بطرحٍ شرعي ونفسي وتربوي.. كلية التربية الأساسية نظمت ملتقاها العلمي الخليجي لجائحة كورونا
تحت رعاية مدير عام الهيئة العامة للتعليم النطبيقي والتدريب د.علي المضف، نظمت كلية التربية الأساسية ممثلةً بقسم الدراسات الإسلامية وقسمي علم النفس وأصول التربية وبالتعاون مع مركز تقنية المعلومات والحاسب الآلي ومركز ابن الهيثم للتدريب أثناء الخدمة الملتقى الخليجي لجائحة كورونا تحت شعار “كوفيد – ١٩ “من منظور شرعي ونفسي وتربوي” ، عُقد الملتقى عبر منصة مايكروسوفت تيمز بإشراف عام من رئيس قسم الدراسات الإسلامية بالكلية د.إقبال المطوع .
بدأ الملتقى بكلمة لراعيه د.المضف ألقاها نيابةً عنه عميد كلية التربية الأساسية د.فريح العنزي أكد من خلالها على ضرورة تنظيم مثل هذه الملتقيات التي تسلط الضوء على الآثار المترتبة على جائحة فيروس كورونا المستجد من خلال استضافة الباحثين والباحثات ذوي الخبرة والاختصاص في شتى الجوانب سواء الجانب الشرعي أو النفسي أو التربوي وذلك بهدف الوصول إلى التوصيات الهامة التي يمكن أن تساعد ولو بشكل بسيط أصحاب القرار في الدولة باتخاذ القرارات الصحيحة التي تصب في مصلحة البلاد والمجتمع ، متقدماً بالشكر لكل من ساهم في تنظيم هذا الملنقى المثمر والمشاركة به .
كما وألقى د.العنزي كلمته التي من خلالها أثنى على الملتقى وثماره التي ستكون بلاشك مبعث اهتمام ودافعاً لفتح آفاق جديدة في مجال البحث.
واشار إلى أن الكلية قد وضعت خطة محكمة لمتابعة هذه الجائحة وتبعاتها منذ بدايتها من خلال تشكيل لجان متعددة منها ما هو مكون من أعضاء هيئتي التدريس والتدريب ومنها ما هو مكون من الطلبة والطالبات عبر برنامج وتطبيق مايكروسوفت تيمز، بالاضافة إلى وضع خطة خاصة بالملتقيات العلمية الآخرى المزمع اقامتها بالمستقبل ، مختتماً كلمته بالشكر الجزيل للمشاركين المتقدمين بأوراق العمل و المعقبين ورؤساء الجلسات وجميع العاملين على هذا الملتقى.
من جانبها أوضحت المشرف العام للملتقى د.إقبال المطوع أن كل ما يمر به الانسان من ابتلاءات ما هي الا اختبار من الله عز وجل لقوة ايمانه وصبره ، فهذه الجائحة ابتلاء من الله تعالى وجند من جنوده للبشرية.
واهابت بالجميع بضرورة التحلي بالصبر والاكثار من الاستغفار من الذنوب والخطايا والدعاء المستمر حتى يزيل الله هذا البلاء مستدلةً بقوله تعالى ” وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”.
ووجهت الشكر إلى مدير عام الهيئة د.المضف على رعايته للملتقى وعميد الكلية د.العنزي على تبنيه للفكرة ودعمه المتواصل لأنشطة الكلية ، موصلةً شكرها لقسمي علم النفس وأصول التربية لمشاركتهم فيه ولمركز تقنية المعلومات والحاسب الآلي ومركز ابن الهثم للتدريب أثناء الخدمة ولجميع المشاركين والباحثين سواء من داخل الكويت أو خارجها ، داعيةً الله عز وجل أن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناُ وسائر بلاد المسلمين .
واشتمل الملتقى على أربع جلسات بمشاركة نخبة من الأساتذة والمهتمين من دولة الكويت ومن دول مجلس التعاون الخليجي حيت تطرقوا إلى الجوانب المختلفة لتأثير هذه الأزمة على المجتمع كدور التربية الأسرية في التعامل مع الفيروس والصحة النفسية للفرد والمهارات اللازمة للتأقلم خلال الازمات.
كما تم التركيز على الجانب الديني لهذا التأثير من خلال الاعجاز الطبي للأحاديث النبوية والمنهج القرآني في التعامل مع الأخبار والمعلومات المتعلقة بهذه الجائحة وعلى القلق الناتج عن اننشار الوباء وعلاقته بالاجراءات الاحترازية والوقائية وأثر الاهمال الوقائي الصحي في ظل جائحة كورونا .
وفي ختام الملتقى أعلنت التوصيات العامة والتي ركزت على التالي:
1. إن الأصل في الإجراءات الاحترازية المعمول بها في دولة الكويت وكثير من الدول للحد من انتشار العدوى هو تحقيق مقاصد الشريعة وهي الحفاظ على النفس وجلب المصلحة العامة.
2. دراسة المستجدات والنوازل الطبية والمالية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد دراسة فقهية.
3. الاطلاع على جميع المؤتمرات والفتاوى المتفرقة، لوضع معايير شرعية للمسائل الطبية المتعلقة بالتعامل مع الأوبئة.
4. أن أحاديث نفي العدوى وإثباتها صحيحة، ولا وجه لرد بعضها بحجة التعارض، فلا تعارض بين حديث نفي العدوى، وبين الأحاديث التي تأمر بالفرار ممن به مرض مُعْدٍ، وأن العلماء وَفَّقُوا بين هذه الأحاديث بطرق متعددة من أوجه الجمع المقبولة البعيدة عن التكلف والتعسف.
5. أن مبدأ سدّ الذّرائع أمرٌ مطلوبٌ؛ لئلا تتشوش النفوس وتضطرب.
6. أن الإسلام وضع الأساس لقواعد الحجر الصحي وهو المستفاد، من قوله صلى الله عيه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا» وهذا يدلّ على الحجر الصحي العام.
7. أن جمهور العلماء رجحوا حرمة الدخول والخروج إلى الأماكن الموبوءة، وحملوا النهي على ظاهره وما يقتضيه.
8. وأنه كما يجب على الأصحاء رعاية المرضَى وعدم تركهم فريسةً للمرض، فعلى المرضىَ أيضًا مراعاة مصالح الأصحاء بالبعد عمّا يسبب لهم انتقال المرض.
9. الاستفادة مما توصلت إليه الكشوف الطبية من رصدٍ لأنواعِ الأمراض المعدية وطرق علاجها.
10. الدراسة المتأنية للنوازل من جميع النواحي.
11. لا بد من النظر المستمر بعقد الاجتماعات لهيئات الفتوى وقت النوازل، لأن الأحكام تتغير بتغير الأحوال.
12. ترسيخ التربية الأسرية عبر المحافظة على الحوارات العائلية الرشيدة.
13. وجوب التبين والتثبت من الأخبار والمعلومات المتعلقة بالأزمات.
14. التحذير من الأخبار والآراء المبنية على الظنون والتخمينات.
15. الرجوع إلى أولي الأمر من المسؤولين الأمناء والعلماء الثقات لمعرفة ما يجب أن يذاع من الأخبار في الأزمات.