ترند

النجم السوري جمال سليمان: السوشال ميديا أصبحت مكاناً لنشر الكراهية والانحطاط في المجتمع

حقق نجاحاً كبيراً عام 2022 بمسلسلات «مين قال» و»الاختيار3» و»ظل»، ويشارك في السباق الرمضاني المقبل بمسلسل «عملة نادرة» مع النجمة نيللي كريم لأول مرة، والرابعة فنيّاً مع «العدل غروب». النجم السوري الكبير جمال سليمان يتحدث لـ» لها» عن مسلسل «عملة نادرة»، ويكشف عن رأيه في العمل مع شركة الإنتاج «العدل غروب»، وكذلك رأيه في النجمة نيللي كريم على المستويين الفني والإنساني، والنجمة جومانا مراد والدراما السورية والحال التي آلت إليها اليوم، كما يتحدث عن ميول ابنه محمد الفنية، وعلاقته بالمسرح والشخصية التي يحلم بتجسيدها فنياً وذكرياته في وطنه سورية، ويفصح عن أسباب تصدّره لـ»التريند» أخيراً وسر مقاطعته السوشيال ميديا لفترة معينة.

– تشارك في السباق الرمضاني المقبل بمسلسل «عملة نادرة» مع «العدل غروب»، كيف ترى تعاونك معهم فنيّاً؟

أرى أن العمل مع شركة إنتاج «العدل غروب» ممتع جداً، لأنها تحرص على تقديم فن بمستوى عالٍ للجمهور، وهذا المسلسل هو رابع تعاون لي معهم في مسيرتي الفنية، فقد قدّمنا معاً خلال السنوات الماضية أعمالاً درامية ناجحة، ولا يزال يتذّكرها المشاهدون، وهي: «قصة حب» و»الشوارع الخلفية» و»سيدنا السيد»، وهذه الأعمال شكّلت إضافة كبيرة الى رصيدي الفني، كما أن مسلسل «عملة نادرة» هو التعاون الثاني بيني وبين الدكتور مدحت العدل بعد مسلسل «قصة حب». وفي الحقيقة، أستمتع بتجسيد شخصيات من أعماله الدرامية لأنها تحمل دائماً رسائل اجتماعية وإنسانية، الى جانب المتعة والتشويق، لذلك أنا سعيد بتعاوني مع هذه الشركة وأتمنى أن ينال مسلسل «عملة نادرة» إعجاب المشاهدين ويحقق نجاحاً باهراً خلال عرضه في شهر رمضان المقبل.

– حدّثنا عن كواليس لقائك الأول بالنجمة نيللي كريم في المسلسل؟

نيللي كريم هي اليوم من أكبر نجمات الوطن العربي، وقدّمت مسلسلات رائعة في السنوات الأخيرة، تألقت من خلالها، وهي: «سجن النسا»، «ذات»، و»بـ100 وش» العمل الكوميدي المميز. نيللي كريم ممثلة بارعة وإنسانة طيبة تتعامل بالحسنى مع الآخرين.

– قدّمت أكثر من عمل درامي هذا العام، وخاصة في موسم رمضان، ألا ترى أن ظهور الفنان الكثيف على الساحة الفنية قد يحرقه فنيّاً؟

عموماً أنا لا أحب المشاركة في أكثر من عمل فني، سواء في شهر رمضان أو خارجه، لكن حين قدمّت مسلسل «مين قال» في رمضان الماضي، لم يكن مخططاً له أن يُعرض في ذلك الموسم، ومع ذلك أحبّه الجمهور كثيراً، وكان مقرراً عرضه على منصة «شاهد» و»إم بي سي مصر»، ومسلسل «ظل» عُرض على محطات فضائية عربية عدة، أما المسلسل الأخير «الاختيار3»، فقد كان مفاجأة بالنسبة إليّ، وشاركت فيه ضيف شرف، وحقق انتشاراً في مصر والوطن العربي.

