المهمّل: دولة الكويت حريصة على تعزيز وتطوير الإجراءات المرتبطة بمكافحة الفساد وترسيخ قيم النزاهة والشفافية
أكد نائب رئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) المستشار نواف المهمّل سعي دولة الكويت في العقدين الماضيين إلى تعزيز وتطوير ووضع المزيد من إجراءاتها وسياساتها المرتبطة بمنع الفساد ومكافحته وترسيخ قيم النزاهة والشفافية، حيث أنه إثر انضمامها إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، توجهت دولة الكويت مباشرةً إلى بحث ودراسة سبل التطبيق الأمثل لأحكام الاتفاقية على الصعيد الوطني من المنظورين التشريعي والمؤسسي.
جاء ذلك خلال مشاركة (نزاهة) في الدورة العاشرة لجمعية الأطراف التابعة للأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد (IACA)، وأضاف المهمّل قائلا: من واقع الاهتمام الكبير بإيجاد المناخ المناسب والجيد لمتطلبات تنفيذ أحكام الاتفاقية، قامت دولة الكويت بإنشاء هيئة عامة مستقلة لمكافحة الفساد تتولى من بين جملة أهدافها، تطبيق أحكام الاتفاقية وتعزيز مقومات وآليات التعاون عبر الوطني مع المنظمات الدولية ذات العلاقة بمنع ومكافحة الفساد، هذا بالإضافة إلى إصدار حزمة جديدة ومتطورة من التشريعات الرامية لمنع ومكافحة جرائم الفساد في شتى صورها وأشكالها، واستكمالاً لجهودها، أطلقت دولة الكويت استراتيجيتها الأولى لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، لتأتي انعكاساً لإيمان دولة الكويت العميق بضرورة التخطيط الجيد والمستمر للجهود الوطنية الداعمة لمنع ومكافحة الفساد وتطبيق نصوص وأحكام الاتفاقية بصورةٍ مُحكمة أكثر اتساعاً وشمولاً وفاعلية بما يتسق مع مقتضيات تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (2030).
وقال المهمّل: على مستوى اتخاذ التدابير الوقائية وإعداد وتنظيم البرامج التدريبية، تُولي الهيئة العامة لمكافحة الفساد بدولة الكويت، اهتمامًا كبيرًا بسياسات وتدابير الوقاية من الفساد وتنفيذ البرامج التدريبية، من خلال ابتكار الآليات والإجراءات الكفيلة بتحقيق سبل الوقاية المطلوبة، وإعداد وتنفيذ المشروعات التوعوية والتثقيفية والتدريبية بالتنسيق والتعاون مع كافة المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني سواء في داخل دولة الكويت أو خارجها من أجل التعريف بمخاطر الفساد وآثاره، وتعزيز دور المجتمع في الأنشطة المناهضة للفساد ومكافحته.
وأشار المهمّل إلى تثمين دولة الكويت للدور المؤثر الكبير الذي تلعبه الأكاديمية في مجالات التوعية والتثقيف والتدريب الأكاديمي المرتبط بمجالي منع ومكافحة الفساد، الأمر الذي يؤكد على أهمية مساندة الأكاديمية ودعمها في إطار تعزيز وتطوير رسالتها الدولية الرائدة وتحقيق أهدافها الاستراتيجية الرامية إلى إنماء التعاون الدولي وتوثيق الترابط الشبكي والوفاء بأعلى المعايير الأكاديمية والمهنية في منع ومناهضة الفساد، ومن هذا المنطلق وبمناسبة الأزمة الصحية العالمية التي مرت بها جميع دول العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، والتي لا تزال تداعياتها الخطيرة تؤثر على مجتمعاتنا الوطنية وتٌلقي بظلالها الوخيمة لتُعرقل الجهود الداخلية الهادفة لتنفيذ خطط وبرامج واستراتيجيات منع ومكافحة الفساد.
وأكد المهمّل على أهمية توجه الأكاديمية نحو التعاطي في برامجها القادمة مع أفضل السبل والممارسات الجيدة لمنع ومكافحة الفساد خلال أوقات الطوارئ والأزمات، وذلك على خلفية ما أبرزته هذه الأزمة العالمية من ضرورات تقتضي تخصيص واتخاذ إجراءات وتدابير استثنائية متوازنة تكفل استمرار وانتظام تدابير مناهضة الفساد خلال الأزمات والطوارئ.