تحذيرات من أزمة غاز جديدة في أوروبا بحلول الشتاء
حذر الرئيس التنفيذي لشركة جازبروم أليكسي ميللر مؤخراً في المنتدى الدولي للغاز في سانت بطرسبرج، من أزمة جديدة فى الغاز بحلول الشتاء، وسلط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن استقرار سوق الغاز الأوروبية.
ووفقا لميلر، فإن التقلبات في أسعار الغاز وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، ويمكن أن تؤدي إلى أزمات جديدة في العرض والأسعار. ويحدث هذا في سياق خفضت فيه أوروبا، منذ الهجوم الروسي لأوكرانيا في عام 2022، اعتمادها على الغاز الروسي بشكل كبير، واستبدلت الكثير من هذا العرض بواردات من مناطق أخرى مثل الولايات المتحدة والنرويج، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.
ووفقاً لميلر، فإن العامل الرئيسي الذي يساهم في هذه التقلبات هو تراجع التصنيع الذي تشهده أوروبا، حيث سجلت قطاعات مثل الصلب والأسمنت والمواد الكيميائية انخفاضات كبيرة في الإنتاج بنسبة تصل إلى 10% في العام ونصف العام الماضيين.
وقد أجبر هذا الاتجاه، المرتبط بارتفاع تكاليف الطاقة، العديد من الشركات الأوروبية على نقل عملياتها خارج المنطقة، وخاصة من ألمانيا، التي كانت تاريخياً قوة صناعية في أوروبا.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت شركة جازبروم عن انخفاض الطلب على الغاز في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بنحو 11 مليار متر مكعب في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
وعلى الصعيد العالمي، تتوقع شركة جازبروم أن يصل الطلب على الغاز الطبيعي إلى 5.7 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050، مدفوعا بشكل رئيسي بالنمو في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند.
ويضيف إلى فجوة تكاليف الطاقة المتزايدة بين أوروبا والاقتصادات العالمية الأخرى، مثل الولايات المتحدة، حيث تكاليف الطاقة أقل بما يتراوح بين 2 إلى 3 مرات، وأسعار الغاز أقل بما يصل إلى 5 مرات مما هي عليه في أوروبا.
ومع ذلك، أشار ميلر أيضًا إلى أن الولايات المتحدة تشهد تباطؤًا في إنتاج الغاز الصخري وتزيد وارداتها من كندا، وهو مؤشر على القيود التي تواجه حتى واحدة من أكبر منتجي الغاز في العالم.
وعلى الرغم من انخفاض الإمدادات الروسية إلى أوروبا، تواصل جازبروم استكشاف فرص جديدة في الأسواق الناشئة، وتسليط الضوء على مشاركتها في الجمعيات الدولية مثل البريكس.
وتشير هذه التغييرات إلى إعادة توجيه استراتيجي للشركة الروسية نحو أسواق خارج أوروبا، بينما تسعى الكتلة الأوروبية إلى تحقيق الاستقرار في قطاع الطاقة لديها في مواجهة تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.