بيت الأمم المتحدة في الكويت احتفل باليوم العالمي للبيئة تحت شعار “التغلب على التلوث البلاستيكي”

قال المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتور طارق الشيخ ان كميات المخلفات والنفايات البلاستيكية تبلغ نحو ١٣ مليون طن في المحيطات كل عام وتسبب في إلحاق الضرر بالتنوع الأحيائي واقتصاد البلدان وصحة.
واضاف الدكتور الشيخ بمناسبة احتفال بيت الأمم المتحدة بمناسبة يوم البيئة العالمي اليوم الثلاثاء تحت شعار (التغلب على التلوث البلاستيكي) ان حجم ما يتم إعادة تدوير من البلاستيك اكثر من ٩٪ من مجموع تسعة مليارات طن من المواد البلاستيكية التي أنتجها العالم ينتهي بمعظمها في المرادم أو تلقى بالبيئة.
واوضح د.الشيخ ان اكثر المواد البلاستيكية شيوعا التي تستخدم مرة واحدة أعقاب السجائر والقوارير البلاستيكية واغطيتها ولفافات تغليف الأطعمة والاكياس اعواد المصاص وادوات التحريك وغيرها من مواعين لطعان المصنوعة من البوليسترين.
وذكر ان المواد البلاستيكية لاتتحلل في الطبيعة بينما تتفكك ببطئ إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة ويصعب فصلها عن مياه المحيطات لافتا بأن المواد المصنوعة من رغوة (البوليسترين) تستغرق آلاف السنوات قبل تحللها مسببة تلوث المياه والتربة.
وقال ان الدراسات أظهرت أن ٩٠ ٪ من المياه المعبأة في قوارير و٨٣ ٪ من مياه الصنبور العادية تحتوي على جسيمات بلاستيكية ما يشكل خطرا على صحة الانسان مبينا أنه إذا استمر الاتجاه السائد حاليا على هذا النحو سوف تحتوي محيطاتنا بحلول عام ٢٠٥٠ على مواد بلاستيكية اكثر من الأسماك.
واضاف ان النفايات البلاستيكية تتسبب بأضرار اقتصادية وتكبد بقطاعات السياحة والثروة السمكية والشحن البحري كما حصل في منطقة آسيا والباسيفيكي التي خسرت ١.٣ مليار دولار سنويا بسب هذه القمامة ووصلت كلفة تنظيف السواحل والشواطئ في أوروبا نحو ٦٣٠ مليون يورو سنويا.
واوضح ان الدراسات اشارت الى ان حجم الأضرار التي تخلفها المواد البلاستيكية للنظام الإيكولوجي البحري في العالم يصل الى ما لا يقل عن ١٣ مليار دولار سنويا مؤكدا أن حكومات العالم تدرك حجم هذه الأزمة وان الكويت خطت خطوات كبيرة في هذا الشأن عبر الهيئة العامة للبيئة والأمانة العامة للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية لسن قانون حماية البيئة والتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لتنمية القدرات للمشاركة في الاتفاقيات الدولية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالبيئة.
وأشار إلى جهود هيئة البيئة والأمانة العامة بالتعاون مع القطاع الخاص لإطلاق مبادرات عدة بشأن البيئة البحرية وإدارة النفايات فضلا عن جهود القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية في نشر الوعي البيئي كمشروع (امنية) الكويتي لاعادة تدوير البلاستيك.
بدوره عبر السفير البريطاني مايكل دافنبورت عن اهمية العنوان الذي اختير لهذا العام والذي يتعلق بالبلاستك التي تأخذ منحى كبير في حياتنا واليوم بدأت تظهر نتائجه على البيئة بشكل كبير حيث يتم على الصعيد العالمي رمي اكثر من ٨ ملايين طن من المواد البلاستيكية في محيطات العالم كل عام ما يعرض الحياة البرية لأخطار جسيمة.
وقال ان النفايات البلاستيكية تتسبب بمقتل مليون طائر بحري سنويا واكثر من مائة الف من الثديات البحرية والسلاحف، و موضحاً ان التقديرات تفيد انه بحلول ٢٠٥٠ ستصبح المحيطات مليئة بالكتل البلاستيكية لافتا الى ان ٨٠٪ من التلوث البلاستيكي يتم صرفه في البر قبل البحر لافتا الى ان حوالي ٤٨٠ مليار عبوة بلاستيكية تم بيعها على مستوى العالم عام ٢٠١٦ وهذه العبوات التي يتم استخدامها لمدة ١٥ دقيقة تحتاج ٤٥٠ عاما لكي تتحلل.
وتحدث السفير البريطاني دافنبورت عن الاجراءات والتدابير التي تقوم بها المملكة المتحدة للحد من كمية المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد لافتا الى خطط اخرى يتم اعدادها للمراد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مثل اعواد الشرب واعواد الاذن وهما من المكونات المشتركة للنفايات البحرية.
وقال السفير دافنبورت ان المملكة المتحدة تعترف ان التلوث البلاستيكي قضية عالمية تتطلب عملا دوليا لافتا الى اطلاق برنامج الكومنولث للقمامة كجزء من برنامج التمريل الذي يصل الى ٦١.٤ مليون استرليني الذي تعهدت به المملكة لتعزيز البحوث العالمية بهدف منع النفايات البلاستيكية من دخول المحيطات في المقام الاول.
وتحدث عن التعاون المشترك بين الكويت والمملكة للتغلب على النفايات البحرية لافتا الى مركز البيئة لمصائد الاسماك وعلوم تربية الاحياء المائية بالتعاون مع هيئة البيئة الذي يعمل على وضع برنامج وطني لرصد النفايات البحرية وجمع المعلومات عن سبب كثرة القمامة ومصادرها مشيرا الى ان النتائج الاولية للدراسات التي اجريت تشير الى ان المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد تشكل ٨٠٪ من القمامة الموجودة على الشواطئوسواحل الخليج في الكويت.
ولفت الى ان السفارة البريطانية في الكويت تسعى لازالة جميع المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة مشيرا الى ان تجارب وزارة الخارجية البريطانية في هذا الشأن اثمر انخفاضا بمعدل ٤٠٪ من المواد البلاستيكة ذات الاستخدام الواحد.
بدوره قال مدير ادارة المخلفات في الهيئة العامة للبيئة عبدالله العتيبي: الهيئة أيقنت خطورة المخلفات البلاستيكية ولذا قامت بوضع البرامج للحد من استخدامها .
وأضاف: نظرا لخطورة المخلفات البلاستيكية ندعو الجميع للتحرك للحد من هذه المشكلة لأن اتباع طريقة صحيحة يعطي فارقا صحيا .
من جانبه قال السفير الألماني لدى البلاد كارل بيرغنر: ان قضية رفع الوعي وحث الناس وتشجعيهم على المشاركة في الحد من التلوث البلاستيكي أمر مهم ، لافتا الى ان هذه القضية تحتاج لصبر .
واستعرض بيرغنر التجربة الألمانية في ادارة المخلفات والتعامل معها، مشيرا الى انه بدأ الانخراط في هذه القضية منذ مرحلة مبكرة من عمره .
وأضاف: هناك أهمية قصوى للشعور بالمسؤولية لدى الناجين ، وكذلك فان اعادة التدوير تلعب دورا مهما، معرباً عن سعادته بالتعاون بين بلاده والهيئة العامة للبيئة لتطوير وإدارة السياسات المتعلقة بتلك القضية .
واختتم قائلا : نحن لا نفعل ذلك فقط لأننا أناس طيبون وإنما لكي نحمي ابنائنا والأجيال المقبلة .
بدورها قالت الأمين العام المساعد لشؤون استشراف المستقبل في المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية هيفاء المضف : عملت الأمانة العامة على مؤامة أهداف التنمية المستدامة مع الخطة الانمائية متوسطة الأجل للسنوات 2015/2016 – 2019/2020 وما تبع ذلك من تحديد لسبع ركائز للتنمية في إطار حملة كويت جديدة .
وبينت المضف انه تم صياغة برنامج لتحسين كفاءة ادارة المخلفات والنفايات فضلا عن تحديد العديد من السياسات المتعلقة بالبيئة.
من جانبها قالت مدير عام المركز العلمي رنا النيباري : تماشيا مع سياستنا للتشجيع على حماية البيئة ولمساعدة اطفالنا للوصول لمستقبل مستدام سيقوم المركز العلمي بالتخلص التدريجي من جميع المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.