بطولة إيطاليا: نابولي أمام تحدي الاحتفاظ بلقبه بعد رحيل سباليتي وتشتّت الخصوم
يستهل نابولي حملة الدفاع عن لقبه في الدوري الايطالي لكرة القدم الذي احرزه بعد ثلاثة عقود من الانتظار، وسط تساؤلات حول قدرة الجهاز الفني الجديد على تكرار العرض المذهل للفريق الجنوبي في الموسم الماضي.
وسيخوض المدرب الفرنسي رودي غارسيا السبت ظهوره الرسمي الاول، بعد حلوله بدلاً من لوتشانو سباليتي الذي ترك الفريق بشكل مفاجئ، حيث يواجه نابولي في المرحلة الاولى نظيره فروزينوني الصاعد حديثًا، بعدما حافظ الاول على تشكيلته التي قادته للفوز بالسكوديتو، ليصبح رابع فريق مختلف يتوّج بلقب الدوري في المواسم الأربعة الاخيرة.
وطرح وجود مدرب جديد على رأس بطل إيطاليا علامات استفهام كثيرة حول قدرة نابولي على الدفاع عن لقبه بنجاح.
خالف غارسيا الموجة القائمة برحيله عن السعودية بعدما تخلى عنه نادي النصر بعد فترة قصيرة من التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وقبل ان تبدأ الاندية السعودية حملة الانفاق الكبير لاستقطاب نجوم ومدربين من أوروبا.
الا انّ المدرب البالغ 59 عامًا ليس بغريب عن الكرة الايطالية بعدما كان له تجربة مع روما، عندما قاده للتأهل الى دوري أبطال أوروبا عامي 2014 و2015، ويملك على غرار سباليتي كاريزما عالية.
الا انّ لقبيه الوحيدين كمدرب في مسيرته يعودان إلى قبل 12 عامًا عندما فاز بثنائية الدوري والكأس مع ليل الفرنسي، كما كان قريباً من التتويج عندما بلغ نهائي الدوري الاوروبي “يوروبا ليغ” مع مرسيليا ونهائي كأس فرنسا مع ليون بعدها بعامين.
– بقاء النجوم-
وتمكّن نابولي من الحفاظ على أبرز نجومه بعد تتويجه باللقب، وفي طليعتهم المهاجم النجم النيجيري فيكتور أوسيمين، المرجح أن يمدّد عقده حتى 2026 في الأسابيع المقبلة، وسيكون امام امتحان قيادة الهجوم بعدما أحرز 31 هدفًا الموسم المنصرم.
فيما سيبقى زميله في الهجوم الجورجي خفيشا كفاراتسخيليا، مما يؤكد على التركيبة الناجحة التي أرساها الفريق الجنوبي ودفعت بلاعبيه الى البقاء.
وحده المدافع الكوري الجنوبي كيم مين-جاي خرق ذلك برحيله الى بايرن ميونيخ الالماني مقابل 50 مليون يورو. عدا ذلك، حافظ نابولي على جميع اللاعبين الذين كان لهم الفضل في تتويجه باللقب، فيما لم يقدم منافسوه في الكرة الايطالية على ابرام اي صفقة بارزة.
ويبدو جليًا حاجة قطبَي مدينة ميلانو الى مهاجم، حيث خسر انتر كلاً من البوسني ادين دجيكو والبلجيكي روميلو لوكاكو، مقابل ضمّ الفرنسي ماركوس تورام واستعارة النمسوي المخضرم ماركو أرناوتوفيتش، حيث يعوّل نيراتزوري على الاداء المتطور لتورام بعد تسجيله 16 هدفًا مع بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني الموسم الماضي.
وانفق وصيف بطل أوروبا اكثر مما توقعه الكثيرون من اجل ضمّ حارس المرمى السويسري يان سومر مقابل ستة ملايين يورو بعد حصوله على 10 أضعاف هذا الرقم من عملية بيع الحارس الكاميروني أندريه أونانا الى مانشستر يونايتد الانكليزي.
في المقابل، استخدم ميلان عائدات بيع ساندرو تونالي الى نيوكاسل الانكليزي، من اجل استقدام ثمانية لاعبين جدد، بمن فيهم لاعبان من تشلسي الانكليزي هما الاميركي كريستيان بوليسيتش والانكليزي روبن لوفتوس-تشيك.
الا انّ روسونيري لا يملك مهاجما بديلا صريحًا للفرنسي أوليفييه جيرو، الذي بات في عمر الـ 36، ولا يمكن اجهاده أكثر مما يحتمل في موسم قد يكون شاقًا سينتهي بكأس أمم أوروبا 2024.
– تشتت الخصوم-
ويبدو واضحًا انّ تعاقدات ميلان لم ترتقِ الى حجم الآمال، إذ ان معظم لاعبيه الجدد هم في طور البحث عن استعادة مستواهم، على غرار الاميركي يونس موسى والنيجيري صامويل تشوكويزي، وكلاهما لم يثبتا نفسيهما بعد.
في المقابل، خسر لاتسيو، الذي كان الاقرب الى نابولي الموسم المنصرم، نجمه الصربي سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش المنتقل الى الهلال السعودي، الا انه استقدم الارجنتيني تاتي كاستيانوس الذي سيشكّل سندا قويا للمهاجم المخضرم تشيرو إيموبيلي.
وسيغيب يوفنتوس العريق، عن المسابقات الاوروبية هذا الموسم بعد عقوبة الايقاف التي اصدرها بحقه الاتحاد الاوروبي (ويفا)، بسبب مخالفاته المالية المرتبطة بالفضائح التي هزّت موسمه العام الماضي.
وجاءت تعاقدات “السيدة العجوز” هادئة، حيث ضمّ الاميركي تيموثي وياه من ليل، وكل ذلك بهدف تخفيض النفقات.
ولم يعد بمقدور أحد اعتبار ما يقدّمه أتالانتا بالمفاجئ، بعدما برز كحصان أسود بين أندية النخبة في ايطاليا.
لكن بعد ضمّه امثال جانلوكا سكاماكا والمالي البلال توريه فإنّه من المرتقب ان يقدّم نادي مدينة برغامو أداء هجومياً ممتعاً.
وسيكون في طليعة أهدافه احتلال احد المراكز الاربعة الاوائل وتبدو الفرصة سانحة في ظل انعدام الثبات عند الاندية الايطالية الكبرى وتشتتها.