الهيئة الخيرية تفتتح مجمع هاريبور التعليمي لرعاية الأيتام في باكستان
افتتحت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية صباح اليوم الأحد مجمع هاريبور التعليمي لرعاية الأيتام في جمهورية باكستان بدعم من المحسن سلمان محمد الحميدان وأهل الخير في الكويت، وبالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH) ) ومؤسسة خُبيب الباكستانية، بحضور الوزير الفيدرالي للطاقة بجمهورية باكستان الإسلامية عمر أيوب خان ووزير الاتصالات والأشغال الاتحادي الأسبق يوسف أيوب خان.
وجرت وقائع افتتاح المجمع التعليمي عبر آلية البث المباشر المشترك بين الكويت وباكستان بحضور لفيف من المسؤولين وقيادات العمل الخيري من البلدين، واشتمل المشروع على مجموعة من المرافق الإيوائية والتعليمية والتدريبية والسكنية والصحية والخدمية التي تقدم رعاية مجانية شاملة للأيتام والأطفال الفقراء الذين فقدوا آباءهم جراء زلزال باكستان في 2005 وفق منهج تربوي موحد على أسس علمية.
رسالة تأهيلية
وقال رئيس الهيئة الخيرية والمستشار بالديوان الأميري د. عبد الله المعتوق في كلمته خلال حفل الافتتاح إن رسالة هذا المشروع التعليمي النوعي تأهيلية وتعليمية وصحية ومعيشية لأيتام منطقة هاريبور الباكستانية وأطفالها الفقراء، لافتًا إلى أنه يتكون من سكن لـ 190 يتيمًا، ومعهد تدريب مهني لـ 1000 متدرب، ومدرسة تسع 576 طالبًا وطالبة، ووحدة صحية ومخبز آلي وبئر ارتوازية، ومحطة طاقة الشمسية وخزان مياه لخدمة 1128 مستفيدًا.
وأضاف إن هذا المشروع يأتي في إطار التوجه الاستراتيجي للهيئة نحو المشاريع التنموية والتعليمية التي تسهم في بناء الإنسان، مشيرًا إلى إن استراتيجية الهيئة التي تمتد من (2020-2024)، تسعى إلى تعظيم المسار الوقفي والتنموي للهيئة، ورسالتها تتمحور حول تمكين الإنسان تَعْلِيمِيًّا وَثَقَافِيًّا وَاقْتِصَادِيًّا، ليكون قادرًا على إحداث التأثير الإيجابي في مجتمعه، عبر برامج نوعية عالية الجودة، وشراكات فعالة.
وتابع د.المعتوق قائلاً: إن طموحنا في الهيئة الخيرية يكمن في إحداث الأثر الأكبر في مجال تمكين الإنسان بنطاق عمل الهيئة الجغرافي من خلال مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تركز على التعريف بالثقافة الإسلامية الوسطية ، والتمكين الاقتصادي لأصحاب الحاجة، وتوفير فرص تعليمية وتأهيلية تحقق مخرجات نوعية، وبناء القدرات الداخلية للمؤسسات الميدانية الشريكة، وتعظيم الموارد المالية الخيرية واستدامتها ، وتنمية الأصول الاستثمارية وتعظيم عوائدها.
وأشار إلى إن خطة الهيئة تشتمل على مجموعة من الأهداف التمكينية، الرامية إلى رفع الكفاءة التشغيلية وتطوير شراكات استراتيجية فعالة، وصناعة خدمات ومنتجات نوعية مبتكرة، وتحقيق التواصل الفعال تحقيقًا لرضا المتبرعين والمستفيدين وتعظيمًا للأثر، موضحًا أن هذه الأهداف ترجمت إلى أكثر من 30 مبادرة استراتيجية، بهدف تحقيق الأثر المطلوب ورفع مستوى أداء الهيئة.
ووجه د.المعتوق خالص الشكر وعظيم الامتنان والتقدير إلى صاحب السمو لتوجيهاته السامية الداعمة للعمل الخيري، سائلًا المولى عز وجل أن يمن عليه بالشفاء العاجل، وأن يعود بسلامة الله وحفظه إلى وطنه وشعبه لمواصلة مسيرة العطاء الوطني والخيري.
وأردف قائلًا: إن سعادتنا بافتتاح هذا المشروع لا تقل عن سعادة أبناء منطقة هاريبور المستفيدين من هذا المشروع، موجهًا الشكر لجميع من أسهم في هذا الإنجاز الكبير من متبرعين ومتطوعين وعاملين ، وعلي رأسهم رجل البر والعطاء العم سلمان محمد الحميدان ، لدعمه السخي لهذا المشروع الذي أدخل السعادة على قلوب الآلاف من الفقراء والأيتام والطلبة.
كما وجه الشكر لأهل الخير والإحسان في الكويت الذين كان لهم الفضل بعد الله تعالى في تدشين هذا المشروع التعليمي النوعي وغيره من المشاريع الإغاثية والصحية والتنموية للهيئة الخيرية.
وأعرب د.المعتوق عن تقديره لأركان سفارتنا في باكستان لحضورهم الدائم في مثل هذه المناسبات الإنسانية ودورهم الرائد في تذليل الصعاب وتقديم التسهيلات لوفودنا الإغاثية، مثمنًا جهود شركاء الهيئة ممثلين في هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH ) ومؤسسة خُبيب الباكستانية لدورهما الاحترافي في تنفيذ هذا المشروع.
تعزيز العلاقات المشتركة
ومن جهته قال ممثل سفير دولة الكويت في باكستان السفير فهد المزعل في كلمته إن مثل هذه المشاريع الخيرية تعكس متانة العلاقات الكويتية ـ الباكستانية المشتركة وقوتها، وتعزز مسيرتها التاريخية، مؤكدًا أن ما يجمع الشعبين الكويتي والباكستاني يتجاوز حدود العلاقات البروتوكولية إلى أواصر الأخوة الإسلامية وروابط الصداقة المخلصة.
وتابع قائلًا: لا ننسى لجمهورية باكستان وقفتها الشجاعة ومناصرتها للحق الكويتي إبان فترة الغزو الغاشم على الكويت في أغسطس 1990م، ولهذا سيبقى اسم باكستان عنوانًا للصداقة والأخوة الحقة في قلب كل كويتي لوقوفها مع أشقائها في أنبل مهمة، وهي رفض الظلم والغدر الذي تعرضت له، وكان من نتيجة مثل هذه المواقف المنصفة عودة الكويت إلى شعبها واستعادتها دورها الخيري الريادي في العالم.
وفي معرض إشادته بالمجمع التعليمي النوعي لرعاية الأيتام، قال إن التشريع الإسلامي شدد على أهمية كفالة الأيتام وإحاطتها بالرعاية والمودة والرحمة، وأقر لها من الحقوق ما يكفل لها حياة كريمة، مؤكدًا أن إقامة هذا المجمع التعليمي هو جزء يسير من حقوق هذه الشريحة التي تحتاج إلى الرعاية الصحية المستمرة، والتوجيه المستدام، والإحساس بالدفء المجتمعي، والتكوين العلمي.
وأشار إلى احتفال المجتمع الإنساني العالمي في 9 سبتمبر بالذكرى السادسة لتتويج سمو الأمير قائدًا للعمل الإنساني، وتسمية الكويت مركزًا للعمل الإنساني، تقديرًا للمواقف الإنسانية الدولية لسمو الأمير، ودعمه المتواصل لمسيرة العمل الإنساني، وإرسائه مفهوم الدبلوماسية الإنسانية ليصبح ركيزة أساسية من ركائز السياسة الخارجية الكويتية.
ووجه الشكر لأهل الخير والعطاء الذين جادوا بأموالهم لإسعاد الأيتام والفقراء وإدخال الفرحة على قلوبهم، ورسم الابتسامة على وجوههم، مثمنًا جهود الجهات التي أسهمت في إقامة هذا المشروع الرائد، وعلي رأسها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
مشروع متكامل
وبدوره قال نائب رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية للعلاقات الخارجية حسن ايناجي إن المشروع التعليمي التنموي الرائد سيقدم خدمات نوعية لشريحة الأيتام التي أمر الإسلام الحنيف بالإحسان إليها والعناية بها، وسيكون
له عظيم الأثر والفائدة على المحتاجين من شعب المنطقة.
وأضاف إن هذا المشروع النوعي المتكامل يقدم الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية والتنموية المتميزة لأطفالنا الأيتام والطلبة الفقراء، ويعد أنموذجًا للمشروعات الناجحة التي تحقق الأثر الإيجابي الأكبر لأنها تستهدف بناء الإنسان والنهوض بالمجتمعات بتمكين أبنائه وتنمية قدراتهم.
ولفت ايناجي إلى أن هذا المشروع يجسد بوضوح النجاح الذي تحققه الشراكة الإستراتيجية الفعالة بين المؤسسات الإنسانية ويعبر عن مكانة العلاقات الأخوية الصادقة بين الدول والمؤسسات والشعوب.
وأكد أنه أحد الدلالات الواضحة على المسار الإنساني الخيري المتميز الذي تنتهجه الكويت حتى أصبحت مركزًا إنسانيا عَالَمِيًّا وأميرها قائدًا للعمل الإنساني