بوليتيكو: الدول الأوروبية تسعى جاهدة لتجنب التصعيد في الشرق الأوسط
ذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن الدول الأوروبية تسعى جاهدة لتجنب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الثلاثاء إن مسؤولين من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة يتواصلون مع نظرائهم في الشرق الأوسط للحث على الهدوء.
وبحسب الصحيفة، يسعى القادة والمسؤولون الأوروبيون إلى تجنب حرب إقليمية في الشرق الأوسط بعد أن أدى هجوم صاروخي في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل إلى دفع التوترات نحو حافة الهاوية.
وأشارت إلى أن المسؤولين تحدثوا في الأيام القليلة الماضية مع نظرائهم في لبنان وإسرائيل وإيران في محاولة لإقناعهم بإظهار ضبط النفس.
وأوضحت الصحيفة أن المخاطر مرتفعة بشكل خاص بالنسبة لباريس وروما، اللتين لديهما مئات الجنود المتمركزين في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، في المنطقة الجنوبية من البلاد حيث تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بشكل متكرر الشهر الماضي.
ونصحت المملكة المتحدة صباح اليوم مواطنيها بمغادرة لبنان “بسبب المخاطر المرتبطة بالصراع الجاري”، مع إصدار دول أوروبية منها ألمانيا تحذيرات مماثلة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وخلف الكواليس، يجري القادة والمسؤولون الأوروبيون مكالمات هاتفية مكثفة مع نظرائهم الإقليميين – على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح مدى نفوذهم الفعلي على إسرائيل وحزب الله وإيران، وفقا للصحيفة.
وقالت إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي تحدث مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقال لامي لمجلس العموم البريطاني اليوم إنه اتصل بميقاتي “للتعبير عن قلقه بشأن هذا الحادث الأخير”.
وأضاف لامي: “منذ أشهر ونحن نتأرجح على حافة الهاوية، أصبح خطر المزيد من التصعيد وعدم الاستقرار الإقليمي أكثر حدة من أي وقت مضى .. نحن نحث على تهدئة الأزمة الحالية”.
كما اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تحدث بالفعل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول /الأحد/، بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان مساء أمس لحث طهران على المساهمة في عملية التهدئة في المنطقة.
وأصر الرئيس الفرنسي على أن إيران “لديها دور تلعبه في هذا الأمر من خلال وقف دعمها للجهات الفاعلة المزعزعة للاستقرار والدعوة إلى ضبط النفس”، وفقا لبيان صادر عن قصر الإليزيه، مضيفا أن فرنسا على اتصال بـ “جميع الأطراف”.
كما حثت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اليوم الثلاثاء الحكومة الإسرائيلية على عدم الوقوع في “فخ” الانتقام، مضيفة أنها “قلقة للغاية” بشأن الوضع في لبنان. وفي حديثها من الصين، قالت إن بكين يمكن أن تستخدم “علاقاتها القوية” مع إيران للمساعدة في تهدئة الوضع.
وبحسب “بوليتيكو”، يشعر المسؤولون في إيطاليا بقلق خاص بشأن قواتها في جنوب لبنان ونقلوا هذه الرسالة إلى نظرائهم في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إنه طلب من نظيريه الإسرائيلي واللبناني، يسرائيل كاتس وعبد الله بو حبيب، ضمان حماية وحدات اليونيفيل.
وكرر وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو طلب روما بإصدار قرار من الأمم المتحدة من شأنه إنشاء “شريط بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، بدون أسلحة غير أسلحة اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية”، والذي وصفه بأنه “السبيل الوحيد لمنع حرب مدمرة”.
كما تحدثت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وكبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بشكل منفصل، مع بو حبيب.