بعد اغتيال العاروري.. اللبنانيون يكتشفون وجود مكتب لحماس في بيروت
انتشر الجيش اللبناني ومسعفون الأربعاء في شارع مكتظ بالضاحية الجنوبية لبيروت، أمام مبنى استهدفته الضربة المنسوبة إلى إسرائيل التي أودت بحياة قيادي في حماس، وفاجأت السكان الذين لم يعرفوا سابقاً، بوجود مكتب للحركة الفلسطينية.
وقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، مع ستة آخرين بينهم قياديان في جناحها العسكري، في الضربة التي أدت الى تدمير طابقين بالكامل من المبنى.
والضاحية الجنوبية معقل لحزب الله اللبناني الحليف لطهران، والذي تربطه علاقة وثيقة بحماس. وصباح الأربعاء، كان الجيش اللبناني يطوق منطقة الانفجار، وسجّل حضور كثيف لعناصر من الحزب بزيّهم الأسود.
وقال مسؤول من الحزب رفض كشف اسمه إن “ثلاث ضربات من مسيّرات اسرائيلية استهدفت المبنى”، مؤكدًا سقوط سبعة قتلى.
في أرض خلاء قبالة المبنى حيث سيارة متفحمة وسيارات أخرى تضررت بشكل كبير، كان مسعفون من الهيئة الصحية الإسلامية للحزب يجمعون الحطام ويبحثون عن أشلاء بشرية.
وقال أحمد، وهو موظف في متجر حلويات مجاور، رفض إعطاء اسمه الكامل: “سمعت ثلاثة انفجارات، اعتقدت في بادئ الأمر أنه رعد”. وأضاف “لم يكن أحد يعلم بوجود مكتب لحماس هنا”.
وتحيط بالمبنى متاجر ومبانٍ سكنية وعيادات. وحسب وكالة الأنباء اللبنانية، كان يستضيف وقت الضربة، اجتماعاً لتنظيمات فلسطينية.
في جادة هادي نصر الله، تيمنا بنجل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي قتل في معارك ضد إسرائيل في 1997 إبان احتلالها جنوب لبنان، عمل تجار على رفع حطام الزجاج المتناثر.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلًا يوميًا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وسفر مقتل 165 قتيلاً على الأقل في الجانب اللبناني، بينهم 120 من الحزب.
وقال النقيب علي فران قائد شرطة اتحاد بلديات الضاحية: “نحن لسنا ساحة حرب هنا، ساحة الحرب هي على الحدود”.
وأضاف “اختبرنا اسرائيل في 2006 حين دمرت الضاحية الجنوبية” قائلًا: “الآن ننتظر منها الأسوأ، لأنها معتادة على هذه الأمور. ما نراه في غزة، قد نراه في لبنان، في الضاحية”.
والتقى العاروري الذي ساهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في الضفة الغربية المحتلة بين ع 1991 و1992، نصر الله في 25 أكتوبر (تشرين الأول).
ويقطن في الضاحية الجنوبية ذات الغالبية الشيعية حوالى 800 ألف نسمة، وفق فران.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، يعقد مصطفى حمدان، أحد أبرز مسؤولي الحركة الفلسطينية، مؤتمرات صحافية شبه يومية في قاعة على أطراف الضاحية.
ويقيم عدة قياديين من حماس في المنفى في لبنان تحت حماية حزب الله، إلى جانب ممثلين للحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران.
وإثر الضربة اعتبر حزب الله “جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري… اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته”، مشددًا على أنّها “لن تمر أبداً دون رد وعقاب”.