تحليل يكشف: الذكاء الاصطناعي يشوّه الطاقة خسائر مليارية
تتزايد مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما يستهلك كميات هائلة من الطاقة، ويؤثر بشكل متزايد على تدفق الكهرباء في المنازل.
تعد هذه المشكلة تهديدًا كبيرًا للأجهزة المنزلية القديمة ومعدات الطاقة، خاصة في مناطق مثل شيكاغو و”زقاق مركز البيانات” في شمال فيرجينيا، حيث تكون قراءات الطاقة المشوهة أعلى من المستويات الموصى بها.
أظهر تحليل حصري أجرته بلومبرج أن أكثر من 75% من قراءات الطاقة المشوهة بشكل كبير تقع على بعد 50 ميلاً من نشاط مركز البيانات المهم. ورغم أن العديد من هذه المرافق تظهر بالقرب من المدن الكبرى في الولايات المتحدة، مما يزيد الضغط على الشبكات الهشة، فإن هذا الاتجاه يظهر أيضًا في المناطق الريفية.
في الحياة اليومية، يتعامل الأمريكيون مع الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات وغسالات الصحون دون التفكير في تدفق الكهرباء عبر منازلهم، لكن هناك مشكلة خفية تهدد هذه الأنشطة اليومية: وهي “إمدادات الطاقة المشوهة”.
تعرف هذه الظاهرة باسم “التوافقيات السيئة”، والتي تشبه الصوت الساكن الناتج عن رفع مستوى صوت مكبر الصوت إلى مستوى يتجاوز قدراته. تنتقل الكهرباء عبر خطوط الجهد العالي على شكل موجات، وعندما تنحرف هذه الموجات عن النمط المثالي، يتم تشويه الطاقة التي تتدفق إلى المنازل.
قد يؤدي ذلك إلى زيادة حرارة الأجهزة الإلكترونية المنزلية أو حتى اهتزاز المحركات في الثلاجات ومكيفات الهواء، مما يتسبب في أضرار تصل إلى مليارات الدولارات.
التوافقيات السيئة هي أيضًا مؤشر على مشاكل أعمق في الشبكة الكهربائية الأمريكية. حيث تعد الموجات المشوهة مقياسًا لجودة الطاقة العامة. في حال كانت الكهرباء تتدفق بشكل مستقر إلى الأجهزة في المنازل، فإن الطاقة تكون متوازنة ويمكن التنبؤ بها. ومع تدهور جودة الطاقة، تزداد المخاطر بشكل كبير.
قد تؤدي الزيادة المفاجئة أو التراجع في الإمدادات إلى حدوث شرر أو حرائق، وإذا لم يتم معالجة المشكلة، قد تتفاقم الأوضاع بشكل أكبر.
وفي هذا السياق، يقول بوب مارشال، الرئيس التنفيذي لشركة Whisker Labs Inc.: “التوافقيات السيئة هي بمثابة طائر كناري جيد للكشف عن العلامات المبكرة للتوتر والمشاكل في الشبكة الكهربائية”. تقوم Whisker Labs بتتبع جودة الطاقة في الوقت الفعلي باستخدام نحو مليون جهاز استشعار منزلي منتشر في جميع أنحاء الولايات المتحدة. أظهر تحليل بلومبرج لبيانات أجهزة الاستشعار، إلى جانب بيانات من شركة DC Byte المتخصصة في استخبارات السوق، وجود علاقة واضحة بين قرب مراكز البيانات وتدهور جودة الطاقة.
أكثر من نصف الأسر التي تم تتبعها والتي أظهرت أسوأ التشوهات في جودة الطاقة تقع على بعد 20 ميلاً من نشاط مراكز بيانات كبيرة. وفقًا للتحليل الذي غطى الفترة من فبراير إلى أكتوبر، فإن حوالي 3.7 مليون أمريكي يعيشون في المناطق الأكثر تأثراً.