 

– أعمالك الفنية تتنوع بين الطابع الصعيدي والوطني والاجتماعي… ما هي المعايير التي تختار على أساسها هذه الأعمال؟

على كل ممثل أن يستفيد قدر الإمكان من الظروف التي تتيحها له صناعة الفن المحكومة باتجاهات معينة كي يقدّم أفضل ما عنده. أحياناً، تُعرض عليّ أعمال من نوع معين، فأخاف أن أصبح أسير هذه النوعية حتى لو شعر الكثيرون أنني أحقق نجاحاً فيها، علماً أن بريق النجاح في هذه النوعية من الأدوار سيخفت مع تكرارها المستمر، لذلك أبحث دائماً عن الجديد والمختلف في الأعمال المعروضة عليَّ.

– كيف ترى مسلسلات المنصات الرقمية التي حققت انتشاراً في الفترة الأخيرة؟

بعض هذه المسلسلات كان رائعاً جداً، والمنصات الرقمية استطاعت أن تُحدث تغييراً إيجابياً في صناعة الفن، بحيث أتاحت الفرصة للكتّاب والمخرجين والفنانين لتقديم مسلسلات مختلفة ومؤلفة من 3 أو 6 أو 15 حلقة، وبالتالي لم نعد مضطرين لسرد أي حكاية درامية في 30 حلقة، حتى وإن لم تكن الحكاية تحتمل أكثر من عشر حلقات لعرضها، وأؤكد أن هناك مسلسلات قصيرة عُرضت في الفترة الأخيرة أمام المشاهدين وكانت مميزة، سواء من حيث الإخراج أو التأليف أو أداء الممثلين، وهذه ميزة تُحسب لمسلسلات المنصات أخيراً.

– هل تشعر بأن الدراما السورية تراجعت فنياً اليوم مقارنةً بالماضي؟

الدراما السورية تعاني مثلما يعاني وطني سوريا بسبب اندلاع الحرب، ومع ذلك تبقى هذه الدراما فخراً للصناعات السورية، لكن رغم الظروف الإنتاجية والتسويقية التي أصبحت صعبة للغاية، يظل هناك كتّاب ومخرجون وممثلون سوريون يحاولون جاهدين الدفاع عن الدراما السورية وتقديم أعمال فنية جيدة، بحيث يظهر كل عام خلال السنوات الأخيرة عمل أو عملان لافتان، لكن هذا لا ينفي وجود أعمال فنية رديئة المستوى بسبب اقتحام المهنة من عدد من المنتجين الأميين الذين لا يملكون أي طموح فني، وتقديمهم أعمالاً فنية تسيء الى هذه الصناعة.

– شاركت في فيلم «الكاهن» عام 2022، لكنه لم يحظَ بالنجاح المتوقع رغم انضمام نجوم كبار إليه مثل إياد نصار وحسين فهمي ومحمود حميدة، ما تعليقك؟

أرى أن تجربة فيلم «الكاهن» جيدة وقُدّمت باحتراف من الناحيتين الفنية والإنتاجية؛ وسعدت كثيراً بها، علماً أن النجاح الجماهيري ليس دائماً الفيصل للحكم على الأعمال الفنية، فقد شاهدنا عدداً من الأفلام السينمائية التي حققت نجاحاً كبيراً رغم مستواها المتواضع، والعكس صحيح بحيث تابعنا أعمالاً سينمائية كانت جيدة فنيّاً ولم تحقق النجاح الجماهيري المتوقع. أما فيلم «الكاهن» فأعتبره إضافة إلى رصيدي الفني أو الى صناعة السينما المصرية، لأنه تطرّق الى موضوع حديث ومعاصر، وهو إتاحة معلوماتنا الشخصية كمواطنين من خلال الإنترنت والسوشيال ميديا، حتى مراسلاتنا العائلية والاجتماعية وأسرارنا الخاصة باتت موجودة على «سيرفرات» لأشخاص معينين في العالم، ومن يملك هذه المواقع يملك العالم بأسره، لذلك كان موضوع الفيلم جريئاً ومهمّاً، ولا شك في أن هناك دولاً تتصارع من أجل الحصول على هذه المعلومات؛ وثمة أمر مهم لا ينتبه إليه الناس العاديون، لكنه خطير للغاية، وهو أن من يملك كل هذه «السيرفرات» لديه كل المعلومات وقادر على التخطيط والتلاعب بمصائر الناس.

