
رمز لحوار الحضارات
وفي كلمته الرئيسية بافتتاح المهرجان شدد الشيخ عزام الصباح على أهمية تنظيم هذا المنتدى في صرح المركز الثقافي الاسلامي الملحق بمسجد روما الأكبر في أوروبا ليستأنف نشاطه كرمز لحوار الحضارات والثقافات، مثنيا على جهود مؤسس المهرجان الدكتور حسن صبري والأمين العام للمركز الاسلامي عبدالله رضوان.
وقال السفير إن التاريخ كما يشير عنوان المهرجان مليء بأمثلة ملموسة تؤكد دور الثقافة وانعكاساتها الايجابية على مواطني الشرق والغرب الذين استفادوا من دور العلماء من كلا الجانبين في مختلف المجالات.
ونوه بدور ايطاليا النموذجي المنفتح على الثقافات والحضارات حيث كانت بوتقة للدراسات العربية والإسلامية في أوروبا والتواصل الحضاري الذي أنتج عبر العصور إبداعات في مجالات الطب والجغرافيا والفيزياء والترجمة كما «تبقى ايطاليا جسرا ممدودا بين ضفتي المتوسط وملتقى للثقافات وتتقدم الدول الأوروبية بجهودها الانسانية والتنموية مع دول جنوب المتوسط».
وفي هذا الصدد أشار الى الدور الفعال الذي تضطلع به الكويت في مجال الثقافة داخل وخارج حدودها، مشيرا الى مبادراتها الثقافية الناجحة مثل مجلة (العربي) التي تصدرها وزارة الاعلام الكويتية شهريا منذ 63 عاما ويشارك في تحريرها صفوة الكتاب في العالم العربي والمهجر ولا تقتصر مقالاتها على الوطن العربي بل العالم كله.
وفيما أكد أن «الكويت تؤمن إيمانا كبيرا بأهمية التلاقي الثقافي في التقريب بين الشعوب وتعزيز الحوار والسلام» قال «اننا في الوطن العربي نشعر بتقارب وانسجام ثقافي مع الشعب الايطالي ليس فقط للقرب الجغرافي بل للقواسم المشتركة والانسجام بين ثقافات شعوبنا التي خلفها التبادل التجاري والتواصل والانخراط منذ العصور القديمة».
انطلاق للخروج من الجائحة
من جانبه شدد الدكتور عبدالله رضوان على أهمية هذه الفعالية والحضور فيها وبما يمثل مؤشرا جميلا على عودة انطلاق للخروج من الجائحة كي تستمر الحياة بهزيمة الفيروس الذي فرق بين الناس وكما تمثل رمزا لتحدي هذا الفيروس بعد أشهر ظل فيها المركز الاسلامي مغلقا دون نشاط ديني ولا ثقافي.
وقال الأمين العام للمركز ان فتح المركز الاسلامي وجامع روما الكبير للأنشطة الثقافية يعد نموذجا سيعرض على الأمم المتحدة لتعميمه كنموذج يحتذى به لانفتاح دور العبادة على الثقافة، مؤكدا أن الحضور الحاشد اليوم يعني أن المركز يبقى حيا رغم الجائحة.
طور النضوج
بدورها اعتبرت المستشارة في حكومة اقليم لاتسيو فالنتينا غريبو والتي مثلت رئيس الاقليم الذي يضم العاصمة الايطالية أن انطلاق هذه الفعالية التفاعلية في المركز الاسلامي ودوره الثقافي يجسدان الاندماج في طور النضوج، مؤكدة ما أشار اليه سفير الكويت أن «جذور حضارتنا مشبعة بالثقافة العربية».
وأعرب مستشار الثقافة في بلدية روما ميغيل غوتور عن سعادته بالحضور في المركز الاسلامي بوصفه معقلا دينيا وحضاريا ممثلا شخصيا عن عمدة العاصمة روبرتو غوالتيري حاملا تحياته الى المهرجان تصاحبه الفرقة الموسيقية لشرطة العاصمة والتي استقبلت بمعزوفاتها المشاركين في المهرجان والمنتدى الثقافي.
وشهد المنتدى ثلاث حلقات نقاشية سياسية حول «الصراعات القائمة والهجرة وتحديات الديموقراطية» وأخرى صحية حول «نجاح التضامن في مواجهة فيروس كورونا» وثالثة ثقافية حول «دور الثقافة كمفتاح للتعارف والتبادل والحوار» كما تضمن معرضا لنقوش الحناء وعزفا للموسيقى العربية مع تقديم مأكولات عربية تقليدية.