بعد 60 عاماً.. نوكيا تغيّر هويّتها
للمرّة الأولى منذ 60 عاماً، أطلقت شركة “نوكيا” الفنلندية، الرائدة السابقة في صناعة الهواتف المحمولة، شعاراً جديداً يختلف عن الشعار والمضمون الأساسي للشركة.
فتماشياً مع تطوّرات العصر، ومتطلبات التقنيات الحديثة المتطوّرة، وبعدما قطعت نوكيا شوطاً طويلاً منذ تأسيسها كمصنع ورق في عام 1865، وشعارها عبارة عن رأس سمك السلمون، أقدمت نوكيا على تغيير علامتها التجارية، لإعادة تقديم نفسها في الأسواق بشكل يرتكز على الريادة في قطاع الأعمال، وليس كشركة منتجة للهواتف المحمولة.
تغيير بالشكل والمضمون
وخلال المؤتمر الدولي للهواتف المحمولة، الذي يعقد حالياً في مدينة برشلونة الإسبانية، كشفت الشركة النقاب عن هويّتها الجديدة، متخلية عن اللون الأزرق الشهير، ومستخدمة شعاراً أكثر حداثة، ويتناسب مع طبيعتها الجديدة.
وأعلن بيان صادر عن الشركة، أنّ الهدف الرئيسي من تغيير العلامة التجارية هو التعبير عن استعداد نوكيا لريادة مستقبل يسيطر عليه تطور قطاع الشبكات الإلكترونية بالتوازي مع تطور الخدمات السحابية.
وأوضح أنّ العلامة الجديدة ترتكز على أساس المبادرة والجرأة في الإبداع والتطوير، وتعكس جهود الشركة كرائدة للتحول الرقمي عالمياً.
3 مراحل للتطوير
وفي تصريح لموقع “بلومبرغ”، أكد المدير التنفيذي لنوكيا أن الشركة تعمل على تنفيذ استراتيجية طويلة المدى تتكوّن من 3 مراحل، وتستهدف إنشاء نموذج عمل ربحي ودائم، مشيراً إلى الانتهاء من المرحلة الأولى.
وكشف أنّ الشركة تعمل حالياً على وضع الأسس والقواعد الرئيسية لمرحلة التوسّع والنمو، التي تعتمد على تحقيق معدل نمو قوي ورفع معدلات الربحية مع توسيع قاعدة المستخدمين، لأنّه في أذهان معظم الناس، ما زالت نوكيا علامة تجارية ناجحة للهواتف المحمولة، ولكن هذا ليس ما تدور حوله نوكيا، بل تهدف إلى إطلاق علامة تجارية جديدة تركز بشكل كبير على الشبكات والرقمنة الصناعية، والتي هي شيء مختلف تماماُ عن الهواتف المحمولة القديمة.
نجاحات وإخفاقات
ووفقاً لمجلة “ذا فيرج” التي تُعنى بالتكنولوجيا، كانت نوكيا قد سبق وأعلنت عجزها عن التكيّف مع عالم الهواتف الهواتف الذكية، الذي تقوده أبل وغوغل، فباعت أسسها الخاصة بالهواتف المحمولة إلى شركة مايكروسوفت عام 2014، في صفقة وصفة بالكارثة، لأنّه بحلول عام 2016، خسرت مايكروسوفت ما لا يقل عن 8 مليارات دولار في عملية الاستحواذ وبدأت في إنهاء أعمالها الخاصة بالهواتف الذكية، التي فشلت في التعامل مع iOS وAndroid.
وفي ذلك العام، تمّ بيع العلامة التجارية للهواتف المحمولة من نوكيا إلى كيان جديد أسّسه موظفوها السابقون وهو HMD Global، الذي بدأ ببيع أجهزة أندرويد تحت إسم نوكيا مرّة أخرى، رغم أنّ تصنيعها يتم حالياً بواسطة شركة FIH Mobile.
لا علاقة ولا تأثير
وتعقيباً على الحدث، أكد خبير الهواتف المحمولة بن وود أن تغيير نوكيا لعلامتها التجارية لا يؤثّر على ترخيص العلامة التجارية التي تستخدمها HMD لتسويق أجهزتها الخاصة، والتي أطلقت قبل أيام هاتفاً ذكياً جديداً يحمل شعار نوكيا الأصلي، وفقاً لوكالة “بلومبرغ”.
ولفت إلى أنّ نوكيا نفسها تجني الآن الأموال من خلال الأعمال التجارية، بما في ذلك بيع معدّات الشبكات، وترخيص العديد من براءات الاختراع، ومن شركات تصنيع الهواتف المحمولة.