– يشهد المسرح في الفترة الحالية انتعاشة كبيرة، وعاد إليه نجوم كثر، ألا تفكر في تقديم عمل مسرحي في عام 2023؟

أحنّ دائماً الى المسرح وسعيد للغاية بانتعاشته في الفترة الحالية، فالمسرح فن عظيم وكان شبه منسي في فترة زمنية معينة، لذلك أتمنى أن أخوض تجربة مسرحية، سواء كممثل أو مخرج، فقد درست الإخراج المسرحي في الماضي، لكن أحب الظهور على المسرح بعمل يناسبني، فالمسرح ليس فقط خشبة يقف عليها بعض الممثلين، بل هو بالنسبة إليّ أكبر من ذلك بكثير.

– تصدّرت أخيراً «التريند» حين نشرت صورة جمعتك مع عائلتك في السويد، ما تعليقك؟

تفرّق العائلات السورية وانتشارها في عدد من دول العالم أصبحا أمراً في غاية الأهمية، فالعائلة الواحدة تشتت أفرادها في بلدان مختلفة، وفي أحيان كثيرة يعجز هؤلاء عن رؤية بعضهم البعض لعدم قدرتهم على عبور حدود دول معينة على سبيل المثال، لذلك حصلت منذ فترة وبصعوبة كبيرة على تأشيرة دخول الى دولة السويد لمدة أسبوع فقط، حيث كنت عضواً في لجنة تحكيم «مهرجان مالمو السينمائي»، وكانت بالنسبة إليّ فرصة ثمينة لأرى أشقائي الثلاثة الذين يعيشون في السويد، علماً أن لي شقيقاً آخر يقيم في الكويت، وشقيقة في الدنمارك وأخرى في الإمارات، وحين وصلت إلى السويد سُررت برؤية أشقائي وأولادهم فيها، فأنا لم أرَهم منذ أربع سنوات تقريباً، لذلك أعتقد أن اللقاءات العائلية الخاصة بالفنانين تلامس مشاعر الجمهور، حيث إن كثيراً من العائلات تتلهّف للقاء أحبّائها الذين يعيشون في الغربة، ولذلك شدّت صورتي مع عائلتي في السويد اهتمام الكثيرين وتصدّرت «التريند» حين نشرتها عبر حسابي في «إنستغرام».

– كيف مر عليك عام 2022؟

هذا السؤال صعب للغاية بالنسبة الى أي مواطن سوري، فمهما كانت النجاحات كبيرة فيها على المستويين الشخصي والفني، إلا أن هذا لا ينفي حقيقة أن المواطنين السوريين يعيشون مأساة كبيرة، لأن مقوّمات الحياة الأساسية لم تعد موجودة، وهاجر الكثير من السوريين الى دول العالم، ولم يعودوا يعلمون ما إذا كانوا سيكملون بقية حياتهم في بلاد الاغتراب أم سيعودون الى وطنهم الأم، كما لا يمكننا أن ننسى المناسبات الجميلة التي عشناها في سوريا، فالإحساس بفقدان الوطن محزن للغاية، ولا شيء يعوّض عن الوطن، حتى أبناؤه الذين لا نعرفهم نرى دائماً مآسيهم في الحياة بالبُعد عن الوطن عبر السوشيال ميديا، وأنا جزء من هذه المأساة.

– هل قبلت اعتذار الفنانة السورية ميريام عطاالله بعد هجومها عليك أخيراً بسبب موقفك الوطني السوري؟

بصراحة، لم ألتفت الى حديثها ولا يهمّني اعتذارها، فهذه الأمور لا تعنيني من الأساس وخارج نطاق اهتماماتي.

– هل تتمنى تقديم شخصية معينة في العام الجديد؟

لطالما حلمت بتقديم شخصية العلاّمة والقاضي وصاحب نظرية علم الاجتماع السياسي «ابن خلدون»، لأن حياته في ذلك الوقت كانت مشوّقة ومثيرة جداً، ويمكن أن أتعلّم منها دروساً كثيرة تفوق التصوّر، وأقدّمها في مسلسل عظيم بغض النظر عن أن المسلسلات التاريخية تُقدّم دائماً من وجهة نظر الملوك والأمراء وقادة الجيوش، لكن جميلٌ أن نقدّم مسلسل «ابن خلدون» من وجهة نظر أنه شخص استطاع تأسيس علم التاريخ والاجتماع والسياسة، ذلك أنه يرى هذه الأمور من منظور معين، بالإضافة إلى أنه بعد انقضاء شهر رمضان سيتم الانتهاء من النسخة الثالثة لنص إدريس السنوسي؛ وسأبدأ بتصوير شخصية الملك الليبي إدريس السنوسي التي أقدّمها فيه، وسيكون من الأعمال الفنية المهمة بالنسبة إليّ.

– كيف تتعامل مع السوشيال ميديا على المستويين المهني والشخصي؟

السوشيال ميديا سهّلت أموراً كثيرة في الحياة، بحيث أصبحنا اليوم قادرين على التواصل مع جميع الأشخاص في أي مكان في العالم، ففي الماضي كنا نضطر للسفر خارج البلاد من أجل عقد اجتماع عمل، أما حالياً فيمكننا القيام بذلك من خلال «فيديو كول» أو تطبيقات لتبادل الأفكار المختلفة، وهذه من إيجابيات السوشيال ميديا، أما سلبياتها فتكمن في أنها أصبحت مكاناً لنشر الكراهية والانحطاط في المجتمع، لذا قاطعت في فترة معينة مواقع التواصل الاجتماعي لأنني قررت أن أستمر في محبّتي للناس، وذلك بعدما شعرت أنني لو بقيت ناشطاً عليها فستحدث بيني وبين بعض الأشخاص خصومات، وبالتالي ستصبح نظرتي إليهم سلبية، فابتعدت عنها لفترة ثم عدت لاستخدامها تدريجاً، لأنني أعي جيداً ما الذي يهمّني فيها.

– هل لدى ابنك محمد ميول فنية، خاصة أنه لفت النظر بعد ظهوره معك أخيراً في إحدى المناسبات؟

محمد يحب الفن، لكن ميوله الفنية لم تتيلور بعد، فمادة المسرح أساسية في دراسته وهو يهتم بها كثيراً، وأحياناً يُطلب منه كتابة مسرحيات صغيرة، فأشاركه في كتابتها، وقد كتبنا أخيراً مسرحية عن شاب كان يحلم بأن يصبح فناناً تشكيليّاً، ومثله الأعلى في الحياة هو الرسام الإسباني الشهير سيلفادور دالي، وهو يستحضره في خياله ويدور بينهما حوار طويل… كانت مسرحية صغيرة مميزة تتحدث عن كيفية رؤية الفنان للواقع. كما يهتم ابني بعمل أبحاث معينة، وكذلك بالتاريخ والعلاقات الدولية والأمم المتحدة.

– ما هي رسالتك للنجمة السورية جومانا مراد، لا سيما أنكما تتشاركان في مسلسل «عملة نادرة» بعد مضي 18 عاماً على آخر عمل قدّمتماه معاً؟

أولاً، أعزّي جومانا بوفاة والدها نهاية العام الماضي، وأدعو الله أن يُلهمها الصبر في هذه المحنة، وقد التقيت بها منذ 18 عاماً في مسلسل «الخيط الأبيض»، وسعيد بتعاوني معها للمرة الثانية في مسلسل «عملة نادرة» الذي سيُعرض في موسم رمضان المقبل.

– هل تفضّل أماكن معينة للسفر؟

أحب السفر الى الدول الأوروبية في فصلَي الشتاء والخريف، لأنني أعشق رؤية أوراق الشجر وهي تتساقط في الشوارع، أما في الصيف فأحب الذهاب الى أي مدينة تطلّ على البحر، كما أعشق السفر الى دبي كل فترة فأراها عجيبة ومميزة واستثنائية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى