الهيئة العامة للبيئة وجمعية الصحافيين تنظمان دورة تدريبية للارتقاء بمستوى الإعلام البيئي بمشاركة 22 صحافياً ومختصاً
في إطار تعزيز العمل الإعلامي البيئي والمساهمة في نشر التوعية البيئية، انطلقت صباح أمس الدورة التدريبية التأسيسية في الإعلام البيئي بمشاركة 22 متدربا من مختلف الوسائل الإعلامية وموظفي إدارات العلاقات العامة في الجهات المعنية بالشأن البيئي.
وتستمر الدورة التي تنظمها الهيئة العامة للبيئة وجمعية الصحافيين بالتعاون مع مركز «جدل» للتدريب الإعلامي، لمدة 4 أيام متتالية تهدف إلى تعزيز العمل الإعلامي التخصصي في المجال البيئي ورفع مستوى قدرات المتدربين للمساهمة في نشر التوعية البيئية ونقل الخبر البيئي.
هذا، وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين الزميل عدنان الراشد أن الدورة التأسيسية الأولى التي تم افتتاحها أمس ليست التعاون الأول مع هيئة البيئة، لافتا إلى التعاون المثمر بالدورات التثقيفية الأولى والثانية عام 2006 بالتنسيق مع المكتب الإنمائي التابع للأمم المتحدة.
وقال إن التخصص ضعيف في إعلامنا المحلي، حيث يتم التفاعل مع القضايا البيئية في وقت الأزمات ثم يتم التخلي عنها بعد انتهاء المشكلة، مشددا على أهمية تنمية الوعي وتوجيه السلوك، إذ إنه مسؤولية الجميع سواء قطاع حكومي أو خاص أو مجتمع مدني، مؤكدا أهمية السعي إلى التخصص الإعلامي وبالتحديد في المجال البيئي، مشيرا إلى أن كل الدول المحيطة حاليا مهتمة بهذا الإعلام.
واعرب عن تمنياته من الهيئة العامة للبيئة والمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية السعي لتطوير هذا الفرع من فروع الإعلام، إذ لابد أن يكون لدينا عاملون متخصصون في هذا المجال للمساهمة في التصدي للمشاكل البيئية القديمة والحاضرة والمستجدة.
وأكد الراشد أن باب التعاون مفتوح مع الهيئة لأي عمل مستقبلي بهذا الخصوص، آملا أن تكون الدورة على قدر المأمول منها.
نائب مدير عام الهيئة العامة للبيئة للشؤون الفنية د. عبدالله الزيدان الذي حضر افتتاح الدورة ممثلا مدير عام الهيئة، أكد على أهمية الدورة التدريبية في المساهمة بنشر الوعي البيئي عن طريق التخصص، لافتا إلى أن الإعلام سلاح ذو حدين يجب أن يحسن استخدامه.
وأضاف أن التدريب مهم جدا لتوصيل المعلومة وإعطاء البيانات الكاملة والمعلومات الصحيحة، ولابد من إعطاء القضية البيئية أيا كانت أهمية إعلامية تسهم في نشر الوعي.
الخبر البيئي الأكثر جمودا
بدورها، أكدت مديرة مركز جدل للتدريب الإعلامي سهير جرادات وهي المحاضرة في الدورة، أهمية الحرص على البيئة وضرورة المحافظة عليها لافتة إلى انه لدى الإعلام القدرة على المساهمة بذلك بفعل تطوير الخبر الصحافي للتمكن من إيصال الرسالة للمتلقي بيسر.
وأضافت أن الخبر الصحافي البيئي الأكثر جمودا بين جميع أنواع الأخبار لما فيه من مصطلحات وأمور علمية، مشيرة إلى وجود شح أحيانا في الخبر البيئي، كما أن هناك عزوفا عن قراءة الخبر البيئي لاحتوائه على كثير من المفاهيم الصعبة.
وتحدثت عن عدم وجود صحافي بيئي متخصص في مجتمعنا الإعلامي فليس كل من يغطي المجال البيئي يعتبر صحافيا متخصصا، وبالتالي يجب على الجهات المعنية العمل على تبسيط المفاهيم والمصطلحات وتدريب العاملين لديها، واستقطاب الصحافيين والتعاون معهم لإيجاد نواة صحافي بيئي متخصص.
وأثنت جرادات على جهود جمعية الصحافيين في عملها الدؤوب لتطوير العاملين بالشأن الإعلامي لاستخدام أدواتهم في خدمة القضايا المحلية.
القدرة الإعلامية
من جهته، تحدث ممثل المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية محمد التميمي عن أهمية تعزيز وتمكين ثقافة حماية البيئة وهو يعتبر علامة فارقة في المشهد البيئي المحلي. ولفت إلى أن الشأن البيئي يلعب دورا مهما في جميع الشؤون الاقتصادية والسياسية في العالم، لافتا إلى أن الإعلام داعم وممكن للجهود التي تبذلها المؤسسات المعنية بحماية البيئة لقدرة الإعلام على الوصول إلى الرأي العام بمختلف أنواعه. وأكد أن إيجاد إعلام بيئي متخصص ضرورة من أجل ضمان إيصال المعلومة الصحيحة، فالمعلومة البيئية إذا تم تداولها بشكل خاطئ قد يكون لها عواقب كبيرة على المجتمع.
وشدد على أهمية أن تحظى الأخبار المتعلقة بالإنجازات البيئية جانبا مهما من الإعلام لما لذلك من أهمية في إحداث التوعية.
إسهامات «حماية البيئة»
من جهتها، تحدثت رئيسة جمعية حماية البيئة وجدان العقاب عن إسهامات الجمعية في مجال الإعلام البيئي منذ تأسيسها قبل 48 عاما، حيث رسمت لنفسها خطا توعويا في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء عبر كتيبات وموسوعات وإصدارات توعوية خاصة بالصغار وبرامج إعلامية وتلفزيونية بيئية وكذلك مجلة البيئة عام 1981عدا عن تأسيس مركز الإعلام البيئي وإصدار سلسلة برامج وثائقية لثمانية مواسم تضمنت 210 حلقات حول الحياة الفطرية.
ولفتت إلى أن الجمعية نجحت بتأسيس الأمانة العامة للبيئة والتنمية المستدامة في اتحاد المنتجين العرب تحت مظلة وزراء الإعلام العرب، ومن أهم توصياته أن يتم تدريب الإعلاميين على التحرير البيئي نظرا لصعوبته وتداخله. وشكرت جمعية الصحافيين على هذه المبادرة بالتعاون مع الهيئة لما له من اثر في توعية المجتمع بالقضايا البيئية ونقلها بأساليب لا تسبب الهلع في المجتمع.
لقطات
تم خلال حفل الافتتاح توزيع دروع تكريمية من قبل جمعية الصحافيين على المساهمين في إنجاح الدورة.
انتقل الحضور بعد الافتتاح إلى قاعة الدورة التدريبية، حيث أكد الزيدان وكذلك الزميل عدنان الراشد على أهمية الاستفادة من جميع محاور الدورة لإيجاد نواة للصحافة البيئية المتخصصة بما يساهم في رفع مستوى العمل الإعلامي في هذا المجال وفي الوقت نفسه يساهم في رفع الوعي البيئي.
اليوم الأول
تضمن اليوم الأول للدورة مساحة للتعارف وكسر الجليد بين المدربة والمتدربين، كما تناول المدخل إلى الإعلام البيئي والفنون الصحافية وكيفية استخدامها في إيصال القضايا البيئية.
رفع مستوى الإعلام التخصصي
رئيسة لجنة التدريب والمؤتمرات في جمعية الصحافيين الزميلة فاطمة العازمي التي حضرت الدورة ممثلة للجمعية، أكدت أهمية إقامة دورات مماثلة لرفع المستوى التخصصي في نقل الخبر في مختلف المجالات.