«بنك الكويت الوطني» نظّم ورشة لوسائل الإعلام عن قضايا الاستدامة… والتغيّرات المناخية

استضاف بنك الكويت الوطني ورشة عمل لوسائل الإعلام والصحف المختلفة، لتسليط الضوء على مبادرات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية وبحث سبل رفع مستوى الوعي بقضايا الاستدامة والتغيرات المناخية.

وحاضر في ورشة العمل التي عُقدت في مقرّ البنك الرئيسي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة دي كاربون غلوبال الدكتور إيهاب شلبي، والذي يعد من أبرز الخبراء المتخصصين في هذا المجال.

وغطّت ورشة العمل، التي حضرها صحافيون من مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام، مواضيع واسعة شملت أهمية الاستثمار والتمويل البيئي والاجتماعي، وتحديات الحوكمة وإعداد التقارير حول القضايا البيئية والاجتماعية، ودور الصحافيين في تعزيز الوعي بقضايا الاستدامة، والتغيرات المناخية.

وتضمنت الورشة عروضاً تقديمية غطت موضوعات شملت فهم مبادئ «ESG» وآثارها على الشركات والمستثمرين وتحديد الاتجاهات والتحديات البيئية والاجتماعية والحوكمة الرئيسية في السوق الكويتي، وكذلك دول المنطقة بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية إعداد التقارير عن المبادرات وقياس تأثيرها، وكذلك التعامل مع أصحاب المصالح كافة في شأن القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة.

وأُتيحت للصحافيين الذين حضروا ورشة العمل الفرصة للحصول على رؤى معمّقة كما أجروا نقاشات واسعة عن القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة وكيفية تأثيرها على عالم الأعمال، بالإضافة إلى مخاطر وفرص الاستثمار في الجوانب المتعلقة بالاستدامة. وأكد شلبي على أهمية دور وسائل الإعلام في إبراز مخاطر التغير المناخي وأثره على بيئة الأعمال في جميع القطاعات، وأهمية هذا الملف على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

وقال: «ما بات يعرف حالياً بـ(صحافة الاستدامة) أصبحت حجر الزاوية في رفع الوعي وتوجيه الأنظار لمعالجة التحديات التي تواجه المجتمعات اقتصادياً وبيئياً واجتماعياً، وكيفية تأثير القرارات والعمليات والأنشطة بوجه عام في هذا الصدد على إمكانيات الأجيال الحالية والقادمة». وأوضح شلبي أن المؤسسات المصرفية والمالية هي اللاعب الرئيسي في هذا الملف، وذلك نظراً لارتباطها بالعمل مع الشركات والكيانات التي يتم تمويلها.

الطاقة المتجددة

وأضاف شلبي أن التحرّك في ملف الاستدامة والاعتماد على الطاقة المتجددة، يجب أن يشمل المنظومة بأكملها، بما في ذلك المؤسسات المالية والمصرفية والجهات الحكومية المعنية وجميع المؤسسات في القطاعين العام والخاص.

وتابع أن آثار التغيّر المناخي التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة مثل الفيضانات وحرائق الغابات أثّرت سلباً على بعض الشركات والمؤسسات التي تملك مشاريع مرتبطة بالعمل في هذه المناطق، ما زاد من تسليط الضوء على مخاطر تغير المناخ، وكذلك تقييم المؤسسات المالية للمخاطر قبل الشروع في تمويل هذه المشاريع، وضرورة التأكد من تطبيقها لأعلى معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. وأشار شلبي إلى أن هناك دولاً في المنطقة قطعت أشواطاً كبيرة وأحرزت تقدماً لافتاً في تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة، فيما لايزال يتعين على بعض الدول التعامل مع بعض الملفات الأكثر إلحاحاً في قضايا تخص البيئة والمياه والتلوث، باعتبارها قضايا مصيرية حتى لا تتخلف عن الركب العالمي.

وسائل الإعلام… شريك

من جانبه، قال مدير علاقات المستثمرين والتواصل المؤسسي في «الوطني» أمير حنا: «وسائل الإعلام هي شريك رئيسي في منظومة زيادة الوعي بأهمية الاستدامة التي باتت تشكل اليوم مساراً مفصلياً لمستقبل الأجيال القادمة».

وأكد حنا أن «الوطني» ينظم هذه المبادرة من منطلق إيمانه بأن الشفافية والحوار المستنير اللذين يجمعان المؤسسات المعنية ضروريان لإحداث تغيير إيجابي ويساهم بشكل فعال في مساندة أجندة الكويت للتنمية المستدامة.

وأضاف أن فهم القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) والإفصاح عنها أمر بالغ الأهمية من أجل تزويد الإعلاميين بالمعرفة والأدوات اللازمة لإعداد تقارير فعالة عن تلك القضايا وتأثيرها على الشركات والمجتمع.

وشدد حنا على أن البنك قام خلال السنوات الماضية باتخاذ خطوات مهمة لدمج معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في صميم أعماله التجارية وعملياته التشغيلية وثقافته المؤسسية.

تعديل إستراتيجية

وأوضح حنا أن المجموعة قامت خلال العام الماضي بتعديل مسار إستراتيجيتها الخاصة بالحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية من نهج قائم على 6 ركائز إلى 4 ركائز مترابطة، وهي الحوكمة من أجل المرونة، والخدمات المصرفية المسؤولة، والاستفادة من قدراتنا، والاستثمار في المجتمعات التي نعمل بها.

وأكد على أن «الوطني» سباق في مجال الاستدامة، وقطع شوطاً طويلاً في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، حيث قام بتدشين إطار عام للتمويل المستدام لدعم وتعزيز مساعيه في هذا الصدد، حتى أصبحت ركيزة أساسية في جميع نماذج أعماله وعملياته التشغيلية وثقافته المؤسسية، ما يعزز الانتقال إلى اقتصاد مستدام ومنخفض الكربون، وهو ما ينسجم أيضاً مع خطط الكويت الاقتصادية.

انبعاثات صفرية بـ 2035

أشار حنا إلى أن «الوطني» في مقدمة المؤسسات التي اتخذت خطوات كبيرة للاستفادة من التوجه العام نحو التمويل المستدام من خلال إطلاق خدمات ومنتجات في عملية التحوّل الأخضر، مثل قروض الرهن العقاري الأخضر، والقروض الاستهلاكية للسيارات الكهربائية وقروض الإسكان منخفض الانبعاثات والتمويلات المرتبطة بالاستدامة.

وذكر أن البنك وضع خططاً وأهدافاً لخفض انبعاثات الكربون، على فترات زمنية محددة، حيث أعلن التزامه بخفض إجمالي الانبعاثات التشغيلية بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2025، ومساعيه ليصل إلى نسبة انبعاثات صفرية من الناحية التشغيلية بحلول 2035، فيما تمثل كل هذه الجهود جزءاً من خطط البنك الشاملة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

 

Exit mobile version