ترندهاشتاقات بلس

تأجيل الأوسكار ينقذ الإنتاجات الضخمة ويربك صُناع الدراما المستقلة

لم يكن قرار تأجيل حفل الأوسكار شهرين من 28 فبراير إلى 25 أبريل 2021 مفاجئاً في ظل استمرارية انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية، ما وضع ظلالاً من الشك حول مدى قدرة السينما على العودة لأوضاعها الطبيعية.

لكن هذا القرار جدير بالملاحظة قياساً بطبيعته التاريخية، إذ سيكون حفل العام المقبل هو الرابع الذي يتعرض للتأجيل طوال تاريخ الأوسكار الممتد على مدى أكثر من 90 عاماً، وهو التأجيل الأطول.

ففي عام 1938 تأجل حفل الأوسكار لمدة أسبوع واحد بعد حدوث فيضانات عنيفة في لوس أنجلوس. وفي عام 1968، تأجل لمدة يومين احتراماً لذكرى مارتن لوثر كنغ الذي اغتيل قبيل موعد الأوسكار الأصلي بـ4 أيام.

وللمرة الثالثة تأجل الأوسكار في عام 1981 لمدة 24 ساعة فقط، بعد محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق والممثل السابق رونالد ريغان، واتخذ القرار قبيل موعد بدء الحفل بـ4 ساعات فقط.

التغيير الآخر هو مد فترة صلاحية الأفلام للترشيح لمدة شهرين إضافيين.

ورغم أن جوائز الأوسكار تحدد عادة المرشحين في السنة المنتهية قبلها، فإن حفل 2021 سيفتح الأهلية للأفلام التي تستحق الترشح حتى نهاية فبراير، مع الإعلان عن الترشيحات بعد 15 يوماً فقط في 15 مارس.

بث الراحة

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس الأكاديمية أنه «على مدى أعوام كثيرة، ظلت الأفلام تلعب دوراً مهماً في بث الراحة ونشر الإلهام والتسلية في أحلك العصور، وهي ما زالت تلعب دورها في جائحة كورونا هذا العام، ولكن محبي السينما يأملون أن يتيح مد فترة الترشح الفرصة للمبدعين لكي ينجزوا أفلامهم بتؤدة ومن دون تسرع حتى لا تؤثر على محتواها الفني أو يضاروا لظروف قهرية لا دخل لهم بها».

ولا تستهدف تلك الخطوة فقط تهيئة الظروف لاستكمال الأفلام، بل أيضاً كبح جماح شركات الإنتاج نحو عرض أفلامها على منصات التأجير الرقمية من دون الانتظار لحين عرضها في دور السينما في ظل عدم اليقين الذي يحيط بها وبمدى التحكم في انتشار الوباء وتوافد المتفرجين على دور العرض.

كما أن تلك الخطوة تحمي تقليد البث المباشر لحفل الأوسكار بما يتضمنه من آلاف النجوم والمبدعين المكدسين في قاعة واحدة، ومئات الملايين على امتداد العالم الذين يتابعون المراسم والجوائز على الهواء مباشرة.

تقليل الضغوط

وهناك العديد من التداعيات التي ستنجم عن تغيير تاريخ الأوسكار، حيث سيساعد المخرجين الذين يستهدفون التقدم بأفلامهم للترشيح للأوسكار ويقلل الضغوط عليهم، وأحدثهم ريدلي سكوت الذي استعان بالنجمين بن أفليك ومات ديمون في أحدث أفلامه The Last Duel أو «المبارزة الأخيرة»، وتوقف التصوير في منتصف شهر مارس الماضي بسبب كورونا.

ويدور الفيلم حول مبارزة حتى الموت في فرنسا بين صديقين في القرن الـ14.

ومن المؤكد أن قرار تأجيل الأوسكار سيكون له تأثيره على مواعيد عرض الأفلام أو إعادة برمجة عرضها، لأن الكثير من صناع السينما في هوليوود يحرصون على عرض أفلامهم في نهاية العام لكي تحظى بشرف المشاركة في الترشيحات للأوسكار والاستفادة من عطلة نهاية العام.

الآن سيتاح لتلك الأفلام أن تعيد تحديد مواعيد العرض على مدى 4 أو 5 أشهر مع الاحتفاظ بفرصة التأهل للأوسكار.

ويمنح ذلك القرار قبلة الحياة للعديد من الأفلام التي تأجل عرضها إلى العام المقبل، حيث ستتاح لها فرصة 8 أسابيع للعرض، ومن بينها أفلام كبيرة مثل الفيلم الموسيقي In the Heights أو في المرتفعات للين مانويل ميراندا، والملك ريتشارد لويل سميث، وفيلم قديسي نيوآرك.

متضررون

من جهة أخرى، فإن التأجيل لم يسعد الجميع، وهناك بعض المتضررين مثل صناع الأفلام المستقلة أو قليلة التكاليف التي عرضت في مطلع العام الجاري في محاولة لتقليل مساوئ الحظر على عشاق السينما، ومن بينها فيلم شيرلي، Never, Rarely, Sometimes, Always أو أبداً، نادراً، أحياناً، دائماً. وتضم قائمة المتضررين أيضاً الأفلام التي عرضت على منصات التأجير الرقمية مباشرة مثل فيلم Da 5 Bloods لسبايك لي.

ومن المتوقع أن يطال التأثير أيضاً الجوائز الأخرى نظراً لأن الأوسكار كان بمثابة حفل الختام للموسم السينمائي في هوليوود والعالم، لذلك أعلنت «بافتا» البريطانية عن تأجيل موعد الإعلان عن جوائزها من 14 فبراير إلى 11 أبريل.

وربما تطال موجة التأجيل أو «دومينو التأجيل» المهرجانات السينمائية مثل فينيسيا وتورنتو، تريفيكتا التي ستتأجل من أغسطس وسبتمبر إلى مواعيد أخرى في الخريف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى