«الناتو»: علينا الاستعداد لحرب طويلة في أوكرانيا
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، إنه يتعين على دول الحلف الاستعداد لحرب طويلة في أوكرانيا، بينما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الانسحاب من أوكرانيا.
وذكر في كلمة له، الاثنين، أمام الجمعية البرلمانية للحلف الأطلسي التي تعقد اجتماعها السنوي في مدريد، أنه يجب الاستعداد لحرب طويلة؛ مشيراً إلى أنه «على الرغم من الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه بوتين في تقدير بسالة الشعب الأوكراني، ووحدة الصف بين أعضاء الحلف الأطلسي، وعلى الرغم من الانتكاسات التي مُنيت بها القوات الروسية مؤخراً، فلا يجب التقليل من شأن القدرة العسكرية الروسية… وعلينا الاستعداد لمساعدة أوكرانيا لفترة طويلة».
وقال ستولتنبرغ إنّ هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا حول طاولة المفاوضات؛ لكنه شدّد على أنّ نتيجة هذه المفاوضات يجب أن تكون مقبولة من أوكرانيا، وأنّ السبيل إلى ذلك هو زيادة الدعم لها «لأن المفاوضات لا يمكن أن تؤدي إلى انتصار الاستخدام الوحشي للقوة».
وفي حوار مع الصحافيين، اعترف ستولتنبرغ بأن الحلف تأخر في تقديم العون العسكري إلى أوكرانيا، والذي كان يجب أن يبدأ قبل الغزو بكثير، وحذّر من تكرار الخطأ نفسه بالنسبة لمولدافيا وجورجيا.
وقال إن القمة التي سيعقدها الحلف العام المقبل في ليتوانيا ستعتمد نسبة 2 في المائة من الناتج القومي للدول الأعضاء للإنفاق العسكري، كحد أدنى، وليس كسقف كما هو مقرر في الوقت الراهن.
من جهته، دعا رئيس الوزراء الإسباني سانشيز، الرئيس الروسي، إلى الانسحاب من أوكرانيا، وتوجّه إليه في كلمة أمام الجمعية: «دع أوكرانيا وشأنها»، مؤكداً أنه ما دامت «هذه الحرب العبثية» مستمرة، فإن الدول الحليفة ستبقى موحدة الصفوف إلى جانب الحكومة الأوكرانية، في دفاعها عن سيادة بلادها ووحدة أراضيها.
وقال سانشيز إنّ الحلف الأطلسي حقق نقلة نوعية في مواجهة الحسابات الخاطئة للرئيس الروسي، منوّهاً بالسرعة والحزم والفطنة التي تميّز بها رد الحلف الأطلسي على غزو أوكرانيا. وطالب بالحفاظ على الحزم ووحدة الموقف، والرويّة، وتحاشي التصعيد في هذا النزاع؛ مشيراً إلى حادثة الصاروخ الذي وقع مؤخراً داخل الأراضي البولندية، مستبعداً أن يكون قد أُطلق من الأراضي الروسية كما زعمت أوكرانيا.
وشدّد رئيس الوزراء الإسباني على أن جرائم الحرب لا يمكن أن تمرّ من غير عقاب؛ مشيراً إلى أن بلاده أوفدت فريقاً من خبراء الشرطة للتعاون مع السلطات الأوكرانية في التحقيقات وتجميع الأدلة. وقال سانشيز إنّ «العدو ليس الشعب الروسي؛ بل نظام الاستبداد الذي يقوده بوتين»؛ مشيراً إلى أنّ إسبانيا قدّمت حتى الآن مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا بقيمة تزيد عن 270 مليون يورو، وأنّه في نهاية الشهر الحالي سيكون مركز التدريب المخصص للجيش الأوكراني جاهزاً لاستقبال عناصر القوات المسلحة الأوكرانية. ونوّه سانشيز بالتضامن الذي أبداه الشعب الإسباني، باستقباله أكثر من 135 ألف لاجئ أوكراني منذ بداية الحرب.
وكانت لافتةً الكلمة التي ألقاها الرئيس الحالي للجمعية البرلمانية الأطلسية، الأميركي جيرالد كونيلي، وقال فيها إن الاستبداد الذي يهدد الدول الغربية لا يأتي فقط من الاتحاد الروسي أو الصين؛ بل من داخل المجتمعات الغربية أيضاً؛ مشيراً إلى الهجوم الذي قام به أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على مبنى «الكابيتول» مطالع العام الفائت.