انكماش كوكب عطارد يثير فضول الباحثين!
نشر علماء الكواكب اكتشافا لافتا عن كوكب عطارد، يظهر تقلص حجمه خلال مليارات السنين.
وأوضحت دراسة نشرها موقع «ساينس أليرت»، أمس الثلاثاء، أنه على الرغم من كون كوكب عطارد هو الأقرب للشمس، فإن باطنه يبرد بسبب تسرب الحرارة الداخلية، وهذا يعني أن نواة الكوكب لا بد أن يكون حجمها قد تقلص.
ولكن من غير المعروف إلى أي مدى لا يزال الكوكب يتقلص حتى اليوم، وفيما إذا كان الأمر كذلك، فإلى متى يرجح أن يستمر هذا الانكماش؟
ونظرا لأن الجزء الداخلي من عطارد يتقلص، فذلك يعني أن المساحة التي يغطيها سطحه تقل تدريجيا، وهذا بدوره يؤدي إلى تشكيل تجاعيد على القشرة الخارجية للكوكب، كالتجاعيد التي تتشكل على سطح التفاحة القديمة، إلا أن التفاحة تنكمش بسبب جفافها، بينما عطارد ينكمش بسبب انخفاض حرارته الداخلية، وفقا للدراسة.
وجاء أول دليل على انكماش عطارد في عام 1974، عندما أرسلت بعثة «مارينر»، 10 صور لمنحدرات يبلغ ارتفاعها عدة كيلومترات، تتعرج لمئات الكيلومترات عبر التضاريس، أظهر برنامج «ماسنجر»، الذي دار حول عطارد في الفترة من 2011-2015، العديد من «المنحدرات المتصدعة».
لكن متى حدث هذا؟ الطريقة المقبولة لحساب عمر سطح عطارد، هي حساب كثافة الحفر الناتجة عن التجاعيد، كلما كان السطح أقدم، كلما زادت الحفر، لكن هذه الطريقة صعبة، لأن معدل التجاعيد التي تنتج الحفر كان أكبر بكثير في الماضي السحيق.
الرأي المتفق عليه، هو أن عمر منحدرات عطارد يبلغ في الغالب نحو 3 مليارات سنة.
تقول الدراسة أيضا أن «تبريد باطن كوكب عطارد الذي يتكون من الحديد الهائل أدى إلى خسارة الكوكب 14 كيلومتراً من قطره، أي أكثر من ضعفي ما كانت تشير إليه التقديرات السابقة. ودرس العلماء أكثر من 5900 صفة لسطح الكوكب، من بينها السفوح الشديدة الانحدار تشبه المنحدرات والتلال، لاحتساب مدى انكماش عطارد».
وفي حين أن قشرة كوكب الأرض تتكون من طبقات عدّة، فإن قشرة كوكب عطارد تتكوّن من طبقة واحدة صلبة وصخرية تحمل دلائل على وجود فجوات ومنحدرات.