بحث كويتي بكلية العلوم في جامعة الكويت يحول الأقنعة الطبية الملوثة ذات الاستعمال الواحد إلى مواد نانوية صديقة للبيئة يتم استخدامها في تنقية المياه الملوثة

قدم د. علي بومجداد ود. محمد جاكر خان من قسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الكويت بحثا علميا جديدا تم قبوله للنشر في مجلة الهندسة والصناعة الكيميائية وهي مجلة مرموقة مصنفة من ضمن مجلات الربع الأول ومعامل تأثيرها الحالي هو 6.064 ومعدل قبولها للأبحاث هو فقط 13.9% من ضمن الأبحاث التي ترسل لها.

وقد تم دعم البحث المقبول للنشر من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والذي يتعلق بتحضير كربون محفز صديق للبيئة وذي مسامات نانوية من مصادر مخلفات حيوية متوافرة في المنطقة (نبات قصب البردي) بغرض استعماله في تنقية المياه الملوثة بالمعادن الثقيلة في الكويت.

ونظرا لأن هذا العمل البحثي تم في فترة جائحة كوفيد-19 وهي الفترة التي زاد فيها استعمال الأقنعة الطبية ذات الاستعمال الواحد بشكل كبير في العالم بشكل عام وفي الكويت بشكل خاص، حيث يقدر العلماء الكمية المستخدمة من هذه الأقنعة على المستوى العالمي بمائتي مليار قناع في الشهر، فقد قام الفريق البحثي الكويتي بابتكار طريقة للاستفادة من هذه المواد التي تحتوي على مواد بلاستيكية بطريقة مفيدة للبيئة عبر الاستفادة من مكوناتها في تحسين صفات الكربون المحفز وجعله ذا قدرة أكبر على إزالة الملوثات من الماء. وهذا الأمر زاد من الفائدة البيئية للبحث، حيث انه سخر مخلفات نباتية عضوية (عادة ما يتم حرقها مسببة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والذي يعرف بأنه أكثر غاز دفيء منتشر في الغلاف الجوي مما يسبب تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري) في تحضير مواد كربونية تستخدم في تنقية الماء الملوث وحسن من صفات هذه المواد عبر الاستفادة من ملوث آخر يحتوي على مواد بلاستيكية زاد استهلاكها بشكل ملحوظ عالميا ومحليا.

وجدير بالذكر أن المواد الكربونية تم تعزيزها بعنصر النيتروجين، وهو عنصر مفيد في إزالة الملوثات، عبر طريقين أحدهما هو استخدام اليوريا، وهي مادة رخيصة ومتوافرة، والآخر هو الاستفادة من المواد المعقمة التي تستخدم في الأقنعة الطبية والتي تحتوي على النيتروجين.

وقد جرت العادة أن يتم تحفيز المواد الكربونية بمواد كيميائية ومن ثم إزالة ما يتبقى منها بمواد كيميائية أخرى بهدف زيادة مساحة سطحها وفراغاتها النانوية، وبالتالي زيادة قدرتها على امتصاص الملوثات من الماء، لكن الفريق البحثي الكويتي استبدل بعض هذه المواد الكيميائية الضارة عبر غسلها بالماء فقط (تسخين وتبريد الماء) مما أضاف بعدا بيئيا آخر للدراسة.

هذا، ويعتقد د. بومجداد أن نتائج البحث ستكون مفيدة في مجال إعادة استخدام البلاستيك الضار للبيئة والذي زادت كميته بشكل ملحوظ خلال جائحة كوفيد-19 بسبب استعمال الأقنعة ذات الاستعمال الواحد التي بدأنا نراه مرمية في الطرقات والشوارع ومواقف السيارات…الخ.

وقد توجه د.بومجداد بجزيل الشكر لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي لدعمها لهذا البحث الذي يعمل فيه وتحت إشرافه حاليا باحثان وطالبة دكتوراه وطالبة ماجستير. وأيضا توجه د. بومجداد بالشكر لجامعة الكويت لتوفيرها للوسائل البحثية وأجهزة توصيف المواد الكربونية ودعم طلبة الدراسات العليا، وتوقع د. أن تسفر نتائج الفريق البحثي في المستقبل القريب عن أبحاث أخرى قيمة تتعلق بتحويل مخلفات عضوية محلية أخرى إلى مواد صديقة للبيئة وتجربتها في إزالة ملوثات من الماء المحلي الكويتي حيث ان النتائج الأولية التي حصل عليها الفريق مشجعة